قبل اكثر من نصف ساعة من بداية المباراة انطلق الاستديو التحليلي لمباراة مازيمبي الكنغولي والهلال السوداني .. مقدم الاستديو كان مبتسما وهادئيا وواثقا ولم يبذل مجهودا كبيرا ليقدم الهلال ومازيمبي فقد تعود علي تقديم هذا الثنائي عبر المواسم الماضيه .. ذكر اسماء النجوم بطلاقة م كاريكا .. مساوي .. نزار .. بشه واتير توماس .. وتغزل في نجوم مازيمبي الكبار وذكر من لعبوا نهائي كاس العالم .. أستديو تحليلي يعطيك الانطباع بدوري ابطال افريقيا .. لم يتحدث فيه محلل عن فريق هابط للدرجة الثانية ويعاني من ضعف الاعداد والمشاكل وغياب اللاعبين ولا تحدث عن فريق يبحث عن الفوز الاول في دوري المجموعات .. مباراة أعادت لدوري الابطال هيبته بعد ان كادت مباريات الكونفدرالية تسرق منه الاضواء .. الهلال السوداني اسم ثابت في استديوهات بي ان سبورت منذ ان كان اسمها الجزيرة الرياضية حتي انك تجد احيانا شعار الهلال بخارطة السودان القديمة ولا اعتقد ان هناك من يبحث عن شعار مازيمبي فهو مثل الهلال ثابت في كل القنوات الرياضية .. دوري الكبار انطلق خصوصا بعد ان شاهدنا مباراة اتحاد العاصمة ووفاق سطيف .. لا نقول ان الاتحاد الافريقي لم يحسن اختيار البداية بوضع مباراة فريق الدرجة الثانية والمريخ في البداية ولكننا نقول ان الاحساس بدوري المجموعات قد بدأ متاخرا وكأننا انتقلنا فجأة من الدور التمهيدي لدوري المجموعات !! هلال مازيمبي .. مباراة بذكريات المباريات الكبيرة في دوري الابطال فقد شهد ملعب (لوممباشي) هزيمة مازيمبي من الهلال في مباراة تاريخية كاد فيها فتية الهلال ان يحققوا المعجزة ويقصوا مازيمبي رغم خسارتهم في مباراة الذهاب بخماسية . جمهور مازيمبي يشجع بحرارة ورئيس النادي يرد التحية ويرفع كفه مؤكدا علي ان الهلال سوف ينال خماسية علي طريقة الترجي التونسي فمازيمبي من الصعب ان تنال منه نقطة هنا دعك من ان تفوز عليه الا استثناء كما يفعل الهلال ! أسد الهلال فوزي المرضي في حواره مع سامر العمرابي قبل اللقاء بدقائق تحدث بثقة عن المارد الازرق .. قال ان المباراة صعبة ولكن الكوكي اختار محاربين اشداء اقوياء لهذا اللقاء فازدادت ثقتنا في ظهور مشرف للابطال.. منذ صافرة البداية كانت الندية عنوان اللقاء .. سرعة وقوة وحماس واندفاع من لاعبي مازيمبي وصمود من لاعبي الهلال .. كمية من العكسيات وتصدي رائع من اتير توماس نتمني ان يكون مدافع (العلمة) قد شاهد كيفية التصدي للكرات العكسية الخطرة دعك من الكرات العشوائية ! حاول مازيمبي الهجوم عبر جناحه الايمن فوجد فداسي ونيلسون فحول الهجمات للجناح الايسر فوجد سيسي وبشه .. فقرر مدربه الهجوم عبر العمق ليجد كاريكا في كل شبر في وسط الملعب .. ماشاء الله تبارك الله .. هذا الشاب الخلوق يحمل اكثر من رئه وقلب ابيض ..يتحمل الاذي والانتقاد العنيف ويبذل طاقة غير عادية ولا ينتظر جزاء ولا شكورا .. فهو مثل الصالحين يقوم بواجبه وينتظر ثوابه من الله اذا كان هناك من ينتقص من قدره .. حاول مدرب مازيمبي تعطيل كاريكا نفسه ولكنه نسي ان خلف كاريكا نزار .. عندما يحتاج الامر لدفاع يدافع وعندما يحتاج الامر لهجوم يهاجم .. وعندما تخطت الكرة نزار وكاريكا ندم مدرب مازيمبي علي الهجوم من العمق فقد ظهر له الشغيل جمل الشيل .. الطول .. القوة .. الجسارة .. التهذيب .. الثقة بالنفس .. تذكرت كلمات الموردابي الاصيل والرياضي المطبوع دكتور سامي فتح الرحمن عندما كان البعض يعترض علي مشاركة الشغيل اساسيا مع المنتخب .. كان سامي يقول انه السوداني الوحيد القادر علي القتال في ادغال افريقيا .. بحث مازيمبي في كل ارجاء ملعبه عن منفذ ولم يجد فطلب مدربه الاستراحة عسي ان يعرف خطة بديلة بين الشوطين ولكن الاستراحة كانت لصالح الكوكي .. عاد الهلال اقوي واكثر تنظيما وعاد المحاربون الصائمون اكثر اصرارا حتي البدلاء كانوا علي قدر المسؤولية فعندما خرج كاريكا خفنا علي الهلال من الضعف في الوسط والهجوم ولكن كيبي اجتهد وتحرك مع جوليام وعندما خرج نيلسون خفنا علي الجبهة اليسري ولكن الشاب اطهر كان اكثر حركة ونشاطا وقوة في الدفاع والهجوم .. هو الهلال لم تكن هذه رحلته الاولي للكنغو ليدافع عن الكرة السودانية فالفارس الازرق ذهب هناك في منتصف الستينات قبل ان يعرف الاخرون الخروج للمحافل الافريقية .. انتصر من ايام شاويش وجكسا وكاد ان ينتصر باقدام نزار وبشه ... هو الهلال عندما نتحدث عن كبار القارة نتحدث عنه وعندما نتذكر الكرة السودانية نتذكره وعندما يعزف النشيد الوطني فان الاهلة هم من يستحقون ان نذكرهم فهم اول من عزف لهم السلام الجمهور ورددوا النشيد الوطني واستعادوا افكار الخريجين الاوائل .. عفوا اندية الدرجة الثانية فدوري الكبار قد بدأ .. نواصل ..