ذات مساء من ذلك التاريخ غير البعيد انتهت اشهر انتخابات في تاريخ الهلال علي وقع (عدم اكتمال النصاب) تفرق الجمع الكبير والذي اُعتبر اكبر تجمع في تاريخ انتخابات الاندية السودانية ورغم ذلك لم يكتمل النصاب ! لان التحدي كان كبيرا بين صلاح ادريس وطه علي البشير حتي ان عضوية الهلال تجاوزت الثلاثين الف ! أنتهت الحكاية وذهب كل من الزعيمين لمنزله بحسرة عدم التتويج وكان الهلال يسابق الوقت في انتظار مجلس جديد يقود التسجيلات بعد الانتخابات .. أحسست بحسرة كبيرة عند احد افضل من جلسوا علي كرسي السكرتارية في الهلال وهو الاخ (العميد) ميرغني ادريس الذي كان يحمل هم التسجيلات بعد ان اخذه ومجلسه (التعب) من الفترة السابقة واستعدوا للرحيل .. توجهت لاول مرة صوب منزل السيد صلاح احمد ادريس .. وجدت الرجل يغازل في (العود) سألته عن تاثير فشل الانتخابات في دعمه للهلال فرد ب(لا والف لا) وانه مستعد لفعل اي شئ من اجل الهلال .. قلت له ان الهلال يحتاج للاعبين اجانب في وقت قصير .. تكفل صلاح ادريس بالامر واكمل الهلال اتفاقه مع عدد من اللاعبين من بينهم (داريو كان) جاء الشاب الموزمبيقي الصغير ليدخل سريعا الي قلوب الاهلة بقوته وجسارته ودفاعه الشرس عن شعار الهلال حتي اعتقدنا انه مولود في (حي الاسبتالية) وان جذوره تصل للخريجين الاوائل .. قدم داريو كان العديد من المباريات القوية والرائعة وكان احد فرسان جيل 2007 ولكن يبقي هدفه الذي كسر به صمود الاهلي القاهري من اجمل واروع الاهداف واحلي الذكريات في تاريخ الاهلة امام الفرق المصرية وكبيرها الاهلي الذي تذوق مرارة الهزيمة في امدرمان بصورة لم يتذوقها داخل او خارج ارضه طوال تاريخه الطويل .. بذكريات هدف داريو كان واحتراما للاعبين اجانب قدموا الكثير للهلال ندخل اليوم الي مقبرتنا بامدرمان مؤكدين علي ان الهلال الكبير تاريخ ممتد منذ ان فكر في انشائه اربعة من الخريجين الاوائل وحتي رئاسة اشرف سيد احمد الكاردينال .. عندما كان البعض يتحدث عن ان هلال 2007 صناعة خالصة لصلاح ادريس كنا نقول لهم ان هلال 2007 امتداد لبناء طويل من قبل تسجيل هيثم مصطفي لذلك فمن الظلم ان نحصر شرف هذا الانجاز عند شخص واحد .. والان هذا الهلال الفتي الذي يقاتل المصريين اليوم علي طريقة قتال يوم (تابوت الحضري) صناعة عظيمة لرجال احبوا الهلال باخلاص من قبل تسجيل القائد مساوي وحتي تسجيل مكسيم احد العلامات الفارقة في هلال 2015 علي طريقة داريو كان .. كعبنا العالي علي المصريين لم يصنعه داريو وحده ولكننا اخترناه اليوم ليكون رمزا لتلك المباراة الخالدة والتي سبقها هدف ريتشارد في قلب قاهرة المعز حين انتصر الهلال علي الاهلي في ارضه ووسط جمهوره مستعيدا ذكريات انتصارات كبيرة حققها في اول رحلة خارجية لاول فريق سوداني خارج السودان انتصر فيها الهلال وانهزم ايضا في مصر ولكنه أنار كعادته الطريق للقادمين كما فعل بعد اول انتصار في بطولات الاندية الافريقية واول واخر وص∞£ول لفريق سوداني لنصف النهائي في البطولة الكبري قبل ان يصل للنهائي لاول مرة في عهد الزعيم الراحل الطيب عبد الله والمدربين احمد عبد الله وكسلا وجميل ومن بعدهم العلامة كمال شداد ولانه الهلال الكبير فقد كرر الانجاز لثاني مرة ايام الراحل عبد المجيد منصور وابوحراز واخوانهم وها نحن نتجه نحو النهائي باذن الله بجيل جديد ورئيس جديد .. هلال الابطال بقيادة جمهوره يدخل للمقبرة اليوم لمواجهة فريق (مصري) بذكريات كثيرة منها هزيمة المحلة الرباعية وهزيمة حرس الحدود وهزيمة الاسماعيلي وهزيمة الاهلي .. نحن من هز عرش الكرة المصرية وكل كرة شمال افريقيا في مقبرتنا التي نود ان نضيف اليها اليوم نعش سموحة .. ونحن نستعيد ذكريات تاريخ الهلال نتذكر مشجع الهلال ومؤرخه علي الفكي له الرحمة والمغفرة ونستمد ايضا من ذكراه الطيبة والعنفوان الذي اشتهر به عنفوانا للقاء اليوم .. اربعة من الاندية المصرية كانت ضمن انجازات الهلال بعدم هزيمته رسميا في اكثر من مائة مباراة في المقبرة واليوم في رحلة الانجاز الجديدة نكتب حكايتنا مع سموحة .. من مكسيم ولكاريكا .. لا نفرق بين احدا من لاعبينا .. كلهم ابطالنا نحملهم علي حدقات عيوننا .. ومن صابر وابوصفاره والصحاف والموج الازرق وحتي اولتراس كلنا شعب واحد نغني .. ومن حمدنا الله و الطيب عبدالله وحتي الكاردينال .. كلنا شعب واحد نغني .. الله الوطن الهلال .. شعارنا في سوح النزال .. أرتبطنا بهذا الشعب الذي أتينا منه وارتبط بنا .. اليوم نعيد ذكرياتنا الطيبات بالاربعات او الثنائيات .. ايهما احلي وايهما اقرب في هذه الايام الطيبات حيث الهلال هو رمز هذا الشهر الكريم في اوله واخره .. اللهم انصر هلال المجموعات اللهم امين ..
