في زيارة غير معلنة أقلعت الطائرة الرئاسية التي كانت تقل على متنها رئيس الجمهورية المشير عمر البشير ووفده المرافق يوم السبت الماضي صوب المملكة السعودية في زيارة تستغرق(5) أيام. أداء البشير لشعيرة العمرة هو البرنامج الرئيس ومن ثم تعقبها مباحثات على هامش الزيارة مع مسؤولين في المملكة. ووصل البشير، إلى المدينة المنوَّرة في مستهل زيارة للسعودية لأداء مناسك العمرة، واستقبل بمطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي، حيث إستقبله وكيل إمارة منطقة المدينةالمنورة عبد المحسن المنيف، ومساعد قائد المنطقة، العميد خالد الجهني، ومدير مكتب المراسم بالمدينةالمنورة، مشهور الحميد، ومدير المطار محمد الفاضل، وعدد من المسؤولين من مدنيين وعسكريين حيث أدى البشير الصلاة بالمسجد النبوي الشريف، بعدها توجه البشير إلى مكةالمكرمة، حيث أدى مناسك العمرة، غير أن أبرز حدث في زيارة الرئيس إلى المملكة العربية السعودية هو لقاؤه بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان عبدالعزيز بقصر الصفا بمدينة مكةالمكرمة أمس الأول ، وعلمت(آخر لحظة) أن الزعيمين بحثا العلاقات الثنائية وتقويتها و الاستثمار و القضايا العربيه والإقليمية واستمرار التنسيق وتبادل المعلومات وتوحيد المواقف بين المعنيين في البلدين الشقيقين، حيث ناقش الجانبين آفاق التعاون بين البلدين الشقيقين، بالإضافة إلى بحث تطورات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية، وكان العاهل السعودي قد عقد اجتماعاً مع البشير، في ال20 من مايو الماضي في الرياض، واستعرضا أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات، مع بحث مستجدات الأوضاع العربية والإقليمية. وحضر اللقاء من الجانب السوداني طبقاً ل» وكالة الأنباء السعودية»، وزراء رئاسة الجمهورية صلاح الدين ونسي، و الخارجية إبراهيم غندور، ومدير مكتب الرئيس، الفريق طه عثمان الحسين. وأكد البشير خلال زيارته السابقة إلى الرياض، موقف بلاده المؤيد للسعودية في حربها المشروعة ضد الإرهاب المتمثل في مليشيات الحوثيين، والرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، الإنفتاح اللافت والتطور المتسارع فى علاقات الخرطوموالرياض والتى كانت فى فترات سابقة تعاني حالة من الفتور مرده الى أن القرار الحاسم الذي اتخذه السودان بالمشاركة في عاصفة الحزم عبر قوات جوية وبرية، بل وذهبت الخرطوم أبعد من ذلك حينما ظلت تؤكد على الدوام أن أمن المملكة العربية السعودية خط أحمر، تلك التغيرات في المواقف صاحبتها تغيرات في مواقف دول الخليج والتي من بينها السعودية، قرار المشاركة فى عاصفة الحزم كانت مكافاته سريعة من قبل الحكومة السعودية التي شرعت في تحويل وديعة استثمارية بقيمة(4) مليارات دولار لدعم احتياطي العملات الأجنبية بالبلاد، حيث وصلت إلى حسابات البنك المركزي بحسب وزير المالية بدرالدين محمود جزء من أموال الوديعة، وبحسب مراقبين فإن قرار الحكومة بالمشاركة في عاصفة الحزم في الحرب ضد الحوثيين باليمن بجانب إغلاقها للمراكز الثقافية الإيرانية بالخرطوم وضعت العلاقة بين البلدين ودول الخليج في مسارها الصحيح.