أجرته: ابتهاج العريفي تصوير: سفيان البشرى * من الظواهر التي طرأت مؤخراً على المجتمع العاصمي ظاهرة «التفحيط» والسباقات التي تجري بين الشباب في بعض الشوارع في العاصمة مما نتج عنها أن ذهب ضحيتها عدد منهم.. ولإلقاء الضوء على هذه الظاهرة التقت «آخر لحظة» برئيس قسم الإعلام بإدارة مرور ولاية الخرطوم سعادة المقدم شرطة مالك عثمان ساتي وعدد من الشباب: يقول المقدم شرطة مالك عثمان الحسن رئيس قسم الإعلام بمرور ولاية الخرطوم: إن «التفحيط» من الظواهر الجديدة والدخيلة على المجتمع السوداني، إذ بدأت تطل برأسها مؤخراً قادمة من دول أخرى عبر بعض أبناء المغتربين أو من خلال الفضائيات، وتعتبر من القيادة الخطرة التي تهدد سلامة مستخدمي الطريق العام.. مشيراً إلى أن طرقنا غير ممهدة لمثل هذا النوع من قيادة السيارات مضيفاً أنها تتم ليلاً وفي طرق محددة. وذكر مالك أن إدارة المرور تقوم بالضبط والرقابة من خلال الدوريات الليلية، موضحاً أنه حتى الآن ليس لدينا حوادث تذكر نتيجة لهذه الممارسة ولكن إذا استمرت فهي بالطبع مشروع حادث محتمل. وقال مالك إن ظاهرة «التفحيط» يمارسها الشباب والمراهقون دون علم الآباء ويجب على الأسر مراقبة أبنائها الذين يقودون السيارات أثناء تحركهم الليلي، ومعرفة عاداتهم وممارساتهم لإرشادهم وتوجيههم للحفاظ على حياتهم وحياة الآخرين والاستفادة من وقتهم وإمكاناتهم فيما يفيدهم، وهنالك ظاهرة أخرى مقرونة بذات الفئة وهي السباقات العشوائية وأيضاً تحدث ليلاً وفي طرق محددة يتم رصدها بواسطة المرور ويتم التعامل معها بالضبط اللازم. وفي ختام حديثه ذكر أن هذه الظواهر كانت سبباً لكثير من الحوادث في دول عربية، ونتمنى أن لا تنتقل إلينا بل تنتقل إلينا الأشياء الجميلة والمفيدة حتى لا يتأثر مجتمعنا ونتفادى أمراض المجتمعات الأخرى. وفي إطار هذه الظاهرة التقت «آخر لحظة» بعدد من الشباب لمعرفة آرائهم حولها.. وفي البدء التقينا بالبراء كمال - طالب جامعي - يقول إن الشباب يعتبرون «التفحيط» نوعاً من البهرجة والمنافسة بين السيارات، «يعني سيارتي أحسن من سيارتك» وهكذا، وغالباً ما تحدث في شارع المطار أو الستين أي الشوارع الواسعة وتكون ليلاً وفي العطلات الرسمية وشوارع أخرى. وأضاف أن الشباب الذي يبدأ بهذه العملية أحياناً يكون فاتح «الضهرية» والسماعات بصوت عاي. ويضيف فارس علام القادم من أحد الدول العربية أن «التفحيط» هناك موجود وبكثرة ويحدث عادة عند مناسبة معينة، مثلاً آخر يوم في الامتحانات أو أعياد الميلاد والمناسبات الأخرى، والغرض منه التفاخر بين السيارات وإبراز مهارات القيادة ويكون داخل السيارة أربعة من الأصدقاء، وقبل يوم تخبر «الشلة» بأنك سوف تفحط في اليوم الفلاني وفي الشارع المحدد ولدينا شارع اسمه شارع المليون مشهور بإحدى الدول العربية بممارسة عمليات التفحيط، وللأسف التفحيط حدثت فيه العديد من الحوادث التي أدت إلى ضحايا من الشباب.. وأشار فارس أن للتفحيط حركات معينة منها العقدة والتربيع وغيرها. وذكر كمال أمين - سائق: أحياناً يحدث التفحيط من السيارة نفسها عند حدوث خلل ما فجأة حيث تغير العربة مسارها الطبيعي، وكذلك عندما يكون أمامك شخص ويقود سيارته ببطء فأنت تقوم بحركة سريعة تغير فيها مسارك وربما تكون بطريقة عشوائية مما تنجم عنه حوادث مرورية. ويضيف محجوب كمال الشهير «بجدو» لاعب الطائرة بمركز شباب السجانة: إن ظاهرة «التفحيط» أدت إلى إزهاق أرواح العديد من الشباب، وأنصح الشباب بالابتعاد عن ممارستها حفاظاً على أرواحهم، وأتمنى من الجهات المختصة بإدارة المرور لوضع عقوبات رادعة لكل من يقوم بممارسة هذه «الحركات»، التي يمارسها بعض الشباب بعدد من الشوارع في الخرطوم.