أجراه: قسم التحقيقات : تصوير: سفيان البشرى : ربما كانت المعاناة والرهق هي سيدة الموقف للراغبين في استخراج الشهادة الثانوية ممن جلسوا لامتحان العام الحالي، لا مبالاة وزارة التربية والتعليم بدت واضحة من خلال فتحها لنافذة واحدة للطلاب وأخرى للطالبات تراص أمامها المئات من الجنسين تحت وطأة هجير الشمس مع بطء في الإجراءات أدى لإثارة التذمر من طالبي الخدمة. تزاحم واصطفاف لساعات طوال تبدأ قبل شروق الشمس وتحت هجيرها المحرق وأمام نافذة واحدة دون توفر أبسط الخدمات مما أدى لحدوث عدد من حالات الإغماء، ووصل الأمر للمبيت بمبنى الوزارة ضماناً لوجود فرصة في الصف ليوم الغد. ٭ مشهد ثانٍ الطالبات وأمهاتهن يفترشن الأرض، وأخريات تظهر عليهن علامات الإعياء والتعب يضعن صحفاً وملفات فوق رؤوسهن استنجاداً من الهجير وتخوفاً من الإصابة ب «ضربة شمس»، وأولياء أمور وطلاب يجلسون بصفوفهم الملتوية والبعيدة المدى إن جاز التعبير، في انتظار الوصول للنافذة التي أصبحت حلم كل مصطف، وآخرون يتذمرون من سوء التنظيم والفوضى التي كانت السمة الأبرز، هذا هو الحال في وزارة التربية والتعليم بالخرطوم بعد توجيه الجهات المعنية باستخراج الشهادة السودانية من المركز، دون توضيح أية أسباب، هذه المشاهد رصدتها «آخر لحظة» لتعكس حجم المعاناة لآلاف الطلاب الذين يصطفون لاستخراج شهاداتهم. صفان أقل ما يمكن وصفهما بالجيش الجرار، في البدء سردت لنا الطالبة آمال علي معاناتها لاسستخراج الشهادة وقالت إنها ولمدة ثلاثة أيام متتالية تأتي باكرة دون الوصول للنافذة وحال وصولها للنافذة تغلق، مع العلم بأن التقديم لاستخراج الشهادة يبدأ قبل الثامنة ومع ذلك تجد الصفوف متراصة. من جانبها أبدت الطالبة إشراقة محمود استياءها من قبل الوزارة وقالت كان الأجدر بالوزارة أن تعدد النوافذ، واقترحت أن يكون لكل ولاية مركز كما كان معمول به في السابق لتقليل هذا التزاحم. وقال الطالب عصام إسماعيل اضطررت للمبيت داخل الوزارة بسبب صعوبة الإجراءات، ومع ذلك لم استطع استخراج الشهادة، وأوضح أنه قدم لاستخراج الشهادة من الحصاحيصا بولاية الجزيرة، إلا أنه وبسبب تأخير استلام الشهادة في الولايات والتي قد تتجاوز الشهر، قدم لاستخراجها بولاية الخرطوم حتى يتمكن من اللحاق بالتقديم للجامعات. وقال الطالب محمد عمر إن له ما يقارب الأسبوع في حالة انتظار بالصفوف التي تتطاول كل يوم، وأشار محمد إلى ضربهم من قبل رجال الشرطة تحت مزاعم تنظيم الصفوف، وهذا يزيد معاناتنا بصورة أكبر خاصة ونحن نقف تحت أشعة الشمس الحارقة والتي تسببت في الكثير من حالات الإغماء «ضربة شمس»، فضلاً عن وجود نافذة واحدة فقط للتعامل مع الطلاب ومثلها للطالبات، وأوضح الطالب إصابة عدد من الطالبات بالتماس كهربائي جراء لمسهم للنافذة، ولفت إلى محدودية زمن تقديم الشهادات بالجامعات، والتقطت والدة إحدى الطالبات الحديث والعبرة تقف حاجزاً عن الحديث للصحيفة وقالت إن ابنتها سقطت أمس الأول بسبب إصابتها بالأزمة، بعد استنشاقها للغبار المتصاعد من ازدحام الصفوف، وأعابت استغراق العاملين على النوافذ لساعة ونيف لتناولهم وجبة الإفطار، ورفضهم مواصلة العمل بعد عودتهم قبيل انتهاء الدوام بقليل، ونوهت لكسر امرأة وإحدى الطالبات لساقها بسبب التدافع مما اضطر المصطفون لإسعافهما للمستشفى في غياب الجهات المعنية عن المشهد بالوزارة. ٭ رفض وتعتيم اتجهت الصحيفة لمبنى الإدارة بالوزارة فوجدنا ذات الصفوف لأولياء أمور يحملون بطاقات تدل على عملهم في نفس القطاع وقالوا إنهم مُنعوا من الدخول من قبل الحرس بالمبنى، وبعد التعريف عن هويتنا جدد الحرس الرفض مؤكداً أنها تعليمات مدير عام الوزارة بعدم دخول أي فرد مهما كانت صفته، وبين الإلحاح والرفض ضاعت العديد من الإجابات التي نود طرحها على الجهات المسؤولة ونشرها للقاريء، وتمليكه كافة الحقائق.