مع خواتيم كل موسم كروي.. ووضوح بعض ملامح الهبوط من الممتاز.. تبدأ روائح التواطؤ تفوح وتزكم الأنوف.. وكما للعطر افتضاح فإن للتواطؤ فضائح يعصب سترها أو كتم روائحها النتنة. ومع كل هذا الوضوح الساخر في التواطؤ.. بيعاً وشراءً على عينك يا تاجر بصورة موسمية.. إلا أن اتحادنا العام ظل يتجاهل الظاهرة القبيحة ويعمل بمبدأ «أضان الحامل طرشا» فيغلق عينيه ويسد أذنيه حتى لا يسمع ولا يرى.. وعندما تستغيث به الأندية الغلبانة المتضررة وهي تصرخ.. «وا، اتحاداه».. فإنه يفاجئ الجميع قائلاً وبراءة الأطفال في عينيه: هاتوا الدليل!!. مع أن الأدلة القاطعة واضحة وساطعة كالشمس في كبد السماء.. وحيثيات الإدانة سبق ونطق بها الجمهور الواعي في المدرجات قبيل انتهاء جلسة المباراة المطبوخة، وذلك من خلال هتافه المعروف باع.. باع.. باع. وبما أننا الآن نعايش خواتيم الموسم الكروي.. واستبانت بعض ملامح الهبوط.. فما عليكم سادتي إلا الاستعداد والتأهب وذلك بإغلاق أنوفكم جيداً.. تحسباً من أستنشاق روائح التواطؤ الكريهة التي بدأت تهب هذه الأيام.. متلازمة ومتخفية مع «هبايب الخريف الندية.. ومع هذا فإن روائحها النتنة لا تخفى على أحد».. وأقطع «دراعي» لو سارت بقية مباريات الممتاز بشرف ونزاهة.. حد يشارط!. جمهور الكاملين.. يا صفوة ياراقين سألت أحد لاعبي سيد الأتيام.. ماهو السر يا ترى في العروض الشيقة التي ظل يقدمها الأهلي.. والنتائج الباهرة التي حققها باستاد الكاملين في الدورة الثانية للممتاز.. والتي استطاع من خلالها تجاوز منطقة الذيلية محلقاً نحو الأجواء الأمنة في ترتيب البطولة؟. أجاب اللاعب بكل ثقة ويقين.. أنه جمهور الكاملين الواعي الراقي المتحضر الذي ظل يضخ في شرايينا الحماس والتشجيع والمؤازرة بصورة لم تكن نحظي بها حتى ونحن نلعب في استاد ودمدني.. الذي كنا نؤدي فيه وسط ضغوط لا تحتمل وشد عصبي وذهني ظل يؤثر كثيراً على عطاءنا. وثمة حقيقية لابد أن تقال.. وهي أن الغالبية من عشاق سيد الأتيام أبدوا تخوفهم قبيل انطلاقة الدورة الثانية للممتاز.. عندما اكتشفوا بأن استاد ودمدني لن يكون جاهزاً لاستقبال مباريات الفريق في القسم الثاني من البطولة.. بسبب الاصلاحات الجارية فيه لفرش النجيل الصناعي الأمر الذي يحتم على الأهلي أداء مبارياته خارج المدينة. إلا أن مجلس إدارة الأهلي كان حصيفاً وموفقاً للحد البعيد.. في اختياره لاستاد الكاملين لاستضافة مبارياته.. ولم تخذل الكاملين الأهلي بعد أن التقطت القفاز وأعلنت حالة الطوارئ بتجهيز الاستاد بالصورة الراقية التي شاهدها الجميع. ولأن من لا يشكر الناس لا يشكر الله فإن قبيلة الرياضين بودمدني بدءاً من الاتحاد المحلي لكرة القدم والنادي الأهلي وجميع أندية المدنية وجمهورها عامة يتقدمون بالشكر والتقدير والعرفان لأهلنا وأحبابنا في الكاملين بدءاً من معتمدها وقائد نهضتها السيد عبد الله أحمد قسم السيد ومدير الشرطة سعاد العقيد الفاضل يعقوب ورجالات شرطة المرور السريع وابن المدينة البار السعودي بابكر بدري وأسرته الفاضلة التي ظلت تستضيف الاهلي بكل كرم وأريحية وأبناء الأستاذ محمد بشير دياب ورجالات الاتحاد المحلي بالكاملين على رأسهم الريس سيف الدين الطيب والسكرتير عباس الترابي ومأمون الطيب أمين المال وأبناء المرحوم علي الغالي وأبناء المرحوم أحمد النصري وأبناء أحمد الشيخ والمهندس الأمين الياس والأستاذ مهدي أحمد يوسف والعبيس وباقات من الشكر والتقدير لجمهور الكاملين عامة ووياها المحرية فيكم.