ارتفع حاجب هيلاري كلنتون حينما علمت ان شرطة لندن أوقعت على عربتها الدبلوماسية غرامة مالية تبلغ مائة وثلاثين دولارا..السيدة كلنتون جاءت في زيارة عمل الى عاصمة الضباب..بعد لحظات تحولت الدهشة الى ابتسامة هادئة ارتسمت على السيدة التي تحلم بالوصول البيت الابيض..صحيح ان الموضوع شغل الصحافة البريطانية وشقيقتها الامريكية لبعض الوقت. امس الاول اوردت صحيفتنا اخر لحظة ان وفدا من البرلمان تلاسن مع موظف يتبع لهيئة الطرق والجسور عند نقطة تحصيل رسوم العبور بشارع شريان الشمال..الوفد كان في طريق الى سجن الهدي حينما طلب منهم الموظف دفع مبلغ ثلاثة عشر جنيه كرسم عبور..يعني حوالي دولار وعشرين سنتا..الوفد الذي يترأسه مولانا احمد التيجاني عد الامر اهانة للبرلمان..بعض أعضاء الوفد حسب الصحيفة هددوا بالعودة للخرطوم و تنظيم وقفة احتجاجية امام البرلمان..يعنى مظاهرة من أعضاء البرلمان ضد الموظف المغلوب على أمره..في نهاية الفيلم المثير قام مولانا رئيس الوفد بدفع المبلغ وأخذ الإيصال المالي بنظرية العاقبة عندكم في المسرّات. كل اهل السودان في حلهم وترحالهم يدفعون هذه الرسوم عن يد وهم صاغرون..وفي اكثر من مرة كانت وزارة الطرق والجسور تتحدث ان لا استثناء لأي عربة من هذه الرسوم..صحيح ان كثير من الفارهات الجياد كن يمددن لسانهن سخرية والتي تتواضع منهن ترمي (نور طويل ) ثم تعبر لان الذي يدفع هو المواطن العادي..اذا كانت هذه الممارسة غير قانونية لماذا سكت البرلمان حتى وصل الامر الى جيوبهم..الم يكن من الافضل ان يستجيب أعضاء اللجنة الموقرة لسياسة الامر الواقع ويتركوا التلاسن مع موظف بسيط..ثم من بعد ذلك يقومون بدراسة الامر واستدعاء المسئول عن هذه الممارسة ان لم تكن قانونية. في تقديري.. ان كبار مسئولينا يقدمون السنة السيئة..قبل أعوام توفت والدة احد قادة الحركة الاسلامية في بلدة لا تبعد عن الخرطوم الا مسافة ثلاث ساعات..من كثرة الطائرات التي حطت في البلدة السعيدة حتى ان بعض الأهالي الغبش سمو الناحية التي غبرتها اقدام المروحيات بحي المطار..هؤلاء الشيوخ كانوا يهدرون المال العام في امر في غاية الخصوصية..بل انهم يتخيرون وقت الدوام الرسمي لتقديم واجب العزاء..ثم من بعد ذلك يطلبون من المواطن البسيط ان يشد الحزام ويصبر على الابتلاءات والمؤامرات. امس الاول كان مجلس ولاية الخرطوم التشريعي يتعاقد مع مركز البدائل ليدرب كرام النواب ..الجرعة التدريبي قدمها عدد من الخبراء ..شملت الجرعة قواعد أساسية تعين النائب في لعب دوره في مجال تقديم التشريعات والرقابة على الاجهزة التنفيذية وضبط الصرف المالي..اعتقد ان هذا الاتجاه محمود ومرغوب بعد تاكد لنا ان معظم نوابنا يجهلون دورهم..بل ان بعضهم يدخل البرلمان لينوم تحت وقع التبريد المركزي ..والنوم هنا ليس امر مجازيا بل حقيقة رصدتها كاميرات الصحافة غير مرة. بصراحة ..الموظف الشجاع بنقطة القولدير بطريق شريان الشمال يستحق ان يحفزه البرلمان ..وان لم يفعل ولن يفعل فالمبادرة تتحول للشعب السوداني الصابر..هذا الموظف قدم درسا لرجال البرلمان في لجنة منوط بها تحقيق العدل ورعاية حقوق الانسان..الدرس العميق ان الجميع يجب ان يكونوا سواسية في الانصياع للقانون وان كان جائرا.