٭ لو أن السيد إبراهيم الميرغني خرج من بوابة الصمت لعرف الجميع أنه قصيدة عظيمة كتبها القاش على طرف من سحابة بيضاء لا تمطر إلا جمالاً. ٭ لو أن الأخ سيد هارون وزير الدولة للثقافة يعلم أنه حين يتحدث يبدأ العبق الصوفي في توزيع العبير على الأمكنة.. ليعلم الجميع أن الثقافة في عهده ستجد نفسها قادرة على امتلاك المثلث الذهبي للإبداع في بلادي الطيبة. ٭ لو أن كل الأحباء كانوا مثل الأخ ضياء الدين بلال رئيس تحرير صحيفة الرأي العام يعلنون عن حبهم لقصائدي على الهواء مباشرة مثلما حدث في إذاعة المساء، لما تعرض عمري إلى الإصابة بضغط الدم. ٭ لو أن الأخ صلاح إدريس كشف للناس ما يحمله من جمال لنامت الظبية على بندقية الصياد وهي آمنة مطمئنة.. ولكنهم لا يعلمون أن شموع المعابد دائماً ما تفضل أن تكون بعيدة عن العيون. ٭ لو أن الأجل أمتد قليلاً بالوزير الراحل عمر الحاج موسى لما فكرت في هجرة استمرت لأكثر من عشرين عاماً ولكن رحيله المفاجئ هو الذي دفع بي إلى البحث عن نسيان بين أحضان المنافي. ٭ لو أن الفنان محمد وردي كان أقل اعتزازاً بنفسه لكان ظالماً لها.. لأن عظمة الأغنيات التي قدمها هذا الفنان ستظل ممتزجة بأنفاسنا على مدى أجيال وهو هناك ينام على أحضان قبر تحوطه بعض الشجيرات.