في الأسابيع الماضية إمتلأت مواقع التواصل الإجتماعي خاصة الفيس بوك و الواتساب بالنميمة و الشمارات ولكنني اتوقف عند فيديو لرجل ستيني يخبر صديقه السائق بأن يرجع إلى الخلف (ارجع لورا و ابروما ابروما على) ، ومن المؤكد أن عديد منكم تم إرسالها له عبر الواتساب أو الفيس بوك وفي أضعف الحالات قد سمعتم به وتم تداوله في وسطك ؛ ده يرسل وداك يرسل لزول تاني إلى أن طال الكلام والتجريح أسرته الذي لا يعلم عن الأمر شيء فهو كما قالت إبنته يوم الأربعاء وفي احدى القروبات النسائية على الفيس بوك كتبت معلقة على ما يحدث : أنا بنت وقامت بسرد قصة الفيديو والذي قام بتصويره صديق له خفية تابعت قصتها راجية الناس بأن يرحموهم من التعليقات الجارحة قائلة : الموضوع كبر ودي حكاية أبوي بس بعض الناس بتاعين فارغة، وعدم الشغلة بعمل أكتر من كده، وإحنا ما عايزين نوريهو الحاصل عشان هو مريض بالضغط والسكري. ** قيسوا على ذلك العديد من القصص الآخرى لأبطال آخرين بنفس النهج والأسلوب المتبع **هل نشر الفضائح والإستهزاء بأعراض الناس أصبحت نوع من أنواع الترفيه والضحك ..؟! بالتأكيد لا **أعزائي: *في البدء أُذكر نفسي وإياكم بقوله تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ)والحديث الشريف : من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة و أيضاً حكمة : من راقب الناس مات هماً . ومن فينا لم يرفع يده بالدعاء يوماً راجياً من الله الستر له ولأهله في الدنيا والآخرة ولكن كيف لله عز وجل أن يسترنا ونحن لم نستر إخوتنا المسلمين ..?! *كما أننا نتحدث عن الحضارة والتطور و الرُقي في مجالسنا ولكن أين هو من واقعنا ..؟! *ستسألوني ما دخل الحضارة والتطور والرُقي بموضوعِنا، على العكس تماماً إنه لب الموضوع وهنا يكمن جوهر رسالتي التطور والحضارة والرقي ليس فقط في العلو والمباني الشاهقة ومتابعة كل صرعات الموضة والدراسات العليا وتعلم اللغات ..إلخ بل التطور في( الأخلاق) . *فكيف لبلادنا أن تتطور وترتقي وهذا هو حال بعض الشباب في بلادنا عقول فارغة ومجوفة ، فأصبحنا نبحث عن سفاسف الأمور، لماذا أصبحت الفضائح تثير كل إهتمامنا وأصبح شغلنا الشاغل أن ننشرها ونحن نفخر بكوننا السباقين وأوائل الناشرين وكإنما حياتنا تتحول لصحافة صفراء رخيصة لا نحترم فيها حريات الآخرين وخصوصياتهم لماذا أصبحنا ندمر بعضنا البعض بأفعال رخيصة جداً لا تتناسب مع شهامة ونخوة أهالي وطني الأعزاء الذي أعتز بنسائه كما أعتز برجاله. *مجتمعي وأهلي اتمنى ان تنتهي هذه الظاهرة الشاذة التي تطرقت إليها. *وأعلم أن أكثركم لم يكن الناشر الأول لمثل تلك الفضائح ولكن يجب عليك ألا تكون الثاني إجعلها تقف عندك وأعتذر بأسلوب راقي يؤثر في المرسل وإن تجادلتما أخبره أن من (يَستر ؛ يُستر) وأن كل ما نفعله في الآخرين سيعود علينا عاجلاً أم أجلاً . * ومن هنا دعونا نبدأ بإيقاف هذه الظاهرة التي لا تشبهنا ولا تمت لنا بصلة و لا تليق بنا بتاتاً كشعب سوداني أصيل فنحن أهل السترة والمرؤة والطباع السمحة ؛ فلنبدأ بالإرتقاء و لنبدأ بأنفسنا أولاً . *وأنا سأبدأ بنفسي: أتعهد أنا (مريم الأمين) بأن لا أقوم بنشر أي مادة فاضحة أو مُهينة وأن لا أُشارك في نشر أي منشور فاضح يتم إرساله إلي. *أتمنى أن تصل رسالتي بحب إلى عقولكم قبل قلوبكم. مريم الأمين صحفية