وصف خبراء تربويون قرار وزارة التربية والتعليم بالغاء تسليم شهادات الأساس للمدارس وتحديد استخراجها بالمركز بالسياسات الخاطئة، متسائلين لمصلحة من تم هذا الاجراء؟ واستهجن الطلاب وأولياء الأمور الغاء استخراجها بالمحليات وتبعيتها للمركز، وتذمروا من طردهم من الحصص فضلاً عن تهديدهم بعدم رفع أسمائهم واعتمادهم كشوفات لممتحني الشهادة السودانية بسبب تأخيرهم عن الحصص، وهم يدخلون في عراك مع الصفوف والازدحام فيه محاولة لاستخراج الشهادة .. مشاهدات رصدت الصحيفة الصفوف الطويلة والحضور المتأخر لموظفي نوافذ التحصيل هذه هي السمة الأبرز في الإدارة العامة للقياس والتقويم التربوي، حيث استنكر عدد من طلاب الصف الثالث ثانوي طول انتظارهم بموقع استخراج شهادة الأساس بالخرطوم بعد الغاء استخراجها بالمحليات، واستهجنوا طردهم من المدارس، وترك البعض لمقاعد الدراسة وإضاعة العديد من الحصص ل(المساككة) لاستخراج الشهادة، وأشار عدد من أولياء الأمور إلى ترددهم لأكثر من مرة نيابة عن أبنائهم تاركين أعمالهم.. مشيرين الى أن موظفي الحسابات يحضرون للعمل بعد الثامنة والنصف ويستغرقون ساعة لتناول وجبة الافطار.. الأمر الذي يقلص عدد ساعات عملهم لساعتين ونصف، ، وذكر أولياء الأمور في حديثهم للصحيفة باستغلال بعض السماسرة للموقف، وتجاوز الصفوف لاستخراج الشهادات للطلاب مقابل مبلغ من المال، (آخر لحظة) استطلعت الطلاب وأولياء الأمور وكان للإدارة العامة للقياس والتقويم التربوي رأي مغاير فالى ما جاء بإفاداتهم: طرد من المدارس: تقول طالبة بالصف الثالث ثانوي بمدرسة علي الروى بالدروشاب اضطررت لترك الحصص لليوم الثاني بعد فشلي في استخراج شهادتي لمرحلة الأساس بعد أن طلبتها إدارة المدرسة فمنذ أيام اتردد على الإدارة ولأهمية الحصص أخرج في فسحة الافطار في العاشرة، واستغرق أكثر من ساعة للوصول إلى موقع استخراجها بالخرطوم لأجده مكتظاً وعند وصولي للنافذه تغلق في وجهي بحجة الزمن أو ضعف الشبكة، مما اضطرني لعدم الذهاب للمدرسة للوصول باكراً حتى اتمكن من استخراجها، وبعد غياب دام يومين عن المدرسة تحصلت عليها، وأعابت عدم تفعيل النوافذ بالمحليات، وقال عدد من الطلاب والطالبات إنهم طردوا من مدارسهم ومنعوا من حضور الحصص بسبب التأخير في استخراج الشهادة. ضعف الشبكة وقال آخر فضل حجب اسمه من مدرسة بجبل الأولياء معاناتي في استخراج الشهادة ضعف مايعانيه البعض، فأنا أخرج من موقع سكني بالجبل بعد صلاة الصبح مباشرة، وبالرغم من عدم ذهابي للمدرسة وخروجي باكراً أجد الصفوف طويلة ولي مايقارب اليومين، وبين ضعف الشبكة وطول الصفوف ينتهي يومي دون أي اجراء. بطء الاجراءات وفي الجهة المقابلة وجدنا العديد من الأمهات يتذمرن في انتظار استخراج شهادة بناتهن، بعد أن طالت صفوفهن حيث اشتكوا من بطء اجراءات دفع الرسوم وترددهم لأكثر من يوم، وفي الثانية عشرة إلا ثلثاً من يوم الاربعاء الماضي خرج عدد من الطلاب وأولياء الأمور لمشارفة انتهاء زمن إغلاق نافذة الحسابات لبُعد مواقعهم عن النافذة. سياسات خاطئة: سماسرة لاستخراج الشهادة وصف محلل النظم وولي أمر إحدى الطالبات خوجلي حسين السياسات التي اتبعتها وزارة التربية والتعليم بالغاء توصيل الشهادات للمدارس وتحديد استخراجها بالمركز بالخاطئة، وتساءل لمصلحة مَن تم هذا الاجراء؟، وأضاف: يتردد المصطفون يومياً لبطء العمل بالنوافذ، وقال إن هناك سماسرة يستخرجون الشهادة في اقل وقت ممكن، مقابل حفنات من المال، والمعلوم أن المكاتب لا يدخلها اي أحد، والحديث عن ضعف الشبكة لا علاقة له بالصحة فأنا أعمل في ذات المجال والمشكلة تكمن في عدم تأهيل الموظفين بالنوافذ. تأخر الموظفين: وأشار سليمان آدم ولي أمر أحد الطلاب إلى معاناتهم في الأيام السابقة، وقال إن الموظفين يحضرون بعد التاسعة ويعملون ساعة قبل الخروج لوجبة الإفطار في العاشرة ليعاودوا العمل في الحادية عشرة ويغلقون نافذة مكتب إدارة الحسابات في تمام الثانية عشرة، تاركين المصطفين في حيرة من أمرهم، لنُجبر على الحضور في اليوم التالي لتتجدد ذات المعاناة، واستنكر سليمان عملهم ثلاث ساعات فقط، وأشار إلى حضوره لليوم الثاني تاركاً عمله. ويواصل عبد العزيز ابوزيد ولي أمر إحدى الطالبات اقطن بمنطقة الكدرو واحضر لمبنى الإدارة العامة للقياس والتقويم التربوي لاستخراج شهادة ابنتي لكي لا تترك الدراسة وتضيع وقتها في الانتظار، واتردد على الإدارة منذ يوم الاربعاء الماضي ووصلت في الثامنة، ووجدت أعداداً مقدرة من المصطفين لانتظر معهم حتى التاسعة لتفتح إدارة الحسابات نافذتها وتتعلل بعد ثلث ساعة بضعف الشبكة ليبدأ فصل جديد من الانتظار، ويضيع زمننا في الانتظار ويتكرر السيناريو لأيام، ونعاود فيها منازلنا بخفي حنين، وأضاف ابوزيد الثلاثاء هو اليوم الثاني لي ورغم وصولي للنافذة تم ارجاعي بسبب خطأ كان يمكن تداركه.. الأمر الذي يتطلب العودة مرة أخرى وتجرع ذات الكأس. وبطرف إحدى المقاعد لفت انتباهي رجل في العقد الخامس من العمر يحمل على كتفه (حبالاً) فدنوت منه فقال لي إنه يعمل على توسيد (تجليد) الأسرِّة وعملي رزق اليوم باليوم، وأنا هنا لليوم الثاني لاستخرج شهادة لابنتي التي لا تستطيع الوصول هنا لأنها معاقة فضلاً عن تواجدها بالمدرسة في ذات الوقت، وقطع بتأثير ترك العمل أثناء تواجده على الأسرة، وتأسف لغياب الرقابة على الموظفين. الايصال الالكتروني آفة التأخير قال مسؤول قسم استخراج الشهادات والشبكات بالإدارة العامة للقياس والتقويم التربوي: إن الشهادة لا تستغرق العشر ثواني لاستخراجها، واي تأخير أو اكتظاظ بالصفوف لا نكون طرفاً فيه، بل العلة في دفع الرسوم عبر الايصال الالكتروني، وفي كثير من الأحيان ننتظر الطلاب وأولياء الأمور لاحضار الإيصال حتى نسلمهم الشهادات، وطافت (آخر لحظة) بالقسم ورأت سلاسة استخراج الشهادات وسرعتها عبر أجهزة الحواسيب. بطء استخراج الاورنيك أشارت الإدارة العامة للقياس إلى تأخر الموظفين المنتدبين من وزارة المالية للعمل حيث بدأ العمل بعد الثامنة والنصف فضلاً عن بطئهم في استخراج الاورنيك وحمل مدير الإدارة مسؤولية الانتظار والصفوف لموظفي وزارة المالية (المحاسبين)، وكشف عن تقديم المساعدة لهم من الحواسيب وأوراق الطباعة والحبر، بالإضافة لوصلة الانترنت، أما ما يتعلق بالحديث عن وجود سماسرة فلا علاقة لنا به، واي شخص يتعامل مع أشخاص كهؤلاء دون الوقوف مع المصطفين يتحمل العواقب ونحن لا نسمح لغير الموظفين بدخول مكاتبنا. شهادات سبع محليات من موقع واحد!! قال أحد الموظفين بالحسابات بإدارة القياس والتقويم إن المشكلة التي تواجههم هي البرنامج الذي نعمل به والذي يتبع لوزارة المالية، واستخراج شهادات سبع محليات من موقع واحد يمثل ضغطاً كبيراً على النظام الالكتروني، وأضاف أن شبكة الانترنت تعمل بصورة جيدة، ونحن مؤهلين تأهيلاً كاملاً للعمل على هذه الأجهزة والأنظمة، ونضطر في بعض الأحيان بالعمل بالأجهزة التي تشبه الموبايلات لاستخراج الارانيك، ونفى الموظف تأخرهم حتى التاسعة وردد نحضر إلى وزارة التربية والتعليم في السابعة والنصف، لنأخذ أدوات العمل لنكون عند الموعد في الثامنة صباحاً، وأشار إلى تأثير بيئة العمل على أداء واجبهم. اتصلت (آخر لحظة) هاتفياً بمسؤول الايرادات بوزارة المالية هاشم حسن للاستفسار عن الشكاوى المتعلقة بالتحصيل الالكتروني والعقبات التي تواجه موظفيهم بإدارات الحسابات، وارسلت له العديد من الرسائل، ولكن لم يرد على الصحيفة.