٭ في تطور لافت اختفت بضربة لازب خراف الأضاحي، في ثاني أيام عيد الأضحى المبارك، ما أدَّى إلى تذمر واسع في أوساط المواطنين بولاية الخرطوم، اللذين استغربوا الخطوة باعتبارها تخالف الدين الإسلامي والأخلاق السمحة والأعراف المُتبعة في المُجتمعات الإسلامية. ٭ بالطبع فإن نظرية المؤامرة كانت حاضرة لدى التجار، أضف إلى ذلك جشعهم ومحاولاتهم المتكررة للالتفاف على الضوابط في توفير الخراف بكل الأسواق المعروفة التي حدَّدتها الجهات المختصة، لكن الغرض والمرض قاد هؤلاء لحرمان المواطنين من الخراف. ورغم وصول أكثر من (20) ألف رأس إلى أسواق السلام (قندهار) قبل العيد باعتبارها الدفعة الأولى، لكن تلك الرؤوس من البهائم ابتلعها قراصنة السوق قبل محاولة شرائها. ٭ نحن بدورنا نسأل السيد، هجو محمد علي، المتحدث الرسمي باسم الغرفة التجارية للمواشي بأسواق السلام، الذي صرح لوسائل الإعلام بأن (150) ألف رأس قابلة للزيادة، وصلت إلى الأسواق وتتراواح أسعارها ما بين (0021 - 0051) جنيه للخروف. نسألة أين تلك الخراف ومن الذي هربها من الأسواق؟ ٭ بخيت الزين وهو رئيس الغرفة التجارية لتجار الماشية قال للإعلاميين، إنهم فوجئوا ب «جرارات» تنقل الخراف إلى خارج العاصمة، إذن العملية مدبرة سلفاً مع سبق الإصرار والترصد لشراء الخراف وترحيلها إلى جهة غير معلومة.. وهذا يقودنا إلى التعمد في افتعال الأزمات كالتي تحدث في الجازولين والدقيق والغاز من فترة إلى أخرى بغرض التكسب الرخيص. ٭ تجار الماشية اتهموا حكومة ولاية الخرطوم بالتسبب في الأزمة المتمثلة في شح الأضاحي في العيد، وذلك بسبب إعلانها عن توفير خراف تباع بالكليو، وأن ما حدث هو أن الحكومة فشلت في توفير أضاحي العيد بأعداد تكفي المواطنين، بل انتهت قبل يوم الوقفة.. ما قاد مباشرة إلى توجس التجار من إحضار أعداد كبيرة للأسواق.. فالمشكلة الرئيسية تمثلت في البيع بالوزن، مما تسبب في عزوف التجار عن بيع خرافهم. ٭ المسألة تحتاج إلى دراسة عاجلة لمعرفة الأسباب الرئيسية لاختفاء خراف الأضاحي لكي لا تتكرر مرة أخرى، ويعيش المواطن البسيط في رعب حقيقي، ويفشل في شراء خروف يسعد به أسرته.. وعلى الجهات المختصة أن تضرب بيد من حديد كل المتلاعبين في الأسواق.