كتب إعلام المريخ كما يحلو له في رئيس الهلال الأمين البرير بعد حادثة الحكم الجزائري.. وظلوا يكتبون حتى بعد أن نال البرير البراءة من المحكمة المختصة.. لم يتحدثوا عن ضمير أو سودان أو مهنية.. وكتبوا ومازالوا يكتبون عن رئيس الهلال الكاردينال .. في شخصه وفي ممتلكاته وفي تجارته.. وكتبوا عن الهلال والحكام والرقم 2 و 12 استقبلوا مازيمبي من قبل وأحسنوا إعداده للهلال وأرسلوا المعلومات لخصوم الهلال.. وفي كل هزيمة يطلقون لأقلامهم العنان.. خرجوا في شوارع الخرطوم بأعلامهم وهتافاتهم رجالاً ونساء.. شباباً وأطفالاً يغنون ويرقصون والغريب أن بعضهم يكبرون! لم تسجل مشاجرة من هلالي معهم ولم يتعرض أحد منهم للغضب الأزرق.. فهكذا نحن نتحمل في جلد وصبر.. نقع ونقوم ونقاتل بشراسة ونتحمل ونصبر.. وفي المقابل فإنهم ولو تمت كتابة سطر واحد في جمال الوالي.. يردون عليك بعشرين صفحة في ثلاثة جرائد رياضية وعدد من الأعمدة في الصحف السياسية.. وإذا تحدثت عن التحكيم والتنجيم والرشوة والفساد يتجهون مباشرة لجهاز الأمن والمخابرات مطالبين بتدخل قوات الدعم السريع لإيقاف الإعلام الأزرق.. نحن شعب ديمقراطي لا نخاف الهزيمة ولا نضرب خصومنا ولا نشكي، ولا نبكي ولا نتجه للأمن الوطني ولا حتى فريق الخرطوم الوطني الذي زين ملعب المريخ بلافتات المساندة في البطولة الافريقية! لقد تحملنا الهزيمة القاسية في ملعبنا.. وتحملنا الشماتة في شوارع أم درمان كلها ومداخل المدن والكباري .. وتحملنا كتاباتكم.. وكل الذين نتمناه منكم أن تصمدوا إذا مرت بكم نفس الظروف وأن لا (تولوا وتجروا للأمن) حكم الجلاكسي! أنهزم الهلال من اتحاد العاصمة لأسباب كثيرة، ولكننا نود أن نتوقف قليلاً مع حكم اللقاء الذي رفض وبشكل غريب احتساب ضربة جزاء واضحة، ولا تقبل أي جدال أو نقاش من حكم اشتهر باحتساب ضربات الجزاء بشكل عام وضد الهلال علي وجه الخصوص.. رفض الحكم احتساب ضربة جزاء في الدقيقة الثانية من اللقاء في مخالفة كانت تستحق الإنذار أيضاً، وكان من الممكن أن تقلب موازين المباراة تماماً.. وقبل ذلك احتسب الحكم الكاميروني (المرتشي) اليوم ضربة جزاء ضد الهلال في مباراة المغرب التطواني ووقف مترصداً للاعبي الهلال ! ولن يخدعنا لا هذا الحكم ولا حكم الجلاكسي الزامبي باحتساب ضربة جزاء واضحة بعد أن أمسك لاعب اتحاد العاصمة بفانيلة بشة بصورة غريبة وأمام الحكم وكأنه كان متأكداً بأن الحكم لن يحتسب عليه مخالفة ! نقول إن التحكيم ظلم الهلال ليس في هذه البطولة فقط، ولكن في كل البطولات الافريقية السابقة والأمثلة كثيرة وأشهرها ضربة جزاء سادومبا ضد الصفاقسي دعك من هدفي كاريكا وأسامة الثغر ضد بطل غانا وهدف وليد طاشين ضد الأهلي القاهري وهدف وليم في الوداد المغربي و(دفرة مرق) أمام أعين الحكم في مباراة الأهلي القاهري.. تحملنا كل ذلك ونحن نعرف جيداً أن البطولة ستأتي عنوة واقتداراً للهلال في يوم من الأيام.. نحن موجودون ومقاتلون ومستمرون.. قرار شجاع من الكاردينال.. اختار رئيس الهلال المواجهة الشرسة مع اتحاد العاصمة.. قد يعتقد البعض- وهذا حقهم- بأن الكاردينال كان من الممكن أن يتعامل بذكاء ويتحدث بدبلوماسية قبل لقاء الرد ولا يحوله الى معركة حربية، ولكن رئيس الهلال اختار ذلك وهو يعلم أن الأمر في النهاية معركة كروية.. وبحسابات كرة القدم العادية فإن الهلال قد ودع البطولة ولكن إذا تحول الأمر الى معركة فإن الأمر سيكون مختلفاً، حيث لا توجد منطقة وسطى ما بين الجنة والنار.. شجاعة رئيس الهلال تستحق الإشادة وهو يقود الفريق في بعثة صعبة الفوز فيها أقرب للمعجزة والمواجهة أمام فريق جزائري في أرضه وأمام جمهوره معركة حقيقية.. نشكر الرئيس الشجاع في موقفه اتفقنا أو اختلفنا في إدارة معركته الإعلامية لهذه المباراة.. الكوكي ونيلسون.. بعيداً عن تحديد المخطئ أو المتسبب في هذه الأزمة فإن المصلحة العامة للهلال في الوقت الراهن، تقتضي أن يتنازل الكوكي عن عناد عدم اشراك لاعب الوسط الغاني نيلسون وأن يتنازل اللاعب نفسه عن كبرياء غير مبرر في مثل هذه المواقف، وأن يجتهد الاثنان من أجل الهلال.. نحن أمام معركة مصيرية لا تحتمل الصراع الشخصي.. نتمنى أن يجهز الكوكي كل أسلحته لمعركة كبيرة ونيلسون من الأسلحة المهمة.. سنقاتل حتى النهاية.. نتحمل بشجاعة ونصبر على الشماتة.. ونحن نعرف جيداً أن الكورة مدورة والدنيا دوارة والسبت قريب والأحد ما بعيد !!