تواجه السعودية في الفترة الأخيرة موجة من الاستهدافات والمشاكل الأمنية من خلال ما حدث من وفيات الحجاج جراء سقوط الرافعة، ومن ثم التدافع، وقبل ذلك التفجيرات السابقة بالمساجد، وآخر ما تعلق بالموضوع هو ما حدث بالأمس، فقد أعلنت السلطات السعودية عن مداهمتها لموقع انتحاريين من الجماعة الإسلامية المعروفة بداعش، وكشفت عن ضبطها لكمية من المتفجرات والأحزمة الناسفة التي استهدف بها أصحابها زعزعة أمن ومجتمع السعودية. القبض على الداعشي ياسر البرازي بحي الجزيرة بالرياض السعودية وبحوزته معدات لتركيب وصناعة الأحزمة الناسفة، وفي حي معروف وسط العاصمة السعودية، مع احتجازه للفلبينية «ليدي» معه كسبية يستحلها كزوجة شرعية حسب مفهومه الداعشي، يؤكد بوضوح أن الفكر الداعشي قد أصبح يمثل خطورة بالغة على المجتمع السعودي برغم ما عرف عن قوة الأجهزة الأمنية السعودية. السوري الموقوف حسب ما صرحت بها سلطات الداخلية لقناة الجزيرة دخل بشكل شرعي للبلاد قبل أربع سنوات، ويعمل في مجال الحاسوب.. أما السبية الفلبينية التي تم القبض عليها معه بموقع الحدث فهي هاربة من كفيلها منذ سنة تقريباً، ومن المرجح أن الداعشي أدخلها الإسلام حسب ثقافته وتوجهه الداعشي المتطرف، وجعلها في خدمته تحت التهديد بعد سيطرته عليها الحدث فتح العديد من الأسئلة الجوهرية التي تبحث السلطات السعودية عن إجابات لها.. أهمها معرفة حجم الشبكة والعمليات المخطط لها قبل حدوثها لانقاذ ما يمكن.. وثانيها هل يمكن للفكر الداعشي بما عرف عنه من تصورات وأفكار أن يجد موطئ قدم وقبول في السعودية فعلاً؟.. وهل التصرفات الداعشية مثل اتخاذ الرجل ما شاء من سبايا وبيعهن وإهدائهن لمن يريد- كما حدث في شمال سوريا والعراق- قد تجد مساندة من المجتمع خاصة الذكوري المتطرف. تخوف السعوديين مبرر، وفي اعتقادي يأتي من معرفتهم لخطورة عزف الفكر الداعشي على وتر شرعية الأفكار الجنسية التي قد تروق الشباب السعودي نتيجة للكبت الجنسي الموجود هناك. ما تواجهه المملكة شيء ليس سهلاً ومرحلة حرجة، وعلى السلطات السعودية العمل بحق لاجتثاث مثل هذه الأفكار قبل أن تطيح بأفكار الشباب..