لا اعتقد أن هناك منتخباً في كل العالم يعاني ما يعانيه المنتخب السوداني.. حتىِ في الدول التي تعيش حياة استثنائية مثل اليمن وفلسطين وسوريا والعراق، فإن حال منتخباتها أفضل من حال المنتخب السوداني حتى ولو بالاعتذار عن المشاركة في المنافسات! منتخب السودان لم يكن له مدرب حتى قبل أيام قليلة، لذلك لم يتم اختيار اللاعبين ثم تولى الخبير أحمد بابكر أمر التدريب واختار عدداً من اللاعبين- سقط بعضهم سهوا! دون أن يتم تفسير هذا «السهو»، هل في كتابة أسماء اللاعبين في ورقة الاختيار أم في أخبار اللاعبين بالاختيار أم في نسيانهم لحظة الاختيار ثم تذكرهم فجأة بعد ذلك! تم اختيار عدد من اللاعبين وصل إلى أكثر من ثلاثين لاعباً حضر منهم أربعة لاعبون في أول تدريب بينهم حارسا مرمي ! لم يتمرد بقية اللاعبين أو طالبوا بحقوقهم المادية مثل نجوم الكاميرون ونيجيريا الذين يتقاضون 15ألف دولار للمباراة الواحدة، ولكن هولاء اللاعبين كانوا مشاركين مع أنديتهم في منافسة الدوري الممتاز ! هذا هو تنظيم الاتحاد السوداني لكرة القدم الذي يضع في رأسه كل الأفكار إلا فكرة «المنتخب الوطني». المدرب أحمد بابكر اختار أن يُبعد كل لاعبي المريخ عن المنتخب الوطني لأنهم لم يلتزموا بالحضور لاخر تدريب بينما اعتذر اللاعبون لانهم كانوا مشاركين مع المريخ امام الاهلي شندي ! الاتحاد يعلم ببرمجة هذه المباراة وتدريب المنتخب .. احمد بابكر يعتقد ان هذا عقاب للاعبين بينما الواقع يقول ان هذه مكأفاة للاعبين طالما ان العقاب يتوقف علي عدم سفرهم الي دولة لا يحب اللاعبون السفر اليها وبنثريات لا تساوي شئيا بالنسبة لهم اذا كانت هناك نثريات اصلا !! الخبير احمدى بابكر يريد ان يفرض الانضباط في اتحاد لا توجد فيه لجنة انضباط ! بابكر اختار في النهاية 18 لاعبا سافر بهم ليوغندا بتدريبين فقط .. السبب الرئيسي في كل هذه الفوضي هو اتحاد الكرة نفسه وليس اللاعبين واذا كان احمد بابكر يريد ان يفرض الانضباط فعليه بمعاقبة اسامة عطا المنان المنظر الاول للكرة السودانية حاليا ومعتصم جعفر رئيس الاتحاد ! فبرمجة مباريات حساسة ومؤثرة في منافسة الدوري الممتاز في توقيت استعداد المنتخب يعني ببساطة ان الاتحاد لا يهتم بالمنتخب وليس اللاعبين .. للذكري فقط نقول ان الاتحاد السوداني وبدون اسباب مقنعة جعل الموسم الرياضي ينتهي في نوفمبر بدلا من ديسمبر ! البعض يقول ان الاتحاد اراد ان يجامل جمال الوالي بعد خروج المريخ من الدور التمهيدي في الموسم قبل الماضي والذي عزاه الوالي لعدم اعداد فريقه مبكرا بسبب خارطة الموسم .. الان استقال جمال الوالي فهل يعود الموسم كما كان لينتهي في ديسمبر ! يواجه المنتخب يوغندا في تصفيات امم افريقيا للمحليين .. يوغندا التي لا تتفوق علي السودان لا ماديا ولا تاريخيا ولا تتقدم انديتها في المنافسات القارية كما هو حال الاندية السودانية تمثل بعبعا للمنتخب .. لان المنتخب اليوغندي يجد الاهتمام ولو بالقدر المعقول من الدولة بينما تتجاهل الدولة المنتخب وتدعم الهلال والمريخ والنسور والخرطوم الوطني والاهلي الخرطوم وهلال الابيض ! الاتحاد اليوغندي يضع برنامجه بناء علي برنامج المنتخب اليوغندي بينما يبدل اتحادنا السوداني خارطة الموسم كلها من اجل عيون المريخ او رئيس المريخ ! بذات الانضباط غادر المنتخب ليوغندا عسى أن يعود بنتيجة تساعده في مباراة الرد التي ستكون قريبة جداً من مباراة الهلال الحاسمة في الدوري الممتاز أمام مريخ الفاشر.. فهل سيكون أحمد بابكر مضطراً أيضاً لطرد لاعبي الهلال؟ إنه السؤال الذي نتمني أن لا تكون إجابته بنعم ولكنه يولد سؤال آخر .. لماذا يرتاح لاعبو المريخ من عناء السفر والدفاع عن شعار الوطن ليكونوا مرتاحين في انتظار مباراة ربما تكون حاسمة في الدوري الممتاز أمام الهلال !!!