صلاح قوش الشخصية الغامضة والمثيرة للجدل.. مدير لجهاز الأمن ومعتقل بتهمة محاولة انقلاب على النظام الذي كان أحد أعمدته.. وبعد إطلاق سراحه خاض الانتخابات وفاز بمقعد برلماني.. وبعد تقديم رئيس نادي المريخ جمال الوالي استقالته طفت على السطح أخبار عن ترشيحه لرئاسة النادي الكبير، ونفى الرجل ل «آخرلحظة» عرض الأمر عليه من قبل النادي. ينحدر صلاح قوش من قرية «البلل» بمحلية نوري بالولاية الشمالية.. قرية يحترف جل سكانها الزراعة، ونسبة لشح الموارد غادر معظمهم المنطقة ومن بينهم أسرة صلاح التي اتجهت إلى حاضرة البحر الأحمربورتسودان، ودرس بها المرحلة الثانوية.. وفي تلك الفترة وجد قوش نفسه ضمن الاتجاه الإسلامي، وعلى الرغم من هذا الإهتمام المبكر بالسياسة فهو لم ينشغل عن الدراسة وأكمل المرحلة الثانوية بتفوق ودخل جامعة الخرطوم، والتحق بكلية الهندسة.. واشتهر بالذكاء ولقب ب «قوش» نسبة إلى أستاذ في الرياضيات هندي الجنسية. وكانت الأمانة السياسية في تنظيم الإسلاميين داخل الجامعة على عاتق قوش، وأشرف على تكوين أجهزة معلومات داخل الجامعة كانت مهمتها تقديم المعلومات لقيادة تنظيم الإسلاميين حتى يتاح لها اتخاذ القرار.. وخلال فترة دراسته الجامعية رافق معظم قيادات الصف الأول من الإسلاميين الذين تسنموا لاحقاً أهم المواقع عندما وصلوا سدة السلطة. وبعد تخرجه من الجامعة عمل مهندساً في مجموعة شركات إسلامية، ومن إنجازاته في تلك الفترة تصميم برج التضامن.. وبعد مجئ الإنقاذ انتقل قوش إلى العمل المخابراتي، ومن عمل الأبراج اتجه إلى تنظيم السياسات الأمنية وتنفيذها.. انتقل بخبرته التي اكتسبها أثناء الدراسة الجامعية عندما أصبح السودان قبلة للإسلاميين من كل أنحاء العالم، و يأتيها أشخاص تطاردهم أجهزة المخابرات العالمية من ليليش سانيشيز «كارلوس» إلى أسامة محمد عوض الذي اشتهر بأسامة بن لادن.. تقلد قوش عدة مناصب داخل جهاز المخابرات منها منصب نائب مدير العمليات، وكان مدير الجهاز في تلك الفترة نافع علي نافع.. ووصل صلاح إلى قيادة الجهاز بعد دمج جهازي الأمن والمخابرات في جهاز واحد.. و يقول مقربون منه إنه اشترط أن تطلق يده في إدارة الجهاز دون أي تدخل من طرف القيادة السياسية، وتوسعت صلاحياته وتعددت مهامه إلى أن وصل مرتبة التفاوض مع إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش حول التعاون في «الحرب ضد الإرهاب»، حيث زار واشنطن في مايو 2005، ونقل خلالها قوش كما قالت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» حينها «معلومات دقيقة جداً» حول أنشطة «زوار الخرطوم» في التسعينات، وكذا بعض المعتقلين في معتقل غوانتانامو.. وقالت الصحيفة إن قوش تعهد خلال الزيارة بالتعاون مع الأمريكيين في العراق لرصد تنظيم القاعدة، كما وافق على تقديم المعلومات التي يطلبها الأميركيون في الصومال.. أحدث قوش تطوراً هائلاً في جهاز الأمن وأصبح قوة ضاربة وأسس فرع العمليات بشكل متطور، والذي يشرف الآن على قوات الدعم السريع التابعة للجهاز.. وبات لقوش وجود في المشهد السياسي، وكان قد كشف مخبأ سكرتير الحزب الشيوعي السابق الراحل محمد إبراهيم نقد، وكان ذك بمثابة رسالة إلى القوي السياسية بأن الأمن يعلم كل صغيرة وكبيرة، فضلاً عن ذلك أن قوش لعب دوراً محورياً حيث كان جزءاً من العملية السياسية خاصة إبان وجود الحركة الشعبية في الحكم، ولكن كان نبأ إقالته من رئاسة الجهاز في أغسطس 2009 بمثابة مفاجأة، ولم يكن متوقعاً الإطاحة بالرجل القوي في الإنقاذ، وتم تعيينة لاحقاً مستشاراً للرئيس للشؤون الأمنية، لكن تمت إقالة الرجل من منصبه الجديد في أبريل 2011، وكان سبب الإقالة تمدد قوش، حيث أسس مستشارية الأمن القومي، وعبرها فتح حواراً مع القوى السياسية تتقاطع مع رؤية الحزب الحاكم، كما سبق أن أبعد صلاح من الحزب عندما تولى أمانة العاملين والفئات، لكن صلاحاً يحتفظ بمنصبه في البرلمان نائباً لأهله بمروي ويكاد يقترب من منصب رئاسة المريخ أو هكذا تناقلت المجالس، مثلما راج في وقت سابق عن اقترابه من رئاسة الجمهورية.