٭ تفاجأ المذيع الراحل أحمد قباني أثناء قراءته للنشرة الصباحية بإذاعة أم درمان بحشرة اكتشف أنها عقرب تتجه نحو قدميه.. وقال إن الصحيفة التي كانت أمامه يقرأ منها قد تحولت إلى مجرد نقاط سوداء تتراقص امام عينيه، فأصبح بين خيارين إما أن يتوقف عن قراءة النشرة فيرمي به المدير محمد صالح فهمي- الذي اشتهر في الإذاعة بأنه رجلها الحديدي إلى شوارع الذكريات- وإما أن يودع أيامه في الدنيا بلدغة من عقرب، فاختار أن يصبر، وفجأة نظر إليها تتجه إلى خارج الاستديو فتنفس الصعداء. ٭ كان الكاتب اللبناني جبران خليل جبران سبباً في دخول الكاتبة اللبنانية مي زيادة إلى إحدى المصحات النفسية، حيث كان يوحي لها من خلال رسائله القادمة من امريكا أن حبه لها عظيم، وأنه سيقيم لها عرساً تتحدث عنه كل برتقالة في لبنان إلا أنه غدر بها فأصابها ما أصابها من ذهول جعلها تموت كما تموت الزهرة مختنقة بعبيرها، ويحكى أن العقاد رثاها بقصيدة توجع القلب إلا أنه تحفظ على نشرها خوفاً على علاقة كانت بينهما متوجة بالبراءة . ٭ امتنع الفنان أبو عركي البخيت عن قيامه بتسجيل سهرة غنائية لإحدى القنوات الفضائية بعد أن علم أن المكافأة المادية الخاصة بشعراء أغنياته متواضعة للغاية، فطالب المسؤولين بالقناة بزيادتها، إلا أنهم رفضوا الفكرة وأكدوا أن فرصة زيادة مكافأة شعراء الأغاني معدومة تماماً، وحينها شعر أبو عركي أن المظاليم من الشعراء سيظلون مظاليم، ثم أدار مفتاح سيارته واتجه إلى خارج القناة، وأنا أقولها بصدق لو أن مديري القنوات الفضائية يعلمون حقيقة حقوق المؤلف لعلموا أن الشعراء هم أصحاب الحق الأصيل.. أما الفنانون فهم من أصحاب الحقوق المجاورة، ولكن هكذا حال الشعراء قدر عليهم أن يعيشوا من المجاريح. ٭ خرج الشاعر الكبير محمد عثمان جرتلي في رحلة صيد إلى قرية تقع تحت أقدام التاكا اسمها (اويتلا) اشتهرت بكثرة الغزلان فيها، وهناك لمح غزالة تتكئ على شجرة كثيفة الظلال بعد أن أصابها الرهق من مطاردة الصيادين لها، فصوب نحوها بندقيته فترنحت على الأرض، وهي تذرف دموعاً، فسأل عجوزاً هدندوي عن حقيقة الأمر فأجابه أن من عادة الغزالة الحبلى أن تبكي جنيناً في أحشائها إذا أحست أنها على وشك الموت وأنت يا رجل ارتكبت جناية في حق غزالة حبلى، من يومها حرم الدكتور جرتلي على نفسه الخروج في رحلة صيد. ٭ أكد علماء مختصون في مجال الطيور أنهم أطلقوا على الطائر (مالك) اسم مالك الحزين، وذلك بعد اكتشافهم أن هذا الطائر يذهب إلى النهر ولا يشرب من الماء إلا قطرات، وأشاروا إلى أنه يتوهم أنه في حالة إرتوائه من الماء، فإن بقية الطيور لن تجد نهراً به ماء، وقالوا إن حرمانه من شربه للمياه أدى إلى ذبول في أجنحته وهزال في قوائمه، مما أكسبه شكلاً حزيناً جعله يستحق أن يطلق عليه اسم (مالك الحزين)، أذكر إني شاهدته مرة في مدينة العين الإماراتية لاحظت أن كل الطيور تعيش في حالة تغريد دائم إلا مالك الحزين ظل بعيداً يتأملها بعينيه المرهقتين.