مليشيا التمرد تواجه نقصاً حاداً في الوقود في مواقعها حول مدينة الفاشر    ضربة موجعة لمليشيا التمرد داخل معسكر كشلنقو جنوب مدينة نيالا    مدير مستشفي الشرطة دنقلا يلتقي وزير الصحة المكلف بالولاية الشمالية    شاهد بالفيديو.. شاعرة سودانية ترد على فتيات الدعم السريع وتقود "تاتشر" للجيش: (سودانا جاري في الوريد وجيشنا صامد جيش حديد دبل ليهو في يوم العيد قول ليهو نقطة سطر جديد)        ضياء الدين بلال يكتب: نحن نزرع الشوك    بالصور.. اجتماع الفريق أول ياسر العطا مساعد القائد العام للقوات المسلحة و عضو مجلس السيادة بقيادات القوة المشتركة    أقرع: مزايدات و"مطاعنات" ذكورية من نساء    وزير خارجية السودان الأسبق: علي ماذا يتفاوض الجيش والدعم السريع    محلية حلفا توكد على زيادة الايرادات لتقديم خدمات جيدة    شاهد بالفيديو.. خلال حفل حاشد بجوبا.. الفنانة عشة الجبل تغني لقادة الجيش (البرهان والعطا وكباشي) وتحذر الجمهور الكبير الحاضر: (مافي زول يقول لي أرفعي بلاغ دعم سريع)    شاهد بالفيديو.. سودانيون في فرنسا يحاصرون مريم الصادق المهدي ويهتفون في وجهها بعد خروجها من مؤتمر باريس والقيادية بحزب الأمة ترد عليهم: (والله ما بعتكم)    غوتيريش: الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل    أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    سوداني أضرم النار بمسلمين في بريطانيا يحتجز لأجل غير مسمى بمستشفى    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    امين حكومة غرب كردفان يتفقد سير العمل بديوان الزكاة    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    محافظ بنك إنجلترا : المملكة المتحدة تواجه خطر تضخم أقل من الولايات المتحدة    منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    العين يهزم الهلال في قمة ركلات الجزاء بدوري أبطال آسيا    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    العليقي وماادراك ماالعليقي!!؟؟    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    بعد سحق برشلونة..مبابي يغرق في السعادة    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تقرير: روسيا بدأت تصدير وقود الديزل للسودان    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الوزير الاسبق في حديث السياسة والأدب
نشر في آخر لحظة يوم 01 - 11 - 2015

دكتور إسماعيل الحاج موسى وزير الثقافة والإعلام الأسبق والذي تبوأ مناصب شتى منذ العهد المايوي وإلى يومنا هذا.. الرجل يختزن الكثير من المشاهد والمواقف والآراء خلال مسيرته في العمل العام.. تصفحنا معه بعضاً مما في كتابه.. فجاء حديث الفن والسياسة والأدب ولم تخلُ المحاور من حضور كل من الرئيس عمر البشير والصادق المهدي ونميري والترابي ومنصور خالد وغازي والهلال ووردي والأبيض وباريس.
أين أنت الآن؟
هذا السؤال اللطيف يذكرني حينما كنت طالباً في فرنسا.. وكان وزير الخارجية الفرنسي يمثل جزءاً من حزب «ديجول» وتقدم باستقالته وهو مشهور بأنه رجل حصيف جداً وفي ذات مرة سئل هذا السؤال: أين أنت الآن؟.. ومغزى السؤال لأن فرنسا مقسمة بوضوح جداً هناك اليمين وهم الديجولتون واليسار وهو الحزب الاشتراكي وهو الحاكم الآن.. فقالوا له أنت وين يعني مع اليمين والاّ مع اليسار.. فأجاب: «أنا في حتة ما».. وأنا يا هاشم أيضاً في «حتة ما»..
وأنا بفتكر أنني أزحم نفسي كثيراً ودي ضريبة العمل العام منذ أن كنت رئيساً للاتحاد العام لطلاب جامعة الخرطوم ورئيس الاتحاد الاشتراكي وكثيرون اليوم لا يذكرون إسماعيل الحاج موسى طالب القانون.. إلا أنهم يتذكرونه كرئيس لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم.
٭ محطات في قطار المناصب:
حينما رجعت من فرنسا وكان عمري آنذاك (28) عاماً.. تم تعييني في عهد مايو وزيراً وأنا ووزير تم تعييني أميناً للثقافة والإعلام بالاتحاد الاشتراكي وبعدها ثم تعييني رئيساً لهيئة تحرير صحيفة الأيام.. ولذا تجد أنني كنت مزدحماً بالعمل إلى حد كبير.
٭ أنا من المؤسسين للمؤتمر الوطني:
وبعد أن جاءت الإنقاذ كنت من الذين أسهموا إسهاماً كبيراً في تكوين المؤتمر الوطني منذ المؤتمرات الأولى للتنظيم.. وأذكر كنا أنا والدكتور حسن الترابي وغازي صلاح الدين وحسن حمدين «العميد».. كنا من أكثر الناس نشاطاً من أجل تكوين المؤتمر الوطني وفي أول مجلس وطني انتقالي كان رئيسه محمد الأمين خليفة أنا كنت عضواً ورئيس لجنة وبعدها جاء الدكتور حسن الترابي رئيساً للمجلس الوطني وأصبحت معه رئيساً للشؤون الاجتماعية وبعدها جاء أحمد إبراهيم الطاهر رئيس المجلس وكنت رئيساً للجنة التشريع والعدل بالمجلس الوطني.. وكذلك كنت رئيساً للمجلس القومي للصحافة والمطبوعات لفترة وحينما تم تكوين مجلس القانون كممثل لولاية الخرطوم- في الدورة الأولى خمس سنوات وكذلك في الدورة الثانية له كنت نائباً لرئيس مجلس الولايات.
وبعدها ذهبنا مع نهاية العام للصف الأول وابتدأ من النائب الأول ونائب رئيس الجمهورية ورئيس ونائب المجلس الوطني ورئيس ونائب مجلس الولايات.
٭ في الرأي العام:
وبعدها أعتذرت عن الترشيح للمجلس الوطني أو مجلس الولايات وتم تكليفي برئاسة مجلس إدارة شركة الرأي العام وحكايات.
قالوا أي اجتماع والاّ مؤتمر تطلع برئاسته أو رئيس لجنة.. الحكاية شنو؟
دي مجرد طرفة قيلت وربما لتعدد المهام أو اللجان التي سبق أن تم تكليفي بها.. وأذكر أنني شاركت مؤخراً في اجتماع لوزارة الثقافة والإعلام حول مشروع «كادوقلي عاصمة للتراث السوداني».. وفي الاجتماع أشار الأستاذ حسبو محمد عبد الرحمن نائب رئيس الجمهورية إلى أنه تقرر إنشاء فضائية متخصصة في التراث وتم تكليفي برئاسة اللجنة وأنا سعيد بذلك.. وفي اعتقادي فكرة إنشاء فضائية فكرة جيدة لأن الاستلاب الحادث اليوم في العالم كاد يجعلنا ننسى تراثنا وتأريخنا.. وأذكر أن عمر الحاج موسى رحمه الله.. قال جملة بليغة جداً.. حيث قال «نحن معظم تاريخنا وتراثنا إما في القبور وإما في الصدور».. وهذا يعني في القبور ذهب التاريخ برحيلهم.. وفي الصدور ما زال موجوداً ولكنه لم يوثق.
علاقتك بمايو وأنت طالب؟
نعم كانت لديّ علاقة بنظام مايو وأنا طالب بفرنسا وحضرت بناءً على طلب الراحل مأمون عوض أبوزيد عضو مجلس قيادة الثورة وسافرت معه بطائرة صغيرة كانت من العقيد القذافي.. وذهبنا للوقوف على تجربة التنظيم الواحد حيث الاتحاد الاشتراكي العربي في مصر وفي ليبيا كذلك وتونس.. وكنت عضواً في اللجنة المركزية وبعدها رجعت فرنسا وعدت للوطن عام 1975م وتم تعييني عميداً للطلاب بجامعة الخرطوم.
وبعد 3 أشهر تم إخطاري بترشيحي للتلفزيون وكان الترشيح من قبل وزير الدولة يونا ملوال للثقافة والإعلام.. وقلت له دعني أفكر وبعدها اتصل بي وزير الثقافة أحمد عبد الحليم لأشغل منصب مدير المصلحة الثقافية.. وأثناء ذلك وقبل أن أتخذ قراراً بقبول المناصب التي قدمت لي تم تعييني وزير دولة بالثقافة والإعلام وتم ترفيع بونا ملوال إلى وزير ثقافة وإعلام مكان أحمد عبد الحليم وكنت أصغر الوزراء حينها وعمري لم يتجاوز الثمانية والعشرين عاماً.
عبارة «التشبع» من المناصب ماذا قصدت بها في حديث صحفي قبل أشهر تقريباً؟
هذا الوصف ورد رداً على سؤال أحد الصحفيين لي عندما راجت إشاعة منذ فترة طويلة أن الأستاذ علي عثمان محمد طه ذهب هو وأسرته إلى تركيا غضبان.
فكانت إجابتي أن علي عثمان ليس شخصاً عادياً.. فهو رجل دولة وتقلد المناصب منذ أن كان طالباً.. حيث كان رئيس اتحاد طلاب جامعة الخرطوم.. وإبان المصالحة مع نميري كان رائداً لمجلس الشعب.. وأصبح فيما بعد نائب الأمين العام للجبهة القومية الإسلامية ووزيراً للخارجية ورئيساً لمجلس الشعب إلى أن وصل منصب النائب الأول لرئيس الجمهورية.. فقلت له يا أخي إن مثل علي عثمان لا يغضب.. فلقد شبع من المناصب وعمره كله أمضاه في العمل العام وما عاد في حاجة للمناصب.. وذكرت للصحفي أن علي عثمان ذهب لتركيا حينما كان المجلس في الإجازة وحينما كان المجلس منعقداً لأكثر من أربعة أشهر كان الأستاذ علي عثمان موجوداً.. وهذا دلالة على أنه غير غاضب أو زعلان.. وأنا أعتقد أن الصحفي حاول أن يعطيها شكلاً من أشكال الإثارة وكذا.. ولذا رغم أني كنت وزيراً للثقافة والإعلام ورئيساً للمجلس القومي للصحافة والمطبوعات.. فأنا «لا آمن مكر الصحفيين».
يحمد لك قيام مهرجانات الثقافة وازدهارها في عهدك كوزير للثقافة؟
أول ما أستلمت مهامي كوزير دولة للثقافة والإعلام ذهبت لبونا ملوال واستأذنته بأنني أود أن أتفرغ لمجال الثقافة.. لأن قطاع الثقافة كان مهملاً وذلك لوجود الثقافة والإعلام في وزارة واحدة.. وأن المسؤولين في هذه المناصب في الغالب الأعم اهتمامهم بالإعلام.. لأن أثره ملموس ومحسوس على مدار الأربع والعشرين ساعة من خلال الإذاعة والتلفزيون والوزير يعتقد أنه ناجح طالما أن هذه الأجهزة شغالة على مدار الساعة.. وقلت له أي عمل سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي لن يؤتي أكله ويحقق غاياته إذا لم يواكبه عمل ثقافي كبير.. ووافق بونا على ذلك وبعدها قمت بالالتقاء بعدد كبير من المبدعين وأساتذة الجامعات وتفاكرنا حول قيام مهرجان للثقافة وليست فعاليات في أيام معدودات تثور وتفور وتنتهي.. وقلت لهم إن المهرجان الثقافي عندي هو عيد للإبداع متصل على مدار العام.
٭ طُرفة حمدنا الله عبد القادر:
أذكر طُرفة في أول اجتماع قلت نكوِّن لجنة.. فقال المبدع الراحل حمدنا الله عبد القادر الأخ الوزير كلامك ده كله كويس لكن لجنة دي أعفينا منها.. فاللجنة في السودان عندنا «زي عنقريب الجنازة في بيت البكا».. يطلعوا معاها ناس كتار ولما يصلوا المقابر تلقى الناس «قلال» وكان لحديثه أثراً وتحفيزاً للإصرار بالاجتهاد حتى تحقق ميلاد المهرجان وقد كان المهرجان الأول.. والثاني والثالث وليالي المبدعين والواعدين وليلة الكاشف والخليل وغيرهما.
وأذكر أن ليلة الكاشف تغنى فيها عدد من المطربين الكبار وكانت بمنزله بودمدني وكثير من الواعدين في ذلك الوقت أصبحوا نجوماً.. منهم عبد العزيز المبارك.. مصطفى سيد أحمد.. عثمان الأطرش.. خوجلي عثمان والقائمة تطول.. وتضمنت ليالي المهرجان مشاركة نزار قباني أحد الشعراء العرب.. ويوسف إدريس أمير القصة القصيرة والأبنودي أمير الشعر العامي.. وشاكر جداً لوزراء الثقافة الذين أتوا من بعدي حيث توالت التسميات باستمرار المهرجانات من الثالث إلى الرابع والخامس والسادس.
٭ مايو تدافع عن نفسها:
مايو لا ندافع عنها بالكلام.. فالخرطوم مثلاً تدافع عنها قاعة الصداقة والهلتون ومجلس الشعب ومجلس البرلمان الحالي بأم درمان ودار النواب ومجلس الولايات الحالي وقصر الشباب والأطفال ومسجد النيلين.
مايو يدافع عنها مشروع كنانة ومشروع الرهد وعسلاية وكوبري حنتوب وطريق الخرطوم بورتسودان ومصنع النسيج بالحصاحيصا ومعرض الخرطوم الدولي وفندق قصر الصداقة وجامعة أفريقية العالمية وجامعة جوبا وثلاثة مهرجانات للثقافة التي عطر لياليها مبدعون من مختلف الدول إلى جانب المبدعين السودانيين.. وفي المسرح كان هناك عادل إمام الذي قدم مسرحية «شاهد ما شافش حاجة».
أين تجد نفسك القانون.. السياسة.. الاجتماع أم الصحافة؟
حقيقة أنا درست القانون ونلت فيه الدكتوراة وكذلك الاجتماع ونلت فيه الدكتوارة.. ودراستي للقانون لم تكن من أجل العمل في مجال المحاماة أو القضاء.. بل لأن القانون يعلمك كيف تمنهج الأشياء وترتبها.. وعلم الاجتماع يجعلك كيف تفسر الأشياء ولذلك حينما تجمع ما بين القانون والاجتماع تجد أن هناك ثنائياً متناغماً.. أما السياسة فالعمل فيها إلزام على كل مثقف في العالم الثالث والاهتمام بها واجب ومسؤولية.. والسياسة ليست مهنة وبالإمكان أن تتراوح ما بين السياسة ومهنتك.. إلا أنها تأخذ من وقتك أكثر مما تعطيه لمهنتك.. وأنا أمارس المحاماة لأكسب منها رزقي ورغم أنها مهنة نبيلة وقيمة.. إلا أن عائدها شحيح والأرزاق بيد الله.. ومع ذلك كله أنا أجد نفسي في الصحافة لأن أول عمل زاولته كان في مجلة الحياة التي تصدر عن دار الأيام وكان يرأسها أستاذنا وشيخ الصحفيين الأستاذ محجوب محمد صالح.. وكنت أنا سكرتير تحرير وكان الراحل الكاريكاتيرست عز الدين مستشاراً فنياً.
هل أنت مفكر؟
أنا أجتهد وأجاهد في مجالات الثقافة والعلم وأقرأ وأكتب ولا أجرؤ أبداً أن أنتحل لنفسي صفة مفكر.. وفي السودان عندنا أريحية كبيرة جداً وتوزيع كلمة مفكر لكل من كتب.. وأن تكون مفكراً ليس بالشيء الهين والسهل.
ما بين سلطان المال والسلطة والمال.. الأكثر نفوذاً وجاذبية؟
في العالم الثالث اهتمام الناس بالسلطة أكثر وهي في نظرهم أن السلطة بتجيب ليك المال وكل الأشياء وبرضو المال بجيب في بعض الأحيان السلطة.. وإذا عندك قروش في العالم الثالث يهتموا بيك وتحظى بالسلطة.
أما بالنسبة للجمال لا شك أن الإنسان إذا رأى شيئاً جميلاً فقد يؤخذ.. أي يصيح مأخوذاً به وعاشقاً والله جميل يحب الجمال.. والجمال في الإنسان والطبيعة وفي كل الأشياء وكلما كنت محاطاً بالجمال.. كنت أكثر إبداعاً وابتكاراً.
٭ الأبيض.. باريس:
الأبيض ولدت فيها وهي مدينة تراث وتاريخ وجمال طبيعة وجمال ناس وكرم ومودة ومدينة أحباب.. ومدينة بلا أصدقاء لا تعني شيئاً ولا تبقى في الذاكرة.. والأبيض ذات رمال ذهبية وربيع سويسرس وأهلها أنقياء كرام..
أما باريس ينظر إليها الناس بعيون السائح قوس النصر.. وبرج إيڤل وشارع الشانزليزيه وقصر وساي وأنا أراها مدينة الضوء تضج بالحياة.. تموج بالحركة بالبشر.. تزدحم بالألوان والناس والضوء والضوضاء والهياج والهجيج وهي الدنيا.. مزدحمة بالمتناقضات.. حيث مصدر مزدحم بالفن والسياسة والفكر والموضة والإشعاع.. «في باريس تجد الذين يعبون ويحتسون حتى تسري النشوة في الأطراف ويدب الانطلاق في الركب ويثرثرون بالفم ويهمسون بالأصابع.. كما ترى الذين يلهثون وراء العلوم ككلاب تشم روائح صيد ويذيبون عقولهم وزيت مصابيح وشمس النهار في صفحات الكتب».
هذا التعبير لصلاح عبر العبور قاله على لسان الحلاج في «مسرحية الحلاج».
وفي ذهنه الكثير من الناس أن باريس أو فرنسا هي موطن للهو والفجور وينسون أنها أكبر وأعرق مستودعات العلم والأدب والفكر والفن.. فهي التي أنجبت ديكارد وفولتير وسان سيمون وجان جاك روسو وجان بول سارتر وجارودي وألن ديلون وبريجت باردو وهي التي أعطت العالم أشهر النظريات الماركسية والاشتراكية والوجودية والسريالية وشعارات الحرية والإخاء في العالم.
ولهذا أنا اتجهت للدراسة في فرنسا.
هل تأثرت بالفكر الوجودي؟
ليس بهذا المعنى وقد تكون الفكرة هي التمرد على الواقع إذا لم يعجبك وعلى سبيل المثال حينما كنا في حنتوب الثانوية ناهضنا سيطرة اليمين واليسار على الوسط الطلابي.. وفي جامعة الخرطوم كونا الجبهة الاشتراكية وأحدثنا اختراقاً كبيراً جداً في الوسط الطلابي وأنا كنت أول وآخر رئيس لاتحاد جامعة الخرطوم ليس له انتماء باليمين أو اليسار.
الخرطوم العاصمة بعيون د. إسماعيل؟ الخرطوم اليوم من ناحية معمارية أصبحت عاصمة جملية جداً.. وتتميز بموقع مقرن النيلين وهو الذي لا تجده في أي مدينة في الدنيا.
الرياضة في عالمك؟
قبل أن أنسجم في مجال العمل العام.. كنت كاتباً رياضياً في جريدة «الناس» وكانت بيني وبين شاعر نشيد يقظة شعب التي يتغنى بها وردي.. مساجلات شعرية وهو أمر مسيء.. فصالح سراج مريخابي وأنا هلالابي.
أنا هلالابي متعصب جداً وكنا أنا والأخ الصديق طه علي البشير ما بنفوت كورة في الهلال أيام الجامعة وحتى في أيام الامتحانات كنا بنشيل كتبنا معانا نذاكر ونتفرج.
كنت تمارس رياضة «الاستواتش» فيما مضى؟
نعم وبالمناسبة أنت عرفت كيف.. كان ذلك في السابق وكنت أمارسها أسبوعياً وهي لعبة لا تحتاج إلى مشارك يتبارى معه.. فالشخص يلعب مع نفسه.
تعدد الأحزاب في السودان؟
كثرة الأحزاب الموجودة في السودان غير موجودة في أي بلد في العالم.. معقول عندنا أكثر من مائة حزب ونجد في كثير من دول العالم مثل بريطانيا وأمريكا الأحزاب بأصابع اليد الواحدة والآن نتكلم عن مشاركة أكثر من تسعين حزباً في الحوار الوطني.. هل يا ترى عندها فكر وبرامج ومؤسسات.. أي أحزاب حقيقية بالمعنى العلمي.
حفل الضحى الحوار الجهير، رؤوس أقلام كلها أسماء لأعمدة راتبة أين هي الآن؟
أنا كنت فيما مضى نشيطاً جداً في الكتابة اليومية منذ أن كنت طالباً كتبت في الصحافة والثورة أيام ناس عبود وبعد ذلك في الأيام ومجلة الحياة وعدد من الصحف.. إلا أنني أجد نفسي مؤخراً وأنا رئيس لمجلس إدارة شركة الرأي العام.. غير منظم في الكتابة وهناك شيء من الكسل مع العلم أنني عندما كنت وزيراً.. كنت أكتب عموداً يومياً راتباً.. والعمود يجعلك تواكب الأحداث وعلى علاقة وثيقة بالقاريء.
كلمات في حق الرئيس عمر البشير:
استطاع عمر البشير أن يصل إلى قلوب الناس منذ الأيام الأولى في الحكم ومدى ربع قرن وحتى اليوم.. فهو رجل متواضع وبسيط وهو أصلح الناس لقيادة الدولة.. فهو يعرف آمال وطموحات هذا الشعب.
الإمام الصادق المهدي:
الصادق رجل يحب الحوار ويقدر عليه وهذه من ميزاته.. ولكن مداخلاته وتصريحاته الإعلامية والصحفية يبدو وكأنه متناقض فيما يقول.. وقطعاً الصادق المهدي رجل مثقف ومفكر.
السيد محمد عثمان الميرغني:
الميرغني احتفظ بالقيمة والتقليد لهذا البيت وتجده بعيداً جداً من الأضواء ومتحفظاً جداً في مداخلاته.. لذلك لا يسمع الناس عنه كثيراً لا منه ولا عنه وهذه قد تكون أحياناً مفيدة وأحياناً تمثل مشكلة لحزبه.
نميري:
كان نميري بسيطاً ومتواضعاً وشجاعاً ومحبوباً وسط الجيش والناس.
غازي صلاح الدين:
رجل مثقف وشجاع في مواقفه وأفعاله وأنا لا أتفق معه في عدم مشاركته في الحوار.. وأعتقد أنه كان عليه أن يصمد داخل المؤتمر الوطني وأن يحدث الإصلاح من داخله وليس من خارجه.
الترابي:
الترابي تستطيع أن تقول عنه بملء الفم إنه مفكر وبعض الناس يحسب عليه شطحاته في بعض الفتاوى مثل إمامة المرأة وغيرها.. وأنا لست فقيهاً لأحكم عليه.. ولا شك في أنه رجل وموسوعة ومثقف ومفكر.
دكتور منصور خالد:
منصور صاحب قلم سيال وقوي جداً وحضور.. حينما يغضب على شخص متمكن يمسح به الأرض وعندما يشكر شخصاً يصعد به إلى عنان السماء.. وأذكر أنه حينما خرج من السودان هاجم نميري والسلطة وكان يكتب في صحيفة «القبس» الكويتية آنذاك والتقيته فيما بعد واستطعت أن استكتبه.. فكتب (14) مقالة بعنوان لا خير فينا إن لم نقلها.. ومنصور «بطنو غريقة» وبعد أكثر من عشر سنوات أصدر كتاب «الصفوة وإدمان الفشل» وهاجمني فيه هجوماً عنيفاً.
٭ الغناء والطرب:
أطرب لعدد من الأغاني وليس لدى فنان محدد ومحب لوردي كثيراً وتغنى لي في زفافي وكان صديقاً مقرباً عندي رغم أنه شيوعي وأنا ضد الفكر الشيوعي.
٭ عجلات قطار الحوار:
من أهم الأشياء في ديمقراطية النظام أو الحزب.. يجب مشاركة الناس المشاركة الفعلية في الحوار وفي القرار وأتمنى أن يفضي الحوار الوطني الدائر الآن إلى طريق لحل المشاكل والخروج بنتائج.. والحوار يعني التنازل وأن لا يعثر الناس على مواقفهم وعلى كل طرف التنازل من أجل الوطن.
والحوار قيمة أساسية وعظيمة يا أخي ربنا سبحانه وتعالى حاور إبليس والرسول عليه الصلاة والسلام حاور اليهود.. فالحوار قيمة دينية واجتماعية وحضارية مهمة جداً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.