راهن الكثيرون من المهتمين بمتابعة نشاط الحزب الشيوعي في أعقاب رحيل السكرتير السياسي للحزب محمد إبراهيم نقد عليه ليقود الحزب. وكان أحد المرشحين لخلافة نقد، لكن نهجه الذي يتبناه من خلال كتاباته اعتبر من قبل بعض قادة الشيوعيين الكبار بأنه خارج الصف كنشاز، على الرغم من الصفات التي تميزه عن غيره من الشيوعيين في رجاحة عقله وجلده علي المصائب وصبره على مكائدات خصومه السياسيين، إلا أنه أضحى يغرد بعيداً عن السرب، وهو من أكثر القيادات الشيوعية حذقاً في هندسة التحالفات السياسية بين حزبه وبين القوى السياسية الأخرى، مستفيداً من وجوده كممثل لحزبه في هيئة قيادة قوى الإجماع الوطني والقبول الذي يجده من جميع القوى السياسية، سهل كثيراً من مهامه الحزبية. ٭ محطات في حياته: وتقول سيرة د.الشفيع خضر الذاتية بانه طبيب خريج طب جامعة الخرطوم من مواليد العام 1952، متزوج وأب لعدد من الأبناء وله ابنة طبيبة تدعى عزة، وهوكاتب راتب بعدد من الصحف اليومية، وأشهر مقال كتبه جاء تحت عنوان «مصلحة الوطن أم مصالح الإسلاميين»، كما أن لديه نشاطاً بالمواقع الإسفيرية، ومهتم بقضايا الشباب، مما جعل صفحته في الفيس بوك تعج بالآلاف من الشباب كأصدقاء له.. وشغفه في العمل السياسي النضالي جعله يركل مهنة الطب ليتفرغ له في وقت كان فيه التفرغ الحزبي أمراً عسيراً، لكن هذا جعل الشفيع أكثر إلماماً بالمنهج الماركسي، محللاً ومناقشاً وناقداً. ويقال إنه كان من رموز العمل الطلابي، فقد كان نجمه ساطعاً في الندوات السياسية، وكما ذكرنا أن المنهج والدراسة الصارمة جعلت منه مثقفاً طليعياً، مما أهله لاحقا للكتابة عبر الصحف، فهو من المؤمنين بضرورة فتح أي منفذ يقود إلى المنابر والتي كان يرى أنها تتيح الفرصة لتمرير الخطاب السياسي الذي ضرب عليه سياجاً من السلطات كما يقول كثير من السياسيين في ضفة المعارضة، والبعض يرى أن الشفيع ذهب صوب تيار الإصلاح العريض، بل هناك من قال إنه الآن سيفتح مساحات عريضة لفتح كل مغاليق الحوار في المنهج الماركسي، لكن الرجل أشار في إحدى كتاباته، وقال: هناك كثير من الأطروحات الماركسية في تاريخ الحزب ظلت كوادره تجتهد لتثبيت الواقع وليست بالضرورة أنها تكون جزءاً من مكوننا الفكري.. وهناك كثير من الأطروحات بعد المؤتمر الرابع داخل الحزب ناقشت قضايا كثيرة جداً متعلقة بالثورة السودانية، مثل الديمقراطية التعددية، ونوقشت بعمق أكثر بعد المؤتمر الرابع وتوصلنا إلى أن الديمقراطية الليبرالية لم تستنفد أغراضها وأن أي شكل نطوره أو نطرحه يجب أن يبنى فوق بنائها». ٭ صاحب فكر تجددي: أثارت محاولاته التجددية داخل منظومة الحزب جدلاً كثيفاً في أواسط رافضي المنهج التجديدي داخل الحزب لدرجة أن وصفه البعض بالعميل وبعض النعوت التي حاولوا بها إنقاص مكانته وسط جماهيره من الشباب، لكنه كان لايلقي بالاً لذلك كان يسعى إلى إقناع الرافضين لفكرته عبر وجهة نظره التي لخصها في إحدى كتاباته بقوله: لا أريد أن أوصف ما قمت به، وعبرت عن وجهة نظري سواء كان في المواجهات الكثيرة حول طريقة العمل، أوالمنهج أواسم الحزب وتكتيكات العمل، مثل أي شخص بفكر وتمرس في الحزب، همه التطوير. وافتكر أن المرحلة والظروف، وانهيار التجربة الاشتراكية ومدى الصدى لسنوات طويلة والرغبة في توسيع الحزب كانت تتطلب تغيير اسم الحزب الشيوعي. ٭ الشفيع الإنسان: وصفه أحد المقربين منه، وقال إنه من المعجبين بشخصيته، إنه طيب القلب ويتعامل بإنسانية مع معارفة وأصدقائة، وحكى عنه أنه التقاه لقاءاً عابراً، واشتكى له من أزمة صحية ظلت ملازمة له زمناً طويلاً، وقال إن الشفيع وقف معه في هذه الأزمة وظل متواصلاً معه إلى أن هاجر خارج البلاد. ٭ تعليق عضويته: وقد كشفت تسريبات صحفية في الخرطوم عن خلافات كبيرة داخل أروقة الحزب استبقت موعد عقد المؤتمر السادس للحزب، تشير إلى تجميد عضوية الشفيع خضر وخمسة آخرين، إلا أن السكرتير السياسي للحزب محمد مختار الخطيب نفى وجود خلافات داخل الحزب، مقراً في الوقت ذاته بإيقاف الشفيع ورفاقه على خلفية اجتماع عقد خارج الأطر التنظيمية للحزب. وأشارت بعض الصحف إلى أن قرار الحزب استند إلى وجود نشاط يقوده الشفيع خضر، لإحداث تغيير جذري في القيادة الحالية للحزب، وكانت مصادر مقربة من الحزب فضلت حجب اسمها، أكدت أن الشفيع يحظى بدعم واسع من شباب الحزب، يرجح قدرته على إحداث تغييرات جذرية حال مشاركته في المؤتمر العام إثر تبنيه تياراً لتغيير اسم الحزب من الشيوعي إلى الاشتراكي. لكن الشفيع أكد من خلال تعميم صحفي أمس الأول أنه لم يتسلم أي مكتوب رسمي من قيادة حزبه يفيد تعليق نشاطه بالحزب.