أزمة الغاز ظلت تتكرر من حين إلى آخر بصورة لم تفلح في معالجتها كل الجهود التي تبذلها الجهات المعنية مما يخلق هلعاً وسط المواطنين الذين يلجأون بدورهم إلى تخزينه وبالتالي تتفاقم الأزمة ويرتفع سعر السلعة. وأرجع خبراء استمرار الأزمة إلى سوء الإدارة وعدم التخطيط السليم واستنكروا حدوث أزمة في هذا التوقيت باعتبار أن نسبة الاستهلاك ترتفع خلال فصل الشتاء. «100» جنيه سعر الأسطوانة: شكا عدد من المواطنين من شح في سلعة الغاز، وقال المواطن عبد الرسول محمد من سكان الحارة 34 بأمبدة، إنهم ظلوا يعانون من شح سلعة الغاز منذ أكثر من أسبوع حتى وصل سعر الأسطوانة إلى 100 جنيه، وقال مع هذا السعر المرتفع إلا أنها غير متوفرة. وفي ولاية الجزيرة وبالتحديد بمحلية 24 القرشي بلغ سعر الأسطوانة زنة 12,5 كيلو 120 جنيهاً حسب مواطنيين تحدثوا للصحيفة والذين أكدوا انعدام غاز الطبخ في مدن وأرياف المحلية. زيادة الاستهلاك: وبالمقابل أرجع عوض عبد اللطيف صاحب توكيل غاز بمنطقة القوز بالخرطوم شح السلعة للصيانة الدورية للمصفاة، إلا أنه قال إن الصيانة جاءت في توقيت غير مناسب، مشيراً إلى أن موسم الشتاء غالباً ما يشهد نسبة استهلاك عالية، لكنه أكد بأن هناك كميات من الغاز يتم استيرادها من الحين إلى الآخر تحل المشكلة بصورة مؤقتة، نافياً أن تكون هناك أي زيادة في الأسعار، مشيراً إلى أنها مستقرة الآن، حيث تتراوح بين 30-40 جنيهاً. لكنه قال إن المناطق الطرفية قد تواجه بعض الإشكالات، وتوقع بنهاية هذا الشهر أن تستقر الأوضاع، حيث تنتهي الصيانة، مشيراً إلى أن الصيانة غالباً ما تصادف موسم الصيف، حيث يقل الاستهلاك عكس فصل الشتاء. وقال أحد وكلاء الغاز، فضل حجب اسمه، إنهم في الفترة السابقة يتحصلون أسبوعياً على50 أسطوانة من شركة النيل، لكنه قال إنه خلال هذا الأسبوع لم تصلهم أي كميات. مشيراً إلى احتجاجات وسط سكان الحي بسبب عدم توفر الغاز، وقال تمت مطالبتهم بكتابة خطاب ليتم التصديق لهم من قبل المحلية، مطالباً بإرجاع الغاز الخاص بمنطقة القوز والحلة الجديدة إلى ميدان الجلاء، وأشار إلى أنه تم تسليم 25 أسطوانة للطلبات في منطقة الحلة الجديدة. المفاجأة: من جانبه وصف مسؤول ملف الغاز السابق وعضو اللجنة الاقتصادية بالحوار الوطني ياسر الجميعابي ما يثار عن شح الغاز بالمفاجأة، وقال يفترض أن يكون هناك مخزون يقدر بحوالي 25 ألف أسطوانة في الولاية وأضاف عادة ما يكون هناك احتياطي كبير من الغاز في المستودعات بخلاف الموجود في مستودع بورتسودان. وأوضح أن الشركات تمتلك سعات تخزينية عالية، إلا أنه قال فوجئنا بوجود شح في الغاز خاصة في الشتاء باعتباره يشهد نسبة استهلاك عالية. وقال إن ولاية الخرطوم تستهلك850 طناً في اليوم بمافيها المصانع و الاستهلاك المنزلي، واعتبر استيراد 5 آلاف طن من الغاز غير كافية، وأرجع الإزمة إلى سوء الإدارة وعدم التخطيط، خاصة وأن الغاز سلعة إستراتيجية وحساسة، مشيراً إلى أن السودان أصبح يعتمد على الغاز بصورة أساسية، وأرجع الجميعابي الأزمة إلى التداخل بين حصة ولاية الخرطوم والولايات الأخرى التي تستهلك 1000 طن يومياً، داعياً إلى متابعة المخزون الإستراتيجي للغاز بصورة يومية من المستودعات حتى وصوله إالى المستهلك، وقال إن العجز في الغاز يتسبب في هلع المواطنين الذين يلجأون إلى تخزينه مما يفاقم الأزمة، وأضاف أن أي إشاعة عن شح الغاز تؤدي إلى مشكلات لا تنتهي، إلا بعد مرور شهر أو شهر و نصف. انفراج الأزمة: وتوقعت المؤسسة السودانية للنفط انفراج أزمة شح الغاز خلال اليومين القادمين، بعد وصول باخرة محملة بحوالي 5,2 ألف طن من الغاز لبورتسودان، مؤكدة استمرار الإمداد لسلعة الغاز دون توقف.