أعتقد أن (إعلان حالة الطوارئ) هو الاسم الأنسب للجمعية اليوم من الجمعية العمومية الطارئة ! فالجمعية العمومية الطارئة وحسب النظام الأساسي لاتحاد الكرة يدعو لها مجلس الإدارة أو أغلبية من أعضاء الجمعية، وهو ما لم يحدث، فهذه الجمعية جاءت بدعوة من السيد أزهري وداعة الله لاخماد ثورة الهلال والأمل وتتويج المريخ بقرار جمهوري! هذه ليست جمعية طارئة لأن الجمعيات الطارئة تقدم مقترحاتها لمجلس الإدارة قبل شهر، ولا يتم فيها نقاش اي مواضيع إلا التي أقيمت من أجلها.. وأي شخص في الوسط الرياضي يعرف أن الجمعية اليوم ستناقش أموراً لا علاقة لها من قريب أو بعيد بالدعوة التي قدمها مفوضنا المبجل أزهري وداعة الله، الهارب من طعن الأمل للجمعية !! أي شخص في الوسط الرياضي يعرف تفاصيل ما سيحدث في هذه الجمعية، وبالتالي فإنها ليست للنقاش، وإنما هي مجتمعة لتنفيذ أوامر السلطة العليا تحت عنوان (حالة طوارئ)، ومعروف أنه يجوز إعلان حالة الطوارئ (في حالة الحرب أو قيام حالة تهدد بوقوعها، أو عند تعرض الأمن والنظام العام في الدولة أو في جزء منها للخطر، بسبب حدوث اضطرابات أو فتنة داخلية أو كوارث طبيعية أو انتشار وباء.) وأعتقد أن هناك حالة حرب في كرة القدم السودانية، وفي كل أنحاء القطر، تستوجب ذلك بجانب تفشي وباء الفساد وبوادر الفتنة الداخلية ! ومعروف أنه في حالة الطواري يتم تجميد القوانين، لذلك فإن الجمعية العمومية ستجمد كل القوانين والقرارات بما في ذلك التي أصدرتها لجنة الاستئنافات، ومنها نقاط الأمل التي وجهت للمريخ، وعبر حالة الطوارئ ستتم إعادة نقاط الأمل دون أن يتأثر المريخ (مش نحن في حالة طوارئ) مافي زول يسأل كيف! وسيبقى الأمل في الدوري الممتاز، ولا يحق لفريق الرابطة الاحتجاج، فقانون الطوارئ لا يسمح باي احتجاجات حتى ولو كان الرابطة مظلوماً أو يشعر بأنه أحق بالبقاء من الأمل الذي تمرد على القانون، وغاب عن المباريات كما ذكر اتحاد الكرة سابقاً! وحالة الطوارئ التي ستبدأ من صباح اليوم وحتى نهاية الجمعية تلزم الأعضاء على الإقامة الجبرية في الأكاديمية وعدم النقاش المنطقي أو العقلاني.. بجانب القاء القبض على المشتبه بهم أو الخطيرين على فكرة (استثناء الأمل ورفع العقوبات عن الهلال مع تتويج المريخ بالبطولة)، وتحديد الإقامة الجبرية على عدد من أعضاء اتحاد الخرطوم الذين يقفون ضد النظام ! ولا يسمح برفع أي شعارات مناهضة لأسامة عطا المنان، أو تصرفاته المطلقة في أموال الفيفا أو تذاكر السفر، ويمنع منعاً باتاً الحديث عن وكالة تاكس أو مشاركة المنتخب الغريبة في سيكافا أو سفر الشباب للجزائر وتونس كمان ! وكل من يتحدث في هذا الأمر سيتم حرمانه من العودة جواً الى منطقته إذا كان من نيالا، أو الفاشر، أو الابيض، أو دنقلا، أو بورتسودان.. أما إذا كان من القضارف أو مدني فسيحرم من وجبة غداء (أمواج) وبحالة الطوارئ المعلنة في الجمعية فإن من حق مجدي شمس الدين أن يقدم أفكاره على طبق من ذهب لحل الأزمة دون أن يجد اي اعتراض من اي شخص أو يسأله اي عضو عن الشخص المتسبب في كل هذه الأزمة ! حالة الطوارئ التي أعلنها اتحاد الكرة تمنع التفكير نهائياً والأسئلة المنطقية .. فلا يحق لأي شخص أن يسأل كيف يستقيم التأكيد على صحة تكوين لجنة الاستئنافات، وفي نفس الوقت استثناء الأمل بالبقاء في الدوري الممتاز ! فصحة التكوين أو التعديل في لجنة الاستنئافات، يعني أن طعن الأمل باطل وعليه أن يهبط لدوري الأولى في عطبرة! حالة الطوارئ تمنع تماماً السؤال عن أسباب رفع العقوبة عن الهلال ورئيسه، قبل أن يجف الحبر الذي كتب بها؟! ماذا فعل الهلال حتى يتم رفع العقوبة عنه.. وماذا فعل رئيس الهلال حتى يتم رفع العقوبات عنه؟ وإذا كانت هذه العقوبات أصلاً غير مقبولة أو غير منطقية، أو غير قانونية، لماذا اتخذتها اللجنة المنظمة لتأتي نفس الشخصيات وتطلب من الجمعية سحبها! وما دخل الجمعية أصلاً في هذه العقوبات ! هي أسئلة ممنوعة بحالة الطوارئ المفروضة في البلاد! ومشاركة الهلال الافريقية !!!! كيف يقفز اتحاد الكرة من تهديده للهلال بالهبوط للدرجة الأدنى الى الاجتهاد من أجل مشاركته افريقيا، لأن الهلال وبعد انسحابه من كاس السودان من المفترض أن تطبق عليه عقوبة الحرمان من المشاركات الخارجية! وبعد إذن حالة الطوارئ ! هل هذه القرارات من الجمعية العمومية أم من البرلمان! عشان ما يتلخبط علينا الاختصاص كما يقول محمد موسى تيراب في إحدى نكاته ! وبعد إذن حالة الطوارئ.. لماذا يزعجنا اتحاد الكرة بأنه ضد التدخل الحكومي، وكل السودان يعرف أن اجتماعات ما قبل الجمعية كانت كلها في مكاتب الحكومة، ومع شخصياتها النافذة والاجتماع الوحيد الذي عقد بمكتب معتصم جعفر (المختفي) كان لابلاغ أعضاء الجمعية بقرارت مكاتب الحكومة أو البرلمان! نعتذر لحالة الطوارئ على هذا التمرد متمنين أن يتجاوزا لنا خروجنا في الشارع أثناء حظر التجوال بناء على التجاوزات الكثيرة التي حدثت في هذا الموسم ! أخيراً.. نثرية حضور هذه الجمعية الصورية بالجنية السوداني، ولا بالدولار الحار! أوعه من السوق الأسود!!