٭ أكتب هذا المقال وأنا تحت تهديد السلاح، تزداد ضربات قلبي حينا وتختفي حيناً آخر .. عفوا لاتذهبو بعيداً فأنا انتظر إجراء عملية صغيرة في إبهامي بعد أن أصيب بخراج لم تنفع فيه كل الأدوية البلدية، وقرر الأطباء فتحه، وأنا الآن أنتظر .. وكنت قد قررت الكتابة عن ذوي الحاجات الخاصة، تلك المجموعة التي استطاعت أن تتغلب على واقعها، وقد أعلنت هزيمتها لكل الصعاب، فقبل سنتين أو تزيد كنت أجلس مع العقيد بدر الدين أحمد حسن الأمين العام لمجلس الأشخاص ذوي الإعاقة بالخرطوم، في الاحتفال الذي نظموه لتوزيع المشاريع التي يتم تمويلها من البنوك تحت مظلة التمويل الأصغر، عندما أبديت إعجابي بها، قالت لهم إنكم انتزعتم حقوقكم وحققتم أحلامكم، وأصبحتم رمزاً للقوة التي تتغلب على واقعها، وإنكم أفضل ممن يظنون أنهم أصحاء، قال لي بدر الدين أعدك بأن مشاريعنا العظيمة ستجعل الكثيرين يتمنون الإعاقة، قال ذلك الكلام بعزيمة وفي الأسبوع الماضي كنت حضوراً في المؤتمر الصحافي الذي عقده مجلس الإعاقة بولاية الخرطوم، وقد طوَّف بنا في إنجازات المجلس.. وقد كنت أرى في وجوه بعض الحاضرين أنهم يتمنون أن يكونوا ضمن هذا القطاع النشط، وقد بهرتني مطالبة أبو أسامة ..... الذين طالب بأن يراعي حق المعوق في الصرافات الآلية، وقلت في نفسي (الجماعة قرشوا ودخلوا البنوك) وأصبحوا يتحدثون عن حقهم في بوابات الصرافات الآلية ... وحقيقي ما عرضه المجلس يؤكد أن المجلس قد قام بواجبة كاملاً لمنسوبيه.. والمشروعات الاقتصادية ومواتر المعاقين والأكشاك التي انتشرت في كل مكان، والتوظيف في القطاع العام والدراسة في الجامعات والدخول للبرلمان، كل هذه وغيرها من الانتصارات حققها مجلس الأشخاص ذوي الإعاقة الإتحادي والولائي، ولعل مجلسهم يضم كل الوزارات والموسسات وأشخاص من ذوي الخبرة في المجالات المختلفة . ٭ والآن هم بصدد تغيير نظرة الآخرين تجاههم، وقد انتقلوا من مربع عدم الحاجه للناس، الى تغيير المفاهيم، وبدوا باختيار مصطلحات بديله فهم يقولون الإعاقة الحركية بدلاً من مشلول أو كسيح، والإعاقه الذهنية بدلا من متخلف عقلياً والإعاقه السمعية أو الصم بدلا من أبكم أو أطرش، والإعاقه البصرية بدلا من عميان أو ضرير، والاشخاص ذوي الإعاقة بدلاً عن ذوي الاحتياجات الخاصة، ومتلازمة داون بدلاً من منقولي، وقصور بدلا من عاهة، وغير معاق بدلاً عن سوي أو عادي .. ونحن بدورنا يجب أن نقف معهم ونعينهم، إذ أنهم قد أكدوا أن بامكانهم فعل الكثير .