نعم.. كشف المهندس عبد الله علي مسار، مستشار رئيس الجمهورية السابق، والسياسي المعروف والقيادي البارز في حزب الأمة الوطني، كشف بالأمس عن توجهه للسير في طريق الاتحاد أو أي من أشكال الوحدة مع الشقيقة مصر، معلناً في الوقت نفسه عن استجابته للدعوة التي أطلقناها قبل أيام قليلة في هذا الشأن.. وقال إنه تحدث في هذا الأمر قبل فترة ليست بالقصيرة مع عدد من القيادات السودانية والمصرية.. ومضى أبعد من ذلك بأن قال إنه يعمل الآن وبعد أن طرحت هذه المبادرة من خلال «آخر لحظة»، على وضع ترتيبات خاصة مع الشريف صديق الهندي حتى تتبلور الفكرة وتؤطر وتصبح جامعة لكل الحادبين على مصلحة السودان، المشفقين عليه من حجم التآمر الدولي الكبير الذي يستهدفه ويستهدف وحدته، ويعمل على إضعاف السودان ومصر معاً حرباً على العروبة والإسلام. حقيقة لم استغرب هذا الحديث من المهندس عبد الله مسار، لأنني أعرف الرجل منذ فترة طويلة، وأعلم تماماً طريقة تفكيره وحمله للهم الوطني العام المؤسس على أرضية من الإيمان العميق بوحدة السودان والعمل على الانطلاق به نحو آفاق أرحب.. الآن أصبحت الحركة الشعبية (لتحرير السودان) مخلب قط تستخدمه الصهيونية العالمية والغرب لتنفيذ أجندتهما الخاصة بمحاربة الإسلام ووقف زحفه نحو القارة السوداء، ومحاربة العروبة وأثرها الثقافي الممتد من شمال الصحراء إلى جنوبها.. وذلك لن يتأتى إلا بخلق منطقة عازلة بين أفريقيا شمال الصحراء.. وبين أفريقيا جنوبها.. ثم شغل كل مناطق وسط وشرق أفريقيا بالصراعات والحروب المحلية، بحسبان أن هذه المناطق تعتبر مركزاً للثروات الطبيعية التي يحتاجها الغرب خلال العقود القادمة، ويريد أن تكون المنطقة خالية أو شبه خالية من أهلها الأصليين. وسبق لنا أن حذرنا من أن جنوب السودان نفسه موعود بالتقسيم إلى ثلاث دول، وأن أول الحروب في جنوب السودان لن تكون مع الشمال، بل ستكون حرباً جنوبية جنوبية، قد لا تبدو قبلية في بداية الأمر، لكن الأيام ستكشف عنها لاحقاً. سعدتُ سعادة عظيمة بهذه الإستجابات الواسعة من داخل وخارج السودان لما طرحناه من أفكار عامة حول اتحاد سياسي بين السودان ومصر أو أي من أشكال الوحدة بين البلدين الشقيقين حتى نرد الصاع صاعين للذين يريدون إضعافنا وللذين معهم. سعدتُ بالإستجابة الكريمة للدعوة التي أطلقناها، من السيد الشريف صديق الهندي، ومن السيد المهندس عبد الله علي مسار.. ومن الصحفي والكاتب والسياسي زميلنا الأستاذ الكبير صلاح عمر الشيخ.. الذي سنفرد له هذه المساحة غداً حتى يقول ما يريد، لأننا نؤمن بأن الفكرة العامة لن تنضج إلا بالنقاش ووضع الأطر السليمة التي تحكمها. .. والله المستعان