٭ واليوم يا أحبة هاكم صورة من صور الطغيان.. ولمحة من لمحات النرجسية وعبادة الذات.. وبعض أحبابنا من (الأخوان) وما أن يمكِّنهم الله من مرفق أو مصلحة أو وزارة إلا وتمددوا فيها كما يتمدد المارد عند الصحو والاستيقاظ.. يعتبرون أن هذه الوزارة أو المصلحة أو المؤسسة قد آلت إليهم بالميراث من الآباء والأجداد .. تصبح المؤسسة أو الوزارة ملكاً خالصاً، وكأنها عقار مسجل باسمهم في مصلحة الأراضي. ٭ ونذهب في رحلة عكسية ونعود القهقهري إلى أيام السودان البهيجة وهيئة الإذاعة البريطانية (BBC) تحتل مساحات واسعة، بل تسكن في مودة وإلفة بين ضلوع الشعب السوداني.. هي جزء من وجدان سليم وتثقيف نبيل احتل في جسارة أرواح هذا الشعب النبيل الطيب.. وعادة لا تغيب يوماً من أصابع سودانية كانت أصابع دكاترة أو مهندسين أو معلمين أو عمال أو زراع أو رعاة وترابلة ينتشرون في أصقاع الوطن، أصابع وفي لحظة واحدة بل في ثانية واحدة يذهبون بالموجة في أجهزة (الراديو) حتى يأتي المذيع صادحاً (هنا لندن) بالمناسبة وحتى لا (يغشكم) هؤلاء الأخوان، إن هذه الإذاعة غير مملوكة للحكومة البريطانية، وكثيراً ما تصدرت نشرات أخبارها ما يسوء ويحزن ويغضب الحكومة البريطانية.. ٭ إن تمويل هذه الإذاعة هو من خزينة البرلمان البريطاني .. ترفع الحياد أعلاماً وبيارق .. وتتدثر الصدق أرديةً وثياباً وبراقع ممنوع.. ممنوع.. الانحياز لأي جهة على حساب قدسية الخبر، ممنوع..ممنوع.. على كل المذيعين الانحياز حتى وإن كان بنبرات وذبذبات الصوت .. (صوت المذيع) لأي جهة مهما كانت ومهما تكون وعن كل ذلك أسألوا الأستاذ (إسماعيل طه) وهو من أنقياء الأخوان المسلمين.. اسألوا هذا الرجل الشفيف الصادق والنبيل عن كل الذي أوردناه عن ال BBC، فقد عمل بها خمسة وعشرين سنة وتزيد. ٭ هذه اذاعة (هنا لندن) وكيف أنها قطعة مضيئة، وحجراً كريماً في جوف وعقل كل سوداني، ويأتي آخر الزمان من ظن أنه يمتلك بوضع اليد هذا الوطن.. يأتي من ظن أنه حتى أثير وهواء وفضاء الوطن حكراً مطلقاً له، وبجرة قلم في عنجهية يلغي موجة ال FM التي كان تنساب منها في صفاء إذاعة لندن.. ولأن الرجل كان ومازال معجزة زمانه وفارس وبطل أوانه فقد ظلت قراراته عصية على النقض والمراجعة والتراجع.. ثم من فعل هذا؟ نحن (العوام) و (الدهماء) و(الحرافيش) نعرفه بالاسم الرباعي.. هل يملك الشجاعة ليعلن عن نفسه؟ وهل ما فعله له أسبابه؟.. وهل نطمع أن يبريء نفسه قبل أن يبرئه أو يدينه التاريخ.. الذي لا يغفو ولا ينعس ولاينام .. ويا لهول محكمة التاريخ. ٭ أحبابي وأحبتي.. ومازال الوابل من الحزن ينتظر بعض (الأخوان) من أسخي سحبه.. سنواصل كشف من عمدوا في ترصد وإصرار مسح ذكرياتنا وتذكاراتنا البهيجة.. وهم فرحون.