يعتقد الكثيرون أن الآثار والتراث الخاص بالسودان موجودة بالمتاحف فقط، فبجانب المتاحف يوجد زعماء وشخصيات القبائل وتوجد بعض المنازل التي تحمل آثاراً منذ زمن الاستعمار، ويكون الاحتفاظ في شكل الاحتفاء به وحفظه إلى أطول فترة من الزمن.. (آخر لحظة) صالت وجالت في شوارع وضواحي مدينة الأبيض عروس الرمال، حاضرة شمال كردفان، وتعرفت خلال جولتها على عائلة العمدة الزين والتي تعتبر من العائلات المعروفة بالكرم منذ أكثر من 100عام و حتى الآن، وشهد المنزل تجهيز وجبات لجميع زعماء القبائل التي كانت تزور الأبيض في فترة المهدية، واستمر ذلك الكرم حتى الآن، جلسنا مع حفيد أسرة العمدة الزين إبراهيم الزين وتحدثنا معه حديثاً بعيداً عن المنزل والكرم والضيافة وحياة العمدة وغيرها من الأمور المتعلقة بالعمدة الزين، ولكن ذهبنا معه إلى أبعد من ذلك (عربة العمدة الزين)، تلك العربة التي أعطاها له الإنجليز إبان الاستعمار البريطاني للسودان، حيث يقول الزين إن العربة (همر) إنجليزية الصنع، صنعت منذ العام 1943، ومنذ ذلك العام قامت الحكومة البريطانية بتقديمها كهدية لجدنا العمدة الزين، لإيمان الحكومة بالدور الذي كان يقوم به في إكرام الضيوف وقضاء حوائج الناس، بالإضافة إلى ذلك استخدام العربة كإسعاف لنقل المرضى، وقد استخدم العمدة الزين العربة خير استخدام في نذرها لمساعدة الناس، وتعتبر حتى الآن بصورة جيدة وقابلة للاستخدام في أي وقت، ذلك لأن الأسرة أعطتها اهتماماً خاصاً باعتبارها تمثل تذكاراً منذ زمن الإنجليز ولها ترخيص سنوي من المرور وشهادة وجميع إجراءاتها سليمة، وتعتبر العربة شبيهة بالكومر الإنجليزي، يعني هنالك وفرة في الإسبيرات، ويضيف الزين أن هنالك عربة أخرى من ماركة بان الأمريكية موجودة الآن بالمنطقة الصناعية بمدينة الأبيض بغرض الصيانة، وأضاف أن العمدة الزين ليس الوحيد الذي كان يمتلك عربة كهدية من الحكومة البريطانية، وكان هنالك عمد قبائل لهم عربات بولايات السودان المختلفة، بيد أن هذا النوع من العربة خصص به العمدة الزين، وأشار إلى أن العربة تمثل تذكاراً وفخراً لجميع أحفاد العمدة الزين، مؤكداً تمسكهم بالاهتمام بصيانة ومراقبة العربة وتمليكها للأجيال القادمة من الأسرة ولم يستبعد أن تقوم الأسرة في السنوات القادمة بعمل متحف مصغر للاحتفال بمقتنيات العمدة الزين النادرة.