كما توقعنا فشلت المفاوضات غير الرسمية التي جمعت الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال ببرلين، وأكدت ما كنا نذهب إليه دائماً، إن لا نجاح لأي مفاوضات خارجية، بل أذهب لأكثر من ذلك، وأقول لا نجاح لأي مفاوضات طرفها الحركة الشعبية، وخاصة إذا كان يمثلها عرمان، وبالتأكيد هذا لا يحتاج لشرحٍ ولا دلائل، فكل جولات المفاوضات تؤكد ذلك، وأظن أن الحكومة لم تذهب لتصل لنقاط اتفاق معها، لأن ذلك من المستحيلات، وإنما ذهبت من باب الكذاب سكوا لي بيت ابو.. وعلى الحكومة أن تتجاوز الحركة الشعبية ولا تتعب نفسها، ولا تصرف أموال الشعب في السفر معها من بلد الى بلد، لأنها لا تريد حلاً للمشكلة، والخبر الذي ورد إلينا من برلين والذي أرغب في نشره كاملاً لتتدبروا وتتفحصوا بين سطوره، يؤكد أن لا اتفاق ولا أمل في اتفاق يمكن أن تتوصل إليه الحكومة مع الحركة.. فبالله عليكم ما الذي ننتظرونه من حركة تريد أن تحتفظ بقواتها خارج منظومة الجيش، وإذا كان هذا مطلبهم العسكري، فهل نتوقع منهم أن يطلبوا حكومة موازية.. سادتي هذه ملعبة وليست مفاوضات جادة، ويجب أن تقف عند هذا الحد.. وفيما يلي نص تصريح وفد الحكومة: «أعلن المهندس ابراهيم محمود مساعد رئيس الجمهورية، ورئيس وفد الحكومة للمفاوضات عن تراجع الحركة الشعبية عن التزاماتها وتعهداتها السابقة، مما أدى الى فشل جولة المشاورات غير الرسمية بينهما.. وقال في تصريحات صحفية إن وفد الحركة برئاسة ياسر عرمان رفض ما التزم به سابقاً في جولة اديس أبابا الماضية بالانضمام للحوار الوطني.. ودعا الى إسناد رئاسة الحوار الى قوى دولية أخرى في تعارض واضح لسودانية الحوار، الذي حظي باجماع القوى الوطنية والسياسية بالبلاد، وتأييد المجتمع الدولي.. كما تنصل عن مبدأ وحدة الجيش الوطني الذي مثل قاعدة الاتفاق السابق مع الحركة وطالب بالتمسك بقواته خارج أطر وحدة وقيادة الجيش الوطني السوداني. وقال مساعد رئيس الجمهورية إن الحركة بهذه المواقف تؤكد عدم جديتها واكتراثها لمعاناة المواطنين في المنطقتين، وانها تستعمل المفاوضات كتكتيك لإطالة أمد الحرب، وتحقيق تطلعات ومآرب شخصية، مؤكداً حرص الحكومة وعزمها على المضي قدماً في تحقيق السلام مع جميع الأطراف التي تملك الرغبة والإرادة السياسية).