من الضروري والممكن الاستمرار في إعادة تأهيل سوق أم درمان الكبير، وفي مقال سابق بجريدة آخر لحظة وفي عمودي (الضروري والممكن)، دعوة لإعادة تأهيل سوق أم درمان، والسوق تاريخ وقصة مدينة ملاحم ثقافية وأدبية وسياسية، مع الدعوة الجادة للنظرة في التركيب المكاني والنمو الحضري، والنظرة الثاقبة للبعد المكاني والتاريخي بالسوق، وسوق أم درمان من أكبر الأسواق بأفريقيا، ويمثل أضخم حركة تبادل تجاري في البلاد، ربط السودان بالدول المجاورة، وخاصة غرب أفريقيا، مهّد لانفتاح السودان تجارياً مع العالم الخارجي، وجذب رؤوس الأموال، وتزايدت حركة الاستيراد، وأصبح مثالاً للتعايش والتكامل مع أبناء الجاليات. بادرت وزارة الثقافة والإعلام بولاية الخرطوم بعقد ورشة (دراسة حالة سوق أم درمان) استضافتها جامعة الأحفاد، شاركت فيها العديد من الجامعات واللجنة الوطنية (اليونسكو)، والهيئة العامة للآثار والمتاحف، وتجار سوق أم درمان، وقدمت أوراق عمل توثيقية وإعادة تأهيل سوق أم درمان، وزارة التخطيط والتنمية العمرانية، والوحدة الفنية لمتابعة إنفاذ المخطط الهيكلي وعدد كبير من رجالات أم درمان، واللجنة الوطنية السودانية للتربية والعلوم والثقافة، قُدمت عدد من الأوراق (الصناعات الحرفية بسوق أم درمان الواقع والمستقبل)، و(الأسواق القديمة بالسوق)، (سوق الجلود)، (سوق الخراطين)، و(زقاق الدقاقين) للنحت وخراطة التحف والأناتيك وأدوات الزينة، والمصنوعات النحاسية وسوق العناقريب، وسوق الصاغة وسوق النسوان، وسوق القصيرية ومجموعة من الترزية والعطّارة بشارع العطارين، وسوق الشوام. جاءت التوصيات متكاملة للاهتمام بإعداد رؤية واضحة مشتركة ومتكاملة للمحافظة المستدامة للسوق التاريخي، وتطوير البُنى التحتية وصيانة المجاري وتصريف مياه الأمطار، وتحسين الشوارع بالسوق، وتسميتها وإيجاد مواقف للسيارات، وحل الاختناقات المرورية، وترميم المباني التاريخية، وتنشط الحرف اليدوية، مع الاستفادة من التجارب الرائدة في تنظيم الأسواق، وتبليط الممرات والإضاءة، وتخصيص أماكن لرمي النفايات ودورات المياه، مع التوعية ورفع الحس الحضري للمواطن، والصرف الصحي مع الجذب السياحي، والانتعاش الاقتصادي، وتنظيم عرض السلعة في واجهات المحلات، وطرق العرض. إننا نثمن دور المعتمد مجدي عبد العزيز في إعادة تأهيل سوق أم درمان، الذي جسّد الروح القومية إنه الضروري والممكن. لواء ركن(م)