فجعت البلاد أمس برحيل الأمين العام للمؤتمر الشعبي د.حسن الترابي عن عمر ناهز ال (84) عاماً، بعد أزمة صحية مفاجأة ألمَّت به وهو يؤدي عمله الحزبي المعتاد، في مقر الحزب بضاحية المنشية بالخرطوم، وستتم مواراة جثمانه الثري بمقابر بري فى الثامنة من صباح اليوم، بينما يصل الخرطوم اليوم القيادي بالشعبي علي الحاج قادماً من ألمانيا لتقديم العزاء وشهد منزل الفقيد بضاحية المنشية تدافعا كبيرا من قبل المعزيين حيث وصل الرئيس البشير وكبار مسؤولي الحكومة بجانب قيادات تحالف المعارضةوفى مقدمتهم فاروق أبوعيسي وغازي صلاح الدين لتقديم واجب العزاء، فى الأثناء قال نجل الترابي (عصام) فى حديث مقتضب " سنمسك الدرب ولن نفتتن"، فيما أشار نجله الأكبر(صديق) فى تصريح مقتضب الى أن الفقيد كان يرغب فى جمع شتات البلاد وأنهم سيكملون مسيرة الراحل، وقال إن والده توفي وفاة الأولي بمكتبه وتم إسعافه للمستشفي وإجريت له عدة عمليات إنعاش قبل أن يفارق الحياة، بينما أكد أبوعيسي أن الترابي فقد للجميع، وكان الترابي قد نقل إلى العناية المكثفة في مستشفى رويال كير القريب من دار حزبه، حيث تدهورت حالته الصحية إثر تعرضه لنوبة هبوط قلبية مفاجئة ، وحضر الرئيس البشير وكبار مسؤولي الحكومة وحزب المؤتمر الوطني إلى المستشفى منذ وقت مبكر، كما تقاطرت جموع كبيرة من قيادات المؤتمر الشعبي وأفراد عائلة الترابي وأقاربه. ودرس د.الترابي الحقوق في جامعة الخرطوم، ثم حصل على الإجازة في جامعة أكسفورد البريطانية عام (1957)، وعلى دكتوراه الدولة بجامعة السوربون بباريس عام (1964م)، وانضم الترابي الذي يتقن الفرنسية والإنجليزية والألمانية- إلى جماعة الإخوان المسلمين، وأصبح من زعمائها في السودان سنة (1969)، لكنه انفصل عنها فيما بعد واتخذ سبيله مستقلاً وانتخب (1996م) رئيساً للبرلمان في عهد (ثورة الإنقاذ)، كما اختير أميناً عاماً للمؤتمر الوطني الحاكم (1998م)، قبل أن تحدث مفاصلة الإسلاميين الشهيرة التى أفضت الى خروجه من السلطة وتأسيس حزب المؤتمر الشعبي المعارض . وكان الفقيد الشيخ حسن الترابي قد القي أمس الأول خطبة عن العقود بمسجد القوات المسلحة بالخرطوم.