التي لم يكن لنا فيها قرار حيث كان لله الخيار ولشيخ حسن وقع الاختيار انعي رجلاً قل في زمانه الرجال ... انعي لكم رجلاً أمة وحده يموت وحده ويبعث وحده ... أنعي أباً ومربياً وشيخاً وعالماً وحتى صديقاً شخصياً ... أنعي منهجاً تربوياً واخلاقياً وسياسياً ودينياً .... أنعي لكم أبي ونور دربي الدكتور حسن الترابي الذي كان القرآن لعاب رطب ينساب من حلقه على لسانه و بين شفتيه ، قلما يحدثك عن دنيا الناس دون ان يتخلل حديثه هداية الله و الرسول و الكتاب . المصاب جلل والفقد عظيم نحتسب شيخنا عند الله شهيداً فقد توفاه ربه في مكتبه اثناء العمل ( الجهاد ) الذي دأب فيه دائماً لإعلاء كلمة الله حباً لوطنه وخوفاً على مستقبله ، التقيت كثيراً بمعلمي وقائدي وشيخي دكتور الترابي فقد كنت مواظباً على اداء فريضة الجمعة برفقته ، ثم تبادل اطراف الحديث بعد الصلاة ... ومن المواقف التي استحضرها انه طلب مني الزواج من احدى ( الاسلاميات ) قائلاً : ( رضيات وطاوعات ) فقلت له : ليس المهم الزواج من اسلاميات او غيره ، المهم هو ان يتم عقد القران على يديك المباركتين .... ولكن شاءت الاقدار أن يلبي نداء ربه قبل ذاك الموعد . ذكر شيخ حسن في مجلس الثلاثاء الأخير أن تلك الجلسة هي آخر الجلسات قائلاً : هذه الجلسة هي حجة الوداع بالنسبة لنا ، ومذكراً بوصيته الشهيرة : ( ابقوا عشرة على السودان يا اخوانا ) ... وفعلاً لم يمكث بعدها الشيخ إلا أياماً حتى ارتقى الى الرفيق الاعلى يوم السبت الموافق 5 مارس 2016 عزائي أنني كنت من الحاضرين والمرافقين يوم مرضه والمشيعين والمودعين يوم دفنه ... عزائي أنني أقرأ يومياً صفحتين من نسختي من كتاب التفسير التوحيدي لكتاب الله ، عزائي أنني ظليت ولخمس سنواتٍ مضت مرافقاً للشيخ وحاضراً في كل المناسبات التي يخاطب فيها ابنائه . اللهم ارحم الدكتور الترابي رحمةً واسعة ، واجعل قبره روضةً من رياض الجنة واخلف له خير خلف لنستكمل مسيرة الحوار الوطني الشامل والمنظومة الخالفة المتكاملة سيد هشام علي السيد