(لكننا نفضل الخواجات..لأنهم لا يتأثرون بما يكتب في الأعلام). العبارة أعلاه أوردها الصديق مزمل أبو القاسم بزاويته الثرة بصدى الأمس، وجاءت محشوة بين سطور أخرى، وقد سبقها حديثه عن الأخبار التي تتردد بشأن تعاقد المريخ مع المدرب المصري حسام البدري! لم تمر هذه العبارة عندي مروري على رأي عابر للصديق مزمل ..إنما هي عندي قضية منها تبدأ أزمة المريخ وقد تنتهي عند حدودها! القضية هي تأثير الأعلام المريخي على ملف التدريب، وهو أثر واضح ومباشر وكبير، وقد يكون هو المؤثر الأول، لأن ما يكتب عادة يجد تجاوب من قبل الجميع! الجمهور بالمدرجات أحيانا يبني إنطباعه عن المدرب لمجرد كتابات قد لا تعبر إلا عن كاتبها..ولكنها تتحول عند السواد الأعظم إلى رأي قاطع يجب الأخذ به! وهنا يمتد الأثر إلى مجالس الإدارات ..ويصير الأمر عندها ..إما الإستجابة لنبضات الجماهير التي هي تأثيرات مباشرة لما يكتب بالصحف ..أو السير على أشواق النقد اللاسع ..وتحمل التبعات..ولكن غالبا ما توهن الخطى ..وتخر العزيمة ..وتكون النتيجة الحتمية هي إقالة مدرب والتفكير في آخر! هذه ناحية ..أما الناحية الأخرى والتي عناها الصديق مزمل أبوالقاسم ..هي تأثر المدرب بما تكتبه الصحف ..ويسمعه بأجهزة الأعلام ..وما تخلفه من آثار سالبة في دواخل خاصة إن كان المدرب عربي اللسان واللهجة ويفهم ما يكتب عنه وما يقال ..وما يسمعه همسا وجهرا بالمدرجات! وأعتقد أن أثر ذلك محدود ..لأنه يرتبط أولا بنوعية المدرب ..فهناك من لا تعنيه كتابات الصحف ..وما يرد في الأعلام ..ويعمل وفقا لما يراه مناسبا مغلقا أذنيه أمام صيحات النقد القاسية! وهناك من يتأثر ..ويظهر الأثر مباشر في طريقة أدارته للفريق ..بسحب لاعب ..أو إشراك آخر طالبت به الصحف ..ونادت به الجماهير ..حتى وإن كان بعيدا عن فهمه التدريبي! إذن هي قضية تحتاج إلى نقاش من أجل الوصول إلى حل يرضي الجميع ..ويوفر للمريخ الاستقرار في هذا الملف الذي هو سبب كل خسائر المريخ طوال سنوات مضت! وقد يقول قائل ..أنكم تكتبون كل يوم ..أو بشكل معتاد في هذا الخصوص ..ولكن لا جديد يذكر! ونقول نعم ..فالجميع يوقن ..على الأقل كتابة من خلال أعمدة الرأي ..أن تهيئة الأجواء للمدربين من أوجب واجبات الصحافة ..على أن يكون التقييم وفقا للنتائج النهائية ..فإما بطولات ونجاح..أو فشل تام ..ومغادرة! أنظروا ..تناول الأعلام المريخي ..للأخبار التي تحدثت عن حسام البدري ..فهناك من وصفه بالفشل حتى قبل أن تكتمل الصفقة أصلا ..وهناك من يراه المنقذ الذي يبحث عنه المريخ لسنوات..وفي كل إستعجال مخل! وهذا الإستعجال عادة يصيب مفاصل الإدارة المريخية بالتصلب ..فيكون العمل مبنيا على تلك الآراء المتوترة ..وهو ما ينتقل تدريجيا إلى الإدارة ليكون الإستعجال حاضرا أيضا في الأختيار ..والتقييم ..وإنهاء المشوار مهما كانت الرؤية الخاصة لأعضاء المجلس! نحتاج إلى طريقة أخرى لتناول هذا الموضوع ..وليكن الزاد تجارب السنوات الماضية ..لأن جسد المريخ أصبح لا يقوى على نيل المزيد من الصدمات في هذا الخصوص! والبداية والنهاية عند الأعلام المريخي ..المطالب بالتعامل المسؤول إزاء الملفات المريخية في المرحلة المقبلة ..وتحديدا ملف التدريب ..لأن السير في ذات الإتجاه القديم يعني البقاء فترات أطول بمربعات الأخفاق ..والدوران حول الذات بحثا عن الخروج من حلقة محكمة لا تؤدي إلا للمزيد من الفشل!