* لا يوجد لدينا مؤسسات لقياسات الرأي العام مثل الدول المتقدمة التي يمكن أن تقدم لك اتجاهات الرأي العام بصورة أقرب للدقة، ولكن هذا لا يمنع من معرفة الإحساس العام أيضاً، فقد كان هناك شبه إجماع على خطأ إقالة (كافالي)، وعلى الأقل لنقول إن هناك إجماعاً على أن التبديل الكثير في الأجهزة الفنية ليس في مصلحة أي فريق في عالم كرة القدم، خصوصاً إذا كانت مبررات هذا التبديل غير منطقية .. * أخطأ مجلس الهلال كثيراً في تعامله مع فريق الكرة قبل إقالة كافالي، ولكن هذه الإقالة كانت مثل القشة التي قصمت ظهر البعير ! فالمدرب هو الذي أشرف على الفريق في معسكر تونس، وهو الذي بدأ في وضع خارطة الطريق للموسم الجديد، كما أن إقالته كانت قبل البطولة الإفريقية بفترة قصيرة .. تمت إقالة كافالي ليتعاقد الهلال مع مدرب جديد كان من الطبيعي أن يأخذ وقتاً حتى يعرف امكانيات اللاعبين، ويضع فكره الجديد ! ولكن الوقت لم يكن مناسبا لأي مدرب فكان الخروج الإفريقي المهين .. بعد هذا الخروج حدثت صدمة كبيرة لمجلس الهلال أو للكاردينال، فقد بات واضحاً أن المجلس أضعف من أن يتخذ قرارات كبيرة، وهو أمر متكرر في كل المجالس (المنتخبه) للأسف الشديد، فمجالس التعيين في الهلال أكثر (ديمقراطية) وآخرها مجلس الحاج عطا المنان ! وهذا من عجائب الكرة السودانية .. * قلنا إن رد فعل (الكاردينال) بعد خروج الهلال من الأبطال لم يكن صحيحاً، فقام بحملة شطب للاعبين الأجانب، ولم يقدم أي مبررات مقنعة، بل بالعكس ناقض نفسه تماماً وهو يبرر ذلك بعدم (الصرف)، أو توفير القليل من الدولارات، وهو الذي قال قبل فترة بسيطة ( لو أردنا ميسي لسجلناه) تم شطب عدد من اللاعبين على رأسهم المدافع القوي (أبيكو) والذي تسبب في أخطاء لا ينكرها أحد في مباراتي أهلي طرابلس، ولكن هل الشطب كان هو الحل !! شطب أبيكو كان مثل إقالة كافالي .. لنعود ونقول ان (الكاردينال) يستعجل النتائج، ويفتقد للمستشارين، ولا يجيد فنون الكرة .. وها هو الهلال بسبب دفاعه يتعرض لأكبر هزيمة، فهل يتم شطب مساوي ومالك اليوم قبل الغد ! * الكاردينال يضع نفسه في موقف حرج .. فهل تتم إقالة العشري لندخل في دائرة جديدة بمدرب جديد !! ام يبقي على العشري وهو الذي قال (إنه على استعداد لاستبدال مدرب كل دقيقة، إذا كانت مصلحة الهلال تقتضي ذلك) ولم يوضح لنا أين مصلحة الهلال في إقالة كافالي أو شطب اللاعبين !! * لسنا مع كافالي أو أبيكو أو موكورو أو سيسي .. وربما طالبنا بشطبهم في نهاية الموسم، ولكننا ضد القرارات الانفعالية والاستعجال في كرة القدم .. هذه نتائج الانفعال ورد الفعل السريع .. هلال مهزوم بثلاثية من فريق يصعد لأول مرة للدوري الممتاز .. والمتسبب الأول في الهزيمة حارس المرمي الذي كان أفضل لاعبي الفريق في الموسم الماضي .. فهل يقوم الكاردينال بشطب مكسيم لأنه تسبب في هزيمة الهلال أمام النيل شندي !! كرة القدم لا تدار هكذا .. * واضح جداً أن الكاردينال يعيش في حالة من عدم الاستقرار، تسبب هو نفسه فيها ! فالكاردينال الذي دخل في مشروع كبير مثل مشروع الجوهرة التزم من خلال حديثه بأنه متكفل به تماماً .. كتبنا مشككين في هذا الالتزام بسبب الضغط الاقتصادي والصرف الكبير علي الفريق والمنشآت !! ثم أكدنا على أن الذي يفعله الكاردينال يشبه المعجزة عندما وجدنا الواقع أمامنا، والكاردينال يتصدى فعلا للمنشآت وحده، ولكنه الآن يستنجد بأموال الدكاكين لإكمال الجوهرة ! ولا أعتقد أن هناك من سيطالب بكتابة اسم الكاردينال عليها بعد أن يدفع أصحاب الدكاكين أكثر من 25 مليار ! الأخطاء التي حدثت في الكشافات، والتي تسببت في تحويل مباراة أهلي طرابلس لتلعب عصراً .. حتى ملف (الثريا) وإلغاء التعاقد مع شركة (نازو) التي كسبت قضيتها ضد الهلال، وتم تغريم النادي مبلغ 150 ألف دولار، يؤكد بان (الاستعجال) هو العدو الأول للكاردينال، وعدم وجود مستشارين هو (العدوالثاني) وما بينهما الكثير من الأعداء !! * الرئيس الشاطر أخي الكاردينال هو الذي يتحسس طريقه .. ويعيد حساباته .. ويتعامل مع المواقف بهدوء، ويستفيد من الأخطاء .. الرئيس الشاطر أخي الكاردينال هو الذي يتحسس رغبات شعبه .. ويستمع لصوت الجماهير .. الرئيس الشاطر ليس الذي يحب العناد .. والرئيس الشاطر هو من يتعظ من غيره وهذه دعوة لتنظر في تاريخ الهلال القريب لترى أين قاد العناد من سبقوك .. ودعوة أخرى لتعيد قراءة التاريخ (أنظر لمنزل الطيب عبد الله) مازال عامراً بالأهلة وملتقى لهم .. لو أمعنت النظر في الدرس فإنك ستبقى رئيساً محبوبا للهلال، وإن لم تفهم الدرس الآن فسوف تفهمه عندما تذهب بعيداً عن الهلال !!!