يظن بنا الكثير من القراء الخير، وكثيرون يحسبون أن مجرد طرح مشاكلهم علينا يعني حلها، لذلك يحمل إلينا البريد والهاتف والزيارات الشخصية الكثير من قصص المعاناة التي يعيشها الكثيرون، وهي قصص تحتاج لكاتب سيناريو (شاطر) ومخرج بارع ليقدما عبرها الدراما السودانية للعالم.. ونجزم عندها أنها ستجد من القبول والمشاهدة ما ينافس الدرامتين المصرية والسورية وحتى التركية التي ظهرت مؤخراً. هي قصص تحتاج إلى ينابيع من دموع، لأن كلاً منها كفيلة بإفراغ العيون من مائها، وكفيلة بتفطر أعتى القلوب وأقساها، ونحن للأسف الشديد لا نملك حيالها إلا اقتسام الدموع والنشر فقط، ولسان حالنا (العين بصيرة واليد قصيرة).. ونحسن الظن بأهل الخير كما أحسنه فينا أصحاب تلك المشاكل، ومن أكثر ما يزلزل كياننا ويجبرنا على التفاعل بدرجة كبيرة.. هي مشاكل الطلاب والطالبات، أو بالمعنى الأصح تلك المشاكل ذات الصلة بالدراسة، والتي تعني المستقبل.. وتعني حصاد السنين للآباء والأمهات، وبالأخص الأمهات الأرامل اللائي ضحين بالغالي والنفيس من أجل دخول الأبناء والبنات للجامعات.. ومن ثم التخرج والعمل، فوالله محزن للغاية أن تقطع أرملة كل هذه المشاوير لتصطدم في نهاية الأمر بمبلغ زهيد يمثل رسوم الدراسة بالجامعة للابن أو الابنة، ولنا في هذا الجانب الكثير من القصص التي عايشناها وتابعنا فصولها المأساوية، وفيها الكثير من الأبناء والبنات الذين توقفوا في محطة السنة الأولى أو الثانية بسبب الحاجة وغياب المعين، إذا كان من الأسرة أو من الدولة، وفيهم من أصيب بحالة نفسية سيئة انتقلت بعد ذلك للأم ثم بقية الأسرة. قصدت من هذه المقدمة أمرين، أولهما طرح مشكلة (ن) الطالبة بجامعة النيلين، وثانياً لفت أنظار أخواننا في مكاتب الزكاة بالمركز والولايات، وصناديق دعم الطلاب، لأن معظم المشاكل التي ترد إلينا (بالمستندات).. مكانها دوواوين الزكاة، وتلك الصناديق وليس مكاتب الصحف. مشكلة الطالبة (ن) تتلخص في فقدانها وشقيقتها للوالد في سن مبكرة بسبب الوفاة، تكفل بها الخال العامل في الكهرباء هي وشقيقتها حتي دخلت هي الجامعة وشقيقتها المدرسة الثانوية، وهي الآن تحتاج لمبلغ (300) جنيه (بعد التخفيض من إدارة الجامعة)، لتسديد رسوم دراسة عامها الأخير، وهو مبلغ لم يستطع الخال الذي يقوم بأعباء أخرى مع والدتهما من توفيره. (ن) جاءتنا تحمل أوراقها والدموع على عينيها، طرحت مشكلتها وقالت إنها في السنة الأخيرة وتخاف على والدتها المريضة من (الصدمة) إذا ضاع عليها العام أو لم تتخرج مع زميلاتها، ونحن بدورنا نحول لكم (ن) ومشكلتها بأوراق الجامعة وشهادة وفاة والدها وخطاب من اللجنة الشعبية، وثقتنا كبيرة في (أهل الله الراجنها قدام)، الذين لم يخذلوننا كل ما طرحنا عليهم مشكلة. أما أخواننا في دواوين الزكاة وصناديق دعم الطلاب، فنقول لهم لا تعسروا على عباد الله في مال الله.. وتذكروا (من فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، فرّج الله عليه كربة من كرب يوم القيامة).لمساعدة الأخت (ن) نرجو الاتصال على الرقم: 0912706048 (والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً).