الآن، وبعد فشل القيادات الفخيمة للحزب الكبير في مقابلة السيد رئيس الحزب المقيم بلندن منذ أكثر من ثلاث سنوات، ليس أمامنا نحن القواعد إلا أن نقول لمولانا ما قاله جد رسول الله صلى الله عليه وسلم (عبدالمطلب) إن للحزب رباً يحميه. نضيف إليها قواعد تحميه وتحافظ عليه، لقد رأيت سيادتكم أن«البيت الملكي»، أو المالك للحزب، يعادل، إبل عبدالمطلب، حيث طلب من أبرهة أن يعيد إليه إبله، ولم يسأله عدم هدم الكعبة، قال عبدالمطلب إما الإبل فهي لي، وللبيت رب يحميه، فكأنك تقول لقيادات وقواعد الحزب إن البيت الملكي هو ما يأتي في مقدمة أولوياتي، وهو خط أحمر وشؤونه تسبق شؤون الحزب. عندما قررت مجموعة أمبدة السفر إلى لندن، لم يكن ذلك إلا احتراماً وتوقيراً لسيادتكم ولمنصب رئيس الحزب ومراعاة لصحة سيادتكم، كان يمكن لها أن تفعل كما يفعل غيرها بأن تطالب سيادتكم عبر الوسائل الوسيطة بأن يأتي مكتوب ممهور بتوقيعكم يخص كل ما حدث للحزب وموافقتكم على كل ما صدر وحدث من نجل سيادتكم وأدى إلى فركشة الحزب، على أن يأتي رد سيادتكم خلال فترة زمنية محددة، لكنهم تأدباً منهم تخيروا من كانوا يظنون أن لديهم مكانة خاصة لديكم، ومن لهم مكانة عظيمة في المجتمع وفي الحزب سواء كانت اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية، كنا ننتظر قيامهم إلى لندن لمقابلة سيادتكم وطمأنتنا عن صحتكم الغالية أولاً، وعن أنكم لا زلتم تمسكون بكل مفاتيح الحزب، وتنون تصحيح الأخطاء التي وقعت فيها المجموعة التي (انقلبت) على الغالبية الرافضة للمشاركة، مع حفظ كرامة من تمت إهانتهم إهانات لا تغتفر وبلغة (دواعش وعقول الذباب) لا تليق بهم وبقيادات الحزب وبسليل البيت المالك. جاءت تأشيرات الدخول للوفد بعد أن يأسنا منها، جاءت الأنباء بأن أحد الأبناء المقيمين بالخارج سيسبقهم للتحضير للمقابلة، وأن الشقيق إبراهيم الميرغني، وهو كما يقول إنه الناطق الرسمي باسم الحزب واسمكم بأمر منكم، أنه سيلحق بهم لتكملة الوفد، فجأة سمعنا بأن السيد/ أحمد سعد عمر قد قام بزيارة خاطفة لسيادتكم وعاد بعد 48 ساعة. السيد/ أحمد سعد موقفه معروف لدى كل اتحادي، لم نجد تفسيراً لهذه الزيارة حينها، لكن الآن وضحت الصورة بجلاء، فلم يذهب ابن سيادتكم قبل الوفد للتجهيز، ولم يذهب السيد إبراهيم كما وعد، وهنا ازدادت الصورة وضوحاً وجلاءً. وصل الوفد وأقام بأفخم الفنادق على نفقته الخاصة وعلى بعد أمتار قليلة من مكان إقامتكم، وحدث ما حدث ووضعت شروط للمقابلة فرفضها الوفد المحترم المبجل، حيث إن ما حدث هو إهدار لكرامة الحزب وقياداته وقواعده، لم يسمح لهم حتى بزيارتكم للسلام والتحية والاطمئنان على صحتكم التي تهم كل اتحادي، لم تتم دعوتهم حتى لتناول كوب من الشاي مع سيادتكم احتراماً لضيف قطع المسافات وضحى بزمنه وأعماله من أجل حزب يقوده سيادتكم!! اضطر كل منهم للرحيل وفي حلقه غصة ولا يدري ماذا سيقول لمن أوفدوه بالإنابة عنهم، لا يعرف كيف يبرر ما حدث، وما هو المتوقع من ردود الفعل نتيجة فشل الزيارة والمعاملة غير المتوقعة. ليس أمامنا نحن (كدواعش تحمل أمخاخ ذباب) إلا أن نقول إن مولانا أراد حماية ابنه ومن يوالونه ودعمهم بطريقة تشير إلى أن البيت المالك ممنوع من اللمس والاقتراب مهما حدث، وأن الحزب حزبنا ونحن أسياده. من أراد أن يكون معنا وبأسلوبنا هذا، فمرحباً به، ومن أراد غير ذلك، أو فكر بطريقة تختلف عن طريقة تفكيرنا أو أسلوبنا في إدارة الحزب عليه أن يخرج أو نخرجه نحن أو يعتزل السياسة. لقد قبلنا يا مولانا أن تحكم أنت الحزب لفترة امتدت إلى 49 عاماً دون أن نقوم باختيارك رسمياً عبر انتخابات ومؤتمر عام حباً واحتراماً لكن وتقديراً للظروف التي مرت ولا زالت تمر بها البلاد، لكن أن نقبل أن يقوم السيد الحسن 181 بتولي كل شيء في الحزب بسبب أنه ابن رئيس الحزب وبدون قيام مؤتمر عام نقول إنه (لن يحدث ودونه خرط القتاد). بالنفوس مرارة شديدة الآن، ماذا ستكون نتيجة ما حدث بلندن؟ هذا في أمر الغيب، لكن كل شيء وارد، والموقف قابل للاشتعال في أي لحظة، وقد تحدث بعض التفلتات التي سيصعب التعامل معها في غيات المؤسسية، وعدم الاعتراف بالمجموعة الانقلابية، كما قد يقود ذلك لمصلحة الحزب ولم شمل الفرقاء بعد أن أصبح البيت المالك في جانب والحزب وقواعده في جانب آخر!! نعم لقد جمدت نشاطي بالحزب رسمياً وبخطاب سلم للسيد/ الحسن في اليوم التالي لإعلانه المشاركة في الانتخابات، ولم أنضم لمجموعة أمبدة أو مجموعة أم دوم، ولم أتجه إلى أي من الأحزاب الاتحادية الأخرى آملاً في أن تصدر سيادتكم بياناً تعيد فيه الحزب إلى وضعه الطبيعي الذي يستحق مع إعلان تاريخ قيام المؤتمر العام، أو أن يأتي الوفد الفخيم من لندن بالبشرى لكل الاتحاديين، لكنه جاءنا بالرسالة أعلاه، واللبيب بالإشارة يفهم، ففهمنا يا مولانا. الأن بعد أن وصلت الرسالة، وكان خيار سيادتكم حماية البيت الملكي وتأجيل أمر الحزب إلى أجل غير مسمى، نقول الحمد لله على كل شيء، ونقول للاتحادي الديمقراطي الأصل لك رب يحميك وقواعد لن تفرط فيك أبداً.. اللهم نسألك اللطف (آمين).