قبل أيام قليلة تلقيتُ ما يفيد بأن الدورة المدرسية رقم «22» المقرر إقامتها في «واو» لن تقوم، وأن حكومة الجنوب تسعى جاهدة لتعطيلها -لا تأجيلها- وكنتُ وقتها في طريقي إلى دولة الكويت الشقيقة. علمت بذلك خلال وجودي في المطار من مصدر أثق به تماماً، لذلك أجريت اتصالاً هاتفياً بأخي وزميلي الأستاذ عبد العظيم صالح مدير التحرير، لنشر خبر تحت عنوان (حكومة الجنوب تسعى لتعطيل الدورة المدرسية). وكان مفاد ما تلقيته من معلومات هو أن حكومة الجنوب ستسعى جاهدة لأن تجري الاستعدادات على قدم وساق، ويتم البذل وإنفاق الوقت والجهد والمال حتى آخر دقيقة ليتم إفشال الدورة، والدفع بأي سبب يكون مبرراً لاتخاذ القرار. حكومة الجنوب لم تخيِّب ظننا فيها، وقد تلقيت مساء أمس الأول محادثة هاتفية من «واو» أفادت بأن قراراً قد صدر بتأجيل الدورة المدرسية رقم «22» إلى العاشر من ديسمبر الجاري حتى يتم إعطاء الفرصة للمواطنين للتسجيل لاستفتاء تقرير المصير الذي جرى الترتيب لإقامته في التاسع من يناير القادم. ما حدث هو خطوة أولى، أو قل ضربة أولى للقضاء على هذا الحدث الطلابي (الوحدوي) الكبير، لتأتي بعد ذلك الضربة الثانية (القاضية) في أو قبل ذلك التاريخ الجديد، ولازال عدد من القياديين والمنظمين للدورة الذين يحسنون الظن، يعتقدون بأن الدورة ستقوم في الموعد المحدد، لذلك أصدرت اللجنة العليا واللجنة الوزارية واللجنة الولائية، واللجان الفرعية، أصدرت جميع تلك اللجان بياناً بالتأجيل، قالت فيه بأنها سترفع الأمر لاجتماع الرئاسة للموافقة عليه، ونحن نعلم وهم يعلمون أن التأجيل سيعقبه تأجيل وأن التأجيل الثاني سيعقبه تعطيل، وهكذا تتحقق الأهداف المرسومة بذكاء لإهدار المال والوقت والجهد، وتبدأ معركة مفتعلة بتحميل مسؤولية ما حدث لطرف من الأطراف بما لا يخدم قضية الوحدة.. ولا الاستفتاء. امنعوا الفوضى و(لعب العيال) الذي يقوم به البعض، وأجلوا الدورة المدرسية إلى أجل مسمى مع نقلها إلى أي ولاية أخرى.. كفانا مهانة واستهتار بالقيم والأهداف النبيلة.. فقد اتضحت الصورة. عادل.. ما مات من أنجبك.. ü على غير العادة، أكتب عن أمرين مختلفين في زاوية واحدة، الأول هو ما سبق.. والثاني حول أخي وابن أخي الكريم الأستاذ عادل سيد أحمد خليفة، رئيس تحرير صحيفة «الوطن» الغراء، والسبب في ذلك هو اتصاله الهاتفي بي بعد منتصف ليل أمس الأول، وإشادته بما كتبته عن المؤتمر الأوروبي الأفريقي الأخير، ودعوتي إلى أن نمنع السيد رئيس الجمهورية من السفر إلى الخارج إلا لأقطار محددة، لأن رائحة المؤامرة فاحت وزكمت الأنوف، وقد وجدته يعضد ما ذهبت إليه، ومشى أبعد من ذلك بأن ساند الدعوة التي أطلقناها قبل أسابيع بضرورة توثيق علاقة السودان بالشقيقة مصر، والبحث عن صيغة وحدوية أو تكاملية مع القاهرة التي لم تخذلنا في يوم من الأيام، وكانت دائماً تعبر عن الشارع المصري في العلاقة مع السودان بعيداً عن توترات السياسة. قلت لأخي الكريم عادل إن موقفه هذا ليس بالغريب أو المستغرب، وذكرت له أن أستاذنا الجليل الراحل سيد أحمد خليفة -رحمه الله- ما كان ليقف غير هذا الموقف.. وقد كسبنا عقلاً وقلباً وقلماً مميزاً يساند هذه الفكرة الآخذة في الاتساع والانتشار.. وختمت حديثي له ب:«ما مات من أنجبك». التحية للأخ الأستاذ عادل سيد أحمد ولروح والده ووالدنا الأستاذ سيد أحمد خليفة ولكل الحادبين على مصلحة هذا الوطن.