من غرائب القنوات الفضائية عندنا أنه يمكن أن تقوم فضائية بإعادة تقديم برنامج (قديم) تم عرضه في قناة أخرى قبل سنوات، بذات الفكرة والمواضيع، وأن تقوم قناة أخرى بالضحك على عقول المشاهدين عبر تقديم برامج فقيرة، فطيرة بلا فكرة ولا موضوع من باب أنها برامج ترفيهية، والأغرب من كل ذلك أن بعض العباقرة في قنواتنا هذه صوروا لبعض المطربين أنه يمكنهم أن يطرقوا أبواباً أخرى للنجومية عبر التقديم التلفزيوني، فكان هذا الموسم هو موسم (موضة الفنانين المذيعين) الذين فتح لهم الفنان طه سليمان الباب، فبعده سيظهر عاصم البنا وصفوت الجيلي كمقدمي برامج في قناة أنغام، كل ببرنامجه الخاص، كما سيظهر طه عبر شاشة النيل الأزرق أيضاً كمقدم برنامج خاص، ومن قبل سبقهم وليد زاكي الدين وطلال حلفا. كلها بدع تلفزيونية جديدة، وليتها كانت بدعاً حسنة، كنا صفقنا لها وشجعناها على الاستمرارية ولكنها من وجهة نظرنا مجرد موضة تنتهي حكايتها بانتهاء مراسم الحلقات. أما الشيء الأغرب من كل ذلك هو في فضائية كسلا التي ما برحت تدهشنا كل مرة بكل ما هو غريب وعجيب في عالم الفضائيات، فالقناة التي تحدثنا عنها كثيراً، وطالبنا بتطويرها والاهتمام بها لاعتبارات كثيرة، تقدم لنا هذا الموسم من رمضان مذيعة اسمها ساريا الطيّب لتقدم لنا برنامجين خلال اليوم، الأول برنامج للضحك بعنوان (مقلب كاميرا)، والثاني سهرة جادة بعنوان (على الضفة) ، وحقيقة لا ندري ما هو السبب الذي يجعل القناة تفرض علينا إطلالة مذيعة واحدة في اليوم مرتين؟.. ولا ندري هل ذلك مرده إلى نقص في المذيعات بالقناة أم أن ساريا هي (أشطرهن) وهي نجمة القناة التي تمتلك مغنطيس جذب المشاهدين، والنجمة التي بمقدورها أن تحطم مقولة (كترة الطلة)، لأن هذه الإطلالة على طريقة (مرتين عند اللزوم) ستكون بلا شك خصماً على القناة قبل أن تكون خصماً على المذيعة التي نراها حتى الآن بلا رصيد يذكر في بنك النجومية، وأن إطلالتها بلونيتين مختلفتين هو غير مقبول لدى كثير من المشاهدين. المهم هذه هي فضائياتنا التي تضحك على عقولنا قبل وفي كل موسم من الشهر الفضيل، ضاربة عرض الحائط بكل ما هو مفترض أن يكون من برامج خاصة برمضان، هذا الشهر الكريم العظيم. خلاصة الشوف* حسين الصادق ومكارم بشير سيظهران عبر قناة الشروق الفضائية، وسيظهران أيضاً عبر قناة النيل الأزرق الفضائية، والإطلالتان لا تخرجان عن نطاق الغناء، ومع ذلك يحدثوننا دون خجل عن (الحصرية) و(الاحتكارية) ، وعشنا وياما حنشوف.