بالأمس وأنا في طريقي للمنزل، إتصل بي هاتفياً أحد الزملاء من قناة أنغام الفضائية يطلبني للمشاركة في الفترة المفتوحة المباشرة (هلا بيكم)، ولم يتوقع هذا الزميل أن أتقدم باعتذاري له، لأنه فعلها معي من قبل وفي ذات البرنامج ولم أشاء وقتها أن أرفض طلبه وشاركت في الحلقة، وأذكر أيضاً في ذات صباح وأنا في طريقي للعمل استوقفتني إحدى الشابات وعرفتني بنفسها، أنها معدة برامج بقناة الشروق وطلبت مني الإدلاء برأيي في حلقة كانت تتحدث عن المواصفات والمقاييس، وأيضاً في حفل الفنان عصمت بكري بالمسرح القومي جاءت إليَّ المذيعة شهد المهندس طالبة مني الحديث عن تجربة الفنان بكري، والتي ستبث كسهرة في قناة النيل الأزرق، التي أشهد لها أنها منظمة في كثير من برامجها بغض النظر عن ملاحظاتنا فيها، فقد سبق وأن إتصل بي الإخوة في برنامج (مساء جديد) من قبل اسبوع، وبعد اعتذاري عاودوا الإتصال بي مرة أخرى وأيضاً كانت قبل اسبوع من الحلقة، أما طلبات الإخوة في بعض الإذاعات الخاصة فهي واجبة التنفيذ فوراً كما يتوهمون بقولهم (خليك جاهز بعد خمس دقايق أنت ضيف على الهواء). أحكي هذه الحكايات حتى ترون كم تعاني بعض فضائياتنا في الإعداد البرامجي، وكيف أن بعض معدي البرامج فيها ينظرون للأمور بكل (الاستهبال والاستسهال) والغباء الفكري، ولماذا يأتي ما يقدمون فقيراً في المعنى والمحتوى، وهو الشيء الذي يجعلنا نطالب دوماً بضرورة أن تنظم قنواتنا الفضائية دورات برامجية باستمرار لبعض منسوبيها، ممن يفترضون الغباء في المشاهد، فينظرون للبرامج وكأنها ضيوف يمكن أن يتم إصطيادهم من أقرب شارع أو بمجرد إتصال هاتفي وعلى أسوأ الفروض، يمكن الإستعانة بمغني يغني ليملأ زمن البرنامج والسلام، وبالتأكيد هذا فهم عقيم كان له أثره البالغ في التردي البرامجي المريع الذي تعيشه بعض الفضائيات عندنا، للدرجة التي أصبحت فيها مكباً لنفايات أفكار قنوات عربية وأجنبية نقلدها دون فهم. خلاصة الشوف: أكثر من (65) من أهل الفن بمختلف أشكاله إختارتهم مجموعة قلوبنا ليكم نجوماً لشهر رمضان بعد إبداعهم في الفضائيات خلال شهر رمضان (بحسب زعمها)، وستكرمهم الاسبوع القادم في المركز الثقافي بأم درمان، والسؤال هل يا ترى كان في رمضان نجم واحد يستحق التكريم غير المشاهد المسكين الذي صام وأفطر على (بصلة).