البرامج التلفزيونية...من شابه اخاه فما ظلم..! الخرطوم: تفاؤل العامري تفصلنا أيام قلائل عن شهر رمضان المعظم وكل فضائية تبحث عن الطريقة التي تقدم بها نفسها للمشاهد وتجذبه خلال الشهر العظيم، لكن الكثيرين يؤكدون أن معظم الفضائيات خلال الشهر تعاني من التشابه الكبير في برامجها، فمعظمها تتفق في المضمون لكنها تختلف في الشكل، الشيء الذي يبين أن تلك الفضائيات تعاني من شحٍّ في العثور على أفكار برامجية جديدة اذ أن اغلب الفضائيات تعرض الموضوعات ذاتها بل أن الضيوف يتجولون بين العديد من المحطات أما برامج المنوعات فلا جديد فيها ومعظمها يدور حول الحوار التقليدي بين المحاور والضيف، وهذا يظهر بوضوح في البرامج الغنائية الشيء الذي يجلب عليها الهجوم من قبل النقاد، لكن لماذا تتشابه البرامج بتلك الفضائيات رغم اختلاف توجهاتها واتجاهاتها في برامج شهر رمضان..؟.. هذا ما ارادنا معرفته من خلال هذا الطرح. طريقة العرض: المخرج شكر الله خلف الله اشار إلى أن المشكلة لا تكمن في الافكار بينما الازمة الحقيقية تتمثل في طريقة العرض، لافتا إلى أن القنوات الفضائية السودانية تهتم بما ستطرحه كل قناة اكثر من اهتمامها بما ستقدمه للمشاهد، قائلا اذا تشابهت الافكار واختلفت طريقة المعالجة والطرح فلا اظن أن هنالك مشكلة، مردفا بقوله اننا نعاني معاناة حقيقية في طرح الافكار وتناولها وطريقة معالجتها قائلا إن اللغة البصرية مهمة للمشاهد لانها تتكامل مع الفكرة، متمنيا أن يكون اهتمام الفضائيات بالمشاهد اكثر من حرصها على متابعة القنوات الاخرى. ملل تلفزيوني: المخرج خالد حسين بفضائية زول -المتوقفة عن البث- قال إن تشابه الأفكار البرامجية مسألة خطيرة لأنها تعني إهدار الوقت والجهد وأيضا المال في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها العالم كما أن برامج المنوعات تستهلك كثيرا من المال خاصة وأن ضيوفها من الفنانين يتقاضون مبالغ كبيرة، مشيرا إلى أن الاستنساخ البرامجي أمر مطروح، لكن تبقى طريقة الطرح هي الفيصل في تمييز برنامج عن آخر وهذا يتوقف على شكل الإعداد التلفزيوني وأيضا أسلوب المذيع في التحاور مع ضيوفه الذين قد يتشابهون في برامج اخرى، لافتا إلى انه من الضروري البحث عن أفكار برامجية جديدة تحمل قدرا من الجدية المغلّفة بالترفيه لأن تعدد المحطات الفضائية جعل المشاهد قادراً على تحديد البرامج التي يمكن أن تتواصل مع أفكاره وتجعله يخرج من حالة الملل التلفزيوني. محاكاة وتقليد: بالمقابل اكد مخرج معروف بفضائية مشاهدة -فضل حجب اسمه- أن المجتمع السوداني اتسم بما يسمى ب(المحاكة) قائلا اننا كمجتمع سوداني ظللنا مهتمين دائما بتقليد الاخرين في شتى المجالات، موضحا أن الاسباب تعود لفقد روح المغامرة فكل منا يخشى الدخول في تجربة لا يضمن نتائجها لذا يلجأ إلى ما طرح من قبل غيره مواصلا اننا نفضل التقليد بدلا عن الدخول في عوالم جديدة وايجاد افكار مغايرة الا انه عاد ليقول إن الظروف الانتاجية تقف عائقا في وجه كثير من المحطات السودانية كما اننا نفتقد للتخطيط البرامجي السليم مشيرا إلى أن العالم الخارجي تجاوزنا بمراحل بعيدة نحتاج إلى زمن حتى نصل اليه، مشيرا إلى أن اغلب الفضائيات تمر بمأزق خطير في مجال الاعلام متابعا بقوله علينا أن نعترف بأن الاعلام المرئي عموما بحاجة ضرورية لتطوير القوالب والمضامين ولن يحدث ذلك الا من خلال تقوية الحس المتصل بالخلق والابتكار والابتعاد عن المحاكاة والابتعاد عن الخوض في ماهو سائد ومكرور كما اننا نحتاج إلى روح المغامرة التي نفقدها وسيظل الاعلام يدور في حلقة مفرغة لان القائمين على امره ادمنوا الاستسهال مما جعل التقليد عدوى مجتمعية تحتاج إلى كثير من المعالجات.