اصطف عدد من وزراء الدولة خاصة الداخلية ومجلس الوزراء بجانب مدير جهاز السودانيين العاملين بالخارج ظهيرة أمس الجمعة في مطار الخرطوم ليس لاستقبال مسؤول رفيع بالدولة أو آخر من دولة أخرى ولكن لكي يستقبلون أبناء وبنات السودان الذين أبدوا رغبتهم في العودة من جوبا ، ولما هبطت الطائرة الأولى في المطار حرص القادة على مصافحة القادمين فرداً فرداً ثم انصرفوا إلى صالة المؤتمر الصحفي المخصص لبرنامج الإجلاء فيما نقلت البصات العائدين إلى صالة الحج والعمرة، حيث استقبلهم الموظفون بالحلوى وقدموا لهم الأطعمة و المشروبات الباردة في مشهد عكس فرحة العودة. أكثر من 3000 يودون العودة: القنوات الفضائية التى حرصت على تغطية العودة كانت على موعد مع إفادة للسفير جمال محمود وزير الدولة بمجلس الوزراء الذي أعلن اكتمال الترتيبات لإعادة السودانيين الذين تم تسجيلهم من مدينة جوبا والمدن الأخرى وأوضح أن عدد الذين يرغبون في العودة من أبناء السودان يزيد على 3000 مواطن ، وأبان أن المجموعة الأولى التي جرى استقبالها ضمت الأطفال والنساء إلى جانب الأسر, لافتاً إلى أن رحلات الأمس كانت 4, فيما يشهد اليوم 4 رحلات أخرى ، مؤكداً أن جميع اللجان تعمل على أن يكون جميع أبناء السودان في موقع آمن لإعادتهم إلى وطنهم. استعداد لإرجاع كل الراغبين: جمال كشف أن العملية تتم بالتنسيق مع الكثير من الجهات و فيها جهود مبذولة من عدة مؤسسات منها وزارة الداخلية التي جهزت الوثائق للذين يحتاجونها والسفارة بجوبا التي تكمل الإجراءات القنصلية بالإضافة إلى الأجهزة الأمنية والشرطية وجهاز المغتربين ، وأضاف أننا باستقبال هذه المجموعة الأولى نكون من أوائل الدول التي أجلت رعاياها، موضحاً أن هنالك جاليات أبدت رغبتها في الاستفادة من مطار الخرطوم للإجلاء عن جوبا وأن حكومة السودان رحبت بالخطوة ، لافتاً إلى أن رحلات اليوم الأول تضم 400 مواطن سوداني، وتابع الذين يؤدون العودة نحن مستعدون لإرجاعهم وبأسرع طريقة. لا إصابات وسط السودانيين: وزير الدولة بمجلس الوزراء قال إن العائدين تمت لهم ترتيبات تأمين بجوبا ابتداءً من مواقعهم وأماكن تجمعهم حتى المطار، وأورد أننا على اتصال بحكومة جنوب السودان وسفارات بعض الدول التي لها دور أسهمت به، وأفاد أنه لاتوجد أي إصابات وسط السودانيين حتى اللحظة، مبيناً أن اللجنة الموجودة بعاصمة الجنوب بذلت مجهودات لإيوائهم ووفرت هواتف للاتصال الآمن بينهم وذللت لهم الكثير من العقبات، وذكر أن بعثة السفارة السودانية موجودة هناك æتقوم بعملها ولها دور مهم جداً في إجلاء السودانيين وتأمينهم وتقوم بالاتصال بالسفارات الأخرى ومع الأجهزة المعنية في الجنوب هذا فضلاً عن اتصالها بالسودانيين الموجودين في مدن أخرى غير جوبا. قرار بعدم العودة لجوبا: بعض المواطنين الذين وصلوا رفضوا الحديث لوسائل الإعلام وبدت الرهبة ظاهرة عليهم ربما من هول ماشاهدوه في جوبا من أحداث وقد برر أحد الشباب رفضه بأنه يود العودة مرة أخرى إلى الجنوب، إلا أن غالبية الذين تحدثوا للصحف والقنوات قالوا إنهم لن يعودوا مرة أخرى، منهم سيدة قالت إنها تسكن في أحد أحياء المدينة مع زوجها ولما حدث إطلاق الرصاص فروا إلى حي آخر وعند عودتهم للمنزل بعد هدوء الأحوال لم يجدوا شيئاً في المنزل الذي نهبت كل محتوياته، وتابعت هذه أول وآخر مرة أذهب فيها إلى الجنوب ، واتخذ الموقف ذاته الشاب وهب الله حسين الجاك من مدينة ربك والذي يعمل بائعاً متجولاً هناك، حيث قال إنه لن يعود لأن الأحداث ستستمر، مشيراً إلى أن الأحداث عندما بدأت يوم الجمعة كان في أحد الاحياء واضطر للمبيت في مكانه الذي هو فيه نسبة لانتشار إطلاق النار، واختتم بقوله وصلت للوطن وأنا في غاية السعادة ولا أريد أكثر من ذلك وأشكر الحكومة وهذا واجبها وأقول « الماعندو بشير يشتري له بشير « ثناء على الحكومة: مواطنة قادمة من جوبا فضلت حجب اسمها قالت إن إطلاق النار كان عنيفاً وإنهم اضطروا للتحول من مكان إلى مكان خلال الأحداث، و أوردت انها وأسرتها عندما سمعوا بقدوم طائرة من الشمال لنقل الناس سجلوا أسماءهم وأبانت أنهم شاهدوا الدمار ، وتمت سرقة متاجر تتبع لهم بحي الجبل وقوديلي، أما نصرالدين محمد الذي يسكن أمبدة الحارة16 فقد قال أنه كان له مغلق بجوبا تم نهبه وبضاعته تقدر بحوالي 130 الف جنيه وحتى الملابس تم أخذها، وزاد الحمد لله حكومتنا وقفت معنا وأتت لنا بالطائرات لتنقلنا إلى الخرطوم توقف شركات الطيران: محمود أحمد عبدالوهاب من منطقة الكباشي قال إنه يعمل في شركة ولحظة إطلاق الرصاص كانوا في المنزل الذي يسكنون فيه في منطقة قريبة من شارع الوزارات والقصر الجمهوري، واصفاً ماجرى بأنه حرب استخدمت فيها كل أنواع الأسلحة إلى جانب الطائرات العمودية، وأضاف لم نستطع الوصول إلى السفارة إلا بعد أن تم وقف إطلاق النار، وأن السودانين الذين يعملون تجاراً في سوق الجبل تم نهب ممتلكاتهم كلها ، معبراً عن شكره للحكومة التي قال إنها سهلت لهم أمر العودة وإنه لم يكن يتوقع أن يعود لجهة أنه بحث عن حجوزات طيران ولم يجد وأن جميع الشركات متوقفة. السفير يحبذ الصمت: ما أجمع عليه عدد كبير من السودانيين الذين وصلوا إلى الخرطوم هو عدم استهدافهم على أساس عنصري للجهة أو العرق وأن ماتم لعدد منهم يحدث للمواطنين الآخرين في الجنوب، واصفين ماتم من صدام بأنه قبلي وأنه لن يتوقف في الوقت القريب لأنه بات بين القبائل في الدولة الوليدة. وقبيل الإفادات من المواطنين توجهت وسائل الإعلام وحاصرت سفير السودان بجوبا الذي كان متواجداً بمطار الخرطوم لحظة وصول الفوج الأول، إلا أنه امتنع عن الحديث واكتفى بقوله إن الحكومة استأجرت طائرات لنقل المواطنين وإنه لن يتحدث الآن وينتظر اكتمال إجلاء السودانيين، وأبان أن كل طاقم سفارته موجود بجوبا.