من أطرف المقاطع في المسرحية ذائعة الصيت للممثل عادل إمام المقطع : " الذي يردد فيه أمام عباره "دا أنا غلبان " .. ولعل لسان حال وزير التنمية بولاية الخرطوم أسامه حسونة يقول ذلك. إيماناً من (آخر لحظة) بشعارها منبر كل السودانيين، منحت الوزير حسونة الفرصة ليدلي بدلوه، بعد ما أثرناه من تجاوزات بالوزارة وما يتعلق بتكاليف نفقات (شهر عسل) الوزير. رئيس التحرير أستاذنا عبد العظيم كان أكثر حرصاً لسماع رأي حسونة وإتاحة الفرصة له، إيماناً منه بالرأي الآخر، وبشعار الصحيفة الذي وضعه مؤسسها أستاذ الأجيال حسن ساتي عليه الرحمة. أفسحنا المجال لحسونه، وتطالعون حوار أجري معه بداخل هذا العدد، رغم أنه صرح للزميلة (الأهرام اليوم) أمس بأنه سيقاضي (أخر لحظة) وكاتب هذه الزاوية، التي نشرت خطاب نفقات شهر العسل ومحاولات تسديد الفاتورة من خزانة الوزارة. لكن ليت (العريس) حسونة صمت، لكان أرحم له ألف مرة، بدلاً من أن يتهم زملائه بالوزارة بوجود مافيا من بينهم، بل ويسئ لوزارته ويصفها بالمغمورة، رغماً عن أن من تقلدها في وقت سابق ينتمي لذات حزبه – الإتحادي – د. يحي مكوار والذي أنجز فيها الكثير بشهادة الكثيرين. حاول حسونة أن يظهر في ثوب (المسكين والغلبان) ويتحدث عن استهداف له ومحاولات لإغتيال شخصيته. وفي غمرة ارتباكه عرى ظهر المدير العام المكلف بوزارته وأظهرة في صورة الجاهل بمهامه ودورة. المدير العام المكلف هو من خاطب إدارة الفندق طالباً مدهم بكلفة إقامة الوزير، وجاء حسونة وقال إنه تفاجأ بالخطاب، وبالتالي أما أن يكون المدير العام لا يعرف مهام عمله وحدود اختصاصاته أو هو (كسار تلج)، يعمل لإرضاء الوزير. ثم هناك أمر آخر أكثر غرابة، فليس المدير العام وحده، من تدخل في موضوع (شهر عسل الوزير)، فهناك مدير مراسم الوزارة مجدي عثمان ساتي، والذي ذهب للفندق وطالب بالفاتورة. وقد أصدرت إدارة الفندق خطاباً – أمس الأول – بطرفنا صورة منه – قالت أن المذكور مجدي طلب منها الخطاب – وأخشى أن يأتي الوزير غداً ليحرج مدير المراسم ويقول إنه لم يوفده للفندق. لا أدري لماذا يقوم مسؤولون محترمون بالوزارة بهذه الأعمال والتكاليف، وبعد ذلك يأتي وزيرهم و(يعمل رايح). تفاجأت بقول حسونة في حوار (آخر لحظة) ، إنه لم يبع خط هيثرو حتى تثار حوله هذه الضجة، وكأنما التجاوز عنده لا يكون إلا إذا كانت المبالغ مليارية، إنه حديث غريب وكأنه إيمان بالمقولة القبيحة (كان سرقت أسرق جمل). ليس لدى أمر شخصي مع حسونة حتى يحاول أن يصور أحد الكتاب وكأننا جزء مما يجري بوزارة تنمية الموارد والعمل، كل الحكاية قصدنا ان نعكس مايدور من فوضى، وقطعاً هي ليست في تنمية الموارد وحدها. بالمناسبة أين والي الخرطوم مختفي في (الخريف) ومن ملف (العريس)