تسارعت وتيرة الأحداث في دولة جنوب السودان عقب فرار رياك مشار رئيس الحركة الشعبية المعارضة، إلى جهة غير معلومة وتعيين تعبان دينق في مكانه من قبل سلفاكير كنائب أول للرئيس، الأمر الذي ينذر بتجدد الصراع في الجنوب سيما وأن لمشار أنصاره في الداخل والخارج.. (آخر لحظة) وضمن متابعتها للملف الذي له تاثير مباشر على السودان اتصلت هاتفياً على وكيل وزارة الإعلام السابق بدولة الجنوب الأستاذ مصطفى بيونق المقيم بنيروبي، وأجرت معه حواراً قصيراً دار حول تعيين تعبان وفقدان مشار وتداعيات ذلك على العملية السلمية، فكانت الحصيلة قراءة عميقة من بيونق ومعلومات ربما جيدة لدى الكثيرين. أجراه: لؤي عبدالرحمن نريد قراءتك لقرار تعيين تعبان دينق نائباً أول لسلفاكير مكان دكتور رياك مشار؟ -هذا قرار المعارضة وهم في الداخل وقد اتخذوا موقفهم واختاروا تعبان دينق، وأنا ليست لديّ قضية فيما يتعلق بالجوانب القانونية والسياسية فيه، لكن ما أريد تأكيده أن سلفاكير منذ أن فصل رياك مشار في العام 2013م، فقد الثقة فيه وحتى بعد المحادثات التي جرت لا يريد التعامل معه، وهذا أكده عبر الجوانب الرسمية والناس المقربين له، وهذا أثر تأثيراً سلبياً على تنفيذ الاتفاقية والقضية أصبحت شخصية بين الرجلين. البعض يرى أن قرار تعيين تعبان محل مشار هو فتنة جديدة تنذر بتجدد الحرب الأهلية مرة أخرى في دولة الجنوب؟ - فعلاً ستكون هنالك أزمة في الوقت الحالي، ولكن إذا قرأت مجتمع النوير فإن هنالك استقطاباً من جانب تعبان دينق للقوات، والنوير منقسمون، هنالك مجموعة مع الحكومة بقيادة سلفاكير، ومجموعة لديها ارتباطات مع الخرطوم وأخرى مع تعبان، وهذا الانشقاق حدث عندما شكل مشار حكومته، كانت فيها خلافات كبيرة بين قبائل النوير، ستكون فتنة ولكن هذه الفتنة ربما تنتهى لأن تعبان كادر من كوادر الحركة الشعبية وله علاقات قوية جداً مع كل الأطراف، وأمس عندما أدى القسم وعد باستعجال دمج قوات الحركة الشعبية جناح المعارضة في الجيش في أقرب وقت ممكن، وطالب بخروج النازحين من معسكرات الأممالمتحدة، والحكومة منذ الأمس أبدت تعاونها مع تعبان، حيث أرسلت له حراسة من الحرس الجمهوري بخلاف ما تم مع رياك مشار، ثانياً عرفت أن عدداً كبيراً من السفراء حضروا مراسم أداء القسم مثل سفراء أمريكاوكينيا وبريطانيا والصين ويوغندا ومصر، والأيام ستكشف من هو وراء إقصاء (الزول ده). لكن الآن مشار في شخصه أصبح رمزاً للمعارضة في الجنوب، وهنالك منظمات دولية وإقليمية معترفة به؟ - أنا أتفق معك في هذا الكلام، ستكون له آثار سلبية على الاتفاقية في دولة جنوب السودان وعلى الأمن والوضع السياسي، وبالمناسبة تركيبة النوير صعبة وحتى الوزراء الذين هم حوله انضموا إلى تعبان وحتى ضيو مطوك الأمين العام للحركة أتى هنا في نيروبي وسيرجع، وأفتكر هم أيدوا تعبان دينق، هنالك مصالح وصراع على السلطة. إذا رجعنا للسنوات الماضية فإن تعبان كان أصلاً في معسكر سلفاكير خاصة في انتخابات 2010 التي خاضتها زوجة مشار ضده في ولاية الوحدة.. فهل يعني ذلك عودة العلاقة إلى طبيعتها؟ - نعم، هو تحالف قديم رجع إلى مكانه، هنالك من يتوقعون أن مشار سيتحالف مع قبائل الفراتيت في بحرالغزال ويعود للميدان مرة أخرى وبشكل أعنف، الفراتيت سينضمون للحكومة وستفتح المعسكرات لاستيعابهم، والاستوائيون سيتخذون الموقف ذاته، والأيام الثلاثة المقبلة ستكشف الأمور بوضوح. ماذا تتوقع خلال الفترة المقبلة من الناحية الأمنية؟ - من ناحية أمنية تعبان دينق سيتعاون مع فول ملونق وسلفاكير، ولكن المعضلة الكبيرة أن الشلك يريدون حل قضية الولايات بتجميدها، وإذا جمدت ستكون في صالح تعبان، أما إذا أصرت على ال(28) ولاية، لن يكون هنالك استقرار في الجنوب. كيف هي مواقف المجتمع الدولي مما جرى من تعيين لتعبان كنائب أول للرئيس؟ - المجتمع الدولي يتابع الوضع ويعمل حالياً لإنقاذ د.رياك مشار من الموت، وهم يعملون مع يوغندا لذلك، وبالأمس لو لا عناية الله كان رياك مشار سيموت في المكان الذي كان فيه، لكنه خرج قبل نصف ساعة من استهدافه. هل تم تحديد مكانه؟ -هو نفد منذ الأمس وربما يظهر خلال (48) ساعة ويعلن مكان وجوده أو تعلن ذلك الجهات المعنية. ما هو موقف دول الجوار حسب قراءتك؟ - أولاً الرئيس اليوغندي لم يكن يريد د.رياك، كينيا ليس لديها موقف وأثيوبيا محايدة. أين ترى مصلحة السودان الآن؟ - ستكون مع خيار النوير، وسيقيم الموقف، وتعبان إذا كسب فيتر قديت يكون الموضوع قد حسم. حكومة السودان مستفيدة من رياك مشار بطريقة غير مباشرة في طرد الحركات المتمردة، فكيف تدعم تعبان؟ - تعبان دينق سيطرد المعارضة السودانية وسيكسب الخرطوم، وهو زول يلعب السياسة جيداً، والموقف ما زال غامضاً، ولم نعرف موقف اولنج أو الاستوائيين رغم أن أبناء الاستوائية هم الذين يحمون د.رياك في الوقت الحالي. وما هو موقف مجموعة العشرة التي تضم ربيكا قرنق وباقان ودينق ألور؟ -أنا سألت دينق ألور وقال لي هذا خيار المعارضة، وطبعاً هم مع تعبان دينق، لأنهم أولاد قرنق وهم متفاهمون.