كانت حاضرة جنوب كردفان مدينة كادوقلي أمس ، ليست تلك المدينة التي كانت تستقبل (الدانات) من التمرد، وهي تستقبل الاحتفالات والمهرجانات.. لبس استاد المدينة حلة زاهية ، وهو يستقبل حفل تدشين فعاليات مهرجان السلام الأول للتجارة والاستثمار والسياحة والتراث ، كان الجميع يرقصون على انغام السلام ، وكانت الأرض تهتز على رقصة الكمبلا ، ورقصة الكرنق وغيرها من تراث وأدبيات ولاية التلال وحتى مواطني أبيي تقاسموا الأفراح مع إخوانهم بالولاية متناسين نيران الحرب المشتعلة القريبة منهم بدولة الجنوب. طابور عرض طويل ، رسم لوحة عبرت عن تمازج وترابط مكونات جنوب كردفان .. احتفلت السماء مع الولاية ، وغيوم تحجب عنها أشعة الشمس ، وتخلق جواً ربيعياً ، وقبلها بيوم كانت الأمطار قد غسلت الأرض من بقايا دنس التمرد. حضور كبير: كانت فرقة غنائية تقدمها الفنان سيف الجامعة يتغنون (جنوب كردفان فرحانة الليلة) ، لكن الفرحة ، أصبحت فرحتين للولاية، وهي تستقبل النائب الأول للرئيس بكري حسن صالح، والذي دشن المهرجان ،وقبلها قص شريط عدد من المنشآت وافتتحت مشروعات، قطع وزير التخطيط محمد شريف بتواصلها في ظل الأمن الذي تنعم به الولاية. كان الجميع سعداء بالواقع الجديد في الولاية وكان أبلغ من عبر عنه ابن جنوب كردفان ، وزير الثقافة الطيب حسن بدوي الذي جاء مرافقاً للنائب الأول، حيث قال في كلمته إن أبناء الولاية أصحاب الملكية الفكرية لعبارات (الاروخ ولا النزوح) و (الدانة ولا المهانة) ، وقال أيضاً (معاً للسياحة ، معاً للتراث). عريس الولاية: أطلق البعض لقب عريس الولاية ، على واليها اللواء أمن د. عيسى آدم أبكر ، لما ظل يقوم به من عمل كبير ، لكن حرمه الأستاذة منى كان لها أكثر وقعاً عندما استفسرتها وقالت بسرعة ، نتمناه عريساً للسلام ، وكان عيسى كذلك بعد أن تخضبت يداه وأعضاء حكومته بحناء (السلام) ، وقال إن الولاية تعيش السلام اليوم ، وتشهد استقراراً ، ورد ذلك إلى القوات المسلحة والنظامية الأخرى ومواطن الولاية ، ولم ينس دور الإدارة الأهلية ، وقال إنه كان لها القدح المعلى في مفاوضة المتمردين في مناطقهم. رسائل للجميع: وقال الوالي إن الهدف من المهرجان تأكيد تعافي الولاية ، واستقرارها ، مشيراً إلى أن الحرب حالة نفسية ، مخاطباً بذلك أبناء الولاية، بينما قال للشعب السوداني إن الحرب أصبحت من الماضي ، مناشداً الجميع الالتفات للولاية ، وخص المتمردين برسالة خاصة ، ونصحهم بعدم التمسك بما أسماها أوهام الحرب ، وشدد على أن الحرب ليست هي الحل، وقال جربناها معاً ماذا جنينا ؟ ودعاهم لتجريب السلام ، والنظر للتنمية. رضا رئاسي: بدا النائب الأول منشرحاً وسعيداً بزيارته لجنوب كردفان ، وبرز ذلك عقب تقديم الوالي له لمخاطبة الجماهير التي احتشدت باستاد كادوقلي ، والذي قدمت طالبات الأساس على ملعبه عروضاً جميلة حصدت الإعجاب وانتزعت التصفيق، وقد بدت الأمور مرتبة وبشكل دقيق من حيث التنظيم والعرض والدقة. ولعل كل ذلك دفع الفريق أول بكري حسن صالح ، للعرضة على أنغام أغنيات الحماسة على شاكلة (صقيرا حام ) ، قبل مخاطبته الاحتفال ، وكان بداية حديثه بشكر وثناء مواطني الولاية عامة وكادوقلي خاصة بعد تمكنهم من تثبيت السلام رغم قصف الدانة الذي اعتبروه مهانة – هكذا قال بكري – مؤكداً تغير الصورة الذهنية عن الولاية في مخيلة الجميع أنها ولاية حرب وهي تنظم مهرجانات ومعارض. وأبدى بكري رضاه التام عن والي الولاية ووصف تنظيمه للمهرجان بالفكرة الذكية حتى أنه دعا بأن (يرمي قدام)، وقال : (يدنا مع عيسي ح نكمل معاهو). معرض متكامل: أقامت حكومة الولاية على شرف المهرجان معرضاً للتجارة والاستثمار بمشاركة كبرى الشركات الوطنية، كما عكست أجنحة المعرض الذي أقيم في باحة الميناء البري الجديد تراث وثقافة ومنتجات الولاية. فضلاً عن أن المهرجان في جانبه التراثي والثقافي شكل دعماً للتعايش السلمي وخطوة نحو ترابط مجتمعي بين سكان الولاية. مشاركات مركزية فاعلة: اللافت في افتتاح المهرجان المشاركة الكبيرة من المركز من بعض الشركات ورجال الأعمال في مقدمتهم رجل الأعمال فضل محمد خير، بجانب منظمات المجتمع المدني، لكن المشاركة ذات الأثر المعنوي الكبير كانت من ابن الولاية ، والي جنوب دارفور المهندس آدم الفكي الذي حظي بحفاوة لافته، ومشاركة الفعاليات النسوية أبرزها جمعية بت البلد التي تترأسها حرم النائب الأول، والتي شاركت بوفد عدد من نساء الدستوريين والقيادات كن محل احتفاء حرم الوالي عيسى آدم، السيدة منى.