عزيزي القارئ هذه المادة هي في الأصل مسرحية ساخرة في قالب فكاهي تثير الضحك، ولكنها بعد حين ترسب في النفس أكثر من علامة استفهام مثيرة محيرة محفوفة بالأسي والمرارة سطرها جون براندين، تدور أحداث المسرحية في محكمة قروية بمنطقة الجبال المتوحشة في اسكتلندا، حيث تتباعد المزارع والنجوع وتتفرق بين مراعي متناثرة مجموعة من الرعاة، ونفهم من السياق أن اليوم بعد نصف ساعة ستنظر قضية تاجر ريفي ومربي الأغنام الذي رفعها ضد أحد الرعاة الأُجراء لديه، جاء التاجر في الصباح الباكر، وبدأ يتناقش مع الحاجب ويسأله عن تفاصيل ما يجري عادة في ساحات المحكمة، فهذا الرجل الذي جاوز الستين من العمر لم ير في حياته قاعة محكمة، بدأ يشعر بقلق لأن محاميه الذي كان من المفترض أن يصل منذ ساعة، لم يصل اليوم لأن المعدية التي تقله- حيث المحكمة- تعطلت، جاء الراعي رجل عجوز نحيل غائر العينين، لكنه لم يزل قوي البنية مع أنه قارب السبعين، انفرد بمحاميه بالقاعة وتركهم الحاجب الذي انشغل بتجهيز بعض الأشياء قبل حضور القاضي، وبدأ المحامي في مناقشة الراعي: أنت مستعد طبعاً تحلف اليمين على أنك لم تقتل ذلك الخروف، لكي تصنع من رأسه حساء لصديقتك العجوز الأرملة، بدأ الراعي يهرش رأسه وبدأ عليه التردد ثم قال: أنا رجل متدين يا حضرة المحامي، ولا أحب أن أدخل في مثل هذه الورطة، وأفضل أن تجد لي حيله لعدم حلف اليمين، وأن تخبرني ماذا أقول في شأن ذلك الكبش الذي قتلته، ولكنك قلت لي عندما وكلتني أنك لم تقتله، الراعي: أسمع أن هذه الأغنام تصاب أحياناً بأمراض فظيعة، بحيث تكون الرحمة كلها في قتلها حتى لا تتعذب، المحامي: ليس هذا هو الموضوع هل قتلت الكبش أم لا؟ الراعي: لم أقتله طبعاً، وأن أردت التدقيق أيضاً فإن صاحبه لم يرانِ وأنا أقتله، المحامي وماذا يمنعك من حلف اليمين، الراعي: أنا رجل متدين كما قلت لك، المحامي: وهل التدين لم يمنعك من قتل الكبش وتقديم رأسه المسروق لصاحبتك، الراعي: الدين هو الدين يا حضرة المحامي، أن مسألة قتل الخراف وإطعام لحمها للأرامل لم أسمع أنه ورد عنها نص في الإنجيل. المحامي: أسمع ما لم تعدني بحلف اليمين سوف نخسر القضية.. الراعي: وأنت ألا تفكر في الأوراق المالية التي سوف تخسرها إذن أنا خسرت قضيتي، المحامي: أنت واهم فلا بد لك من دفع أتعابي سوى ربحت أم خسرت بمجرد النطق بالحكم، الراعي: أعدك بأن أدفع بشرط تجد لي مخرجاً من حكاية حلف اليمين،،، يتبع الأسبوع القادم.