يبدو ان هنالك بوادر بدأت تلوح باحدث اختراق في جولة المفاوضات بين الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال التي انطلقت بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا الاربعاء الماضي ، وربما موافقة الشعبية امس علي حل قواتها التي تقاتل الحكومة حاليا سيمهد الطريق الي الوصولة لتسوية شاملة من شانها ايقاف نزيف الحرب بالمنطقتين باعتبار ان تمسك الحركة بقواتها كان يمثل حجر عثرة في احراز اي تقدم في المفاوضات . حدوث اختراق موافقة الحركة على وضعية جيشها قد يضع حدا لحالة الشد والجذب بين اطراف التفاوض والاتهامات التي يرسلها كل طرف للاخر بالسعي لنسف عملية التفاوض . وربما الخطوة التي اقدمت عليها الشعبية جعلت رئيس وفد التفاوض الحكومي ابراهيم محمود حامد يتحدث بروح ايجابية عن المفاوضات ، محمود الذي نقل موافقة الشعبية على جيش واحد بحسب صحيفة البيان الاماراتية . قال تم الاتفاق على 90% من الموضوعات المطروحة للحوار والمتبقية تتعلق بقضايا إجرائية، وتوقع تجاوزها حال جدية المعارضة والحركة الشعبية ، وهذه القضايا المتفق عليها تشمل جيش الحركة الشعبية. ومضي محمود قائلا أن الجولات التمهيدية للتفاوض التي تدور الآن في أديس أبابا، تتعلق بوقف الحرب نهائياً ولكن لا يمكن الحديث حاليا عن وقف لإطلاق النار لمدة عام أو حتى لعامين وأشار محمود إلى أن هناك مسودتين تم التوصل إليهما خلال المفاوضات السابقة حددتا بوضوح النقاط التي تم الاتفاق حولها وتلك التي ما زالت محل الخلاف والقضايا التي لم تناقش، موكدا التزام الحكومة بما جاء في المذكرتين وعدم رغبتها في فتح أي قضايا جديدة للحوار . تقديم تنازلات المحلل السياسي استاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية بروفيسور حسن الساعوري يرى ان موافقة الحركة على حل قواتها اذا تمت فعلا يعد اختراق كبير في جولة المفاوضات وستمهد الطريق الى تسوية سياية من شانها ايقاف الحرب الدائرة في المنطقتين ، ولكن الساعوري في حديثه ل " اخر لحظة " توقع تقديم تنازلات من قبل الحكومة مقابل موافقة الشعبية على حل قواتها ، ابرزها الموافقة على قضية الحكم الذاتي كجزء من الفدرالية الحالية ، بجانب تقديم تنازلات في مجال قسمة الثروة برفع النسبة المخصصة للمنطقتين من عائدات البترول والمعادن من 2% الى مابين (10 _ 15% ) بالاضافه لالتزام الحكومة بتنفيذ مشروعات ضخمة في جانب التنمية يبدأ العمل فيها خلال 6 اشهر من توقيع الاتفاق . فقدان الحاضنة الساسية في كثير من الاحيان يحاول كل طرف من اطراف التفاوض ان يظهر انه ينطلق من موقف قوة ولكن ربما في هذه الجولة قد اتفق الكثيرين الى ان موقف الحكومة افضل بكثير عن الجولات السابق بعكس الحركة الشعبية التي فقدت الكثير قبل الانخراط في هذه الجولة . حيث يقول الساعوري ان الحركة فقدت الدعم الغربي والافريقي ودعم دولة الجنوب وليس امامها سوى تقديم تنازلات ، الساعوري ذهب ابعد من ذلك عندما قال ان الشعبية اذا رفضت التنازلات التي تقدمها الحكومة لها ستفرض عليها بالقوة واختتم الساعوري حديثه قائلا الشعبية فقدت الحاضنة السياسية واصبح ليس لها مستقبل . مطالبات وقف اطلاق النار الامام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة الذي وقع على خارطة الطريق ضمن قوى نداء السودان ناشد أطراف التفاوض حول المنطقتين ودارفور بالعمل على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مؤكداً أنه لا سبيل للحديث عن خارطة الطريق ما لم يبدأ تحقيق وقف إطلاق النار وقال المهدي في تصريح لوكالة سونا امس أن عدم التوقيع على وقف العدائيات يمنع قيام مناخ جديد للسلام بالبلاد ، ويعطل إجراءات بناء الثقة التي تحدثت عنها خارطة الطريق وفي مقدمتها وقف إطلاق النار والترتيبات الأمنية والإنسانية ولكن المهدي عاد وقال . "الظروف الآن مواتية من أي وقت مضى لتحقيق سلام عادل وشامل وتحول ديمقراطي يرتضيه الجميع ودستور جديد يتفق عليه " موقف الحركة قال مسؤول الشؤون الإنسانية بالحركة الشعبية أحمد عبد الرحمن تم الاتفاق على إرجاء بحث الترتيبات الأمنية الخاصة بمنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان ، وكشف عبد الرحمن في تصريح ل " سودان تربيون " عن عدم رفضهم فكرة الجيش الواحد من حيث المبدأ، فيما تقدمت الحركة باشتراطات محددة للتعامل مع وضعية الجيش الواحد. تمديد المفاوضات ومددت الوساطة الأفريقية رفيعة المستوى جولة التفاوض الحالية بشأن وضعية المنطقتين الى اليوم الأحد والتي كان مقررا لها ان تننتهي امس السبت . وكان وفدا التفاوض قد عقدا صباح امس جلسة مباشرة دون مشاركة الوساطة رأسها كل من رئيس وفد التفاوض الحكومي إبراهيم محمود، و رئيس وفد الحركة ياسرعرمان لطرح الورقة الموحدة التي أنتجتها لجنة مصغرة من الطرفين ينتظر أن يتم الدفع بها للوساطة كمقترحات متفق عليها من الجانبين تمهيدا لصياغة الاتفاق النهائي.