نشاطات مكثفة للمبعوث الأمريكي دونالد بوث لدى السودان، حيث تعتبر زيارته للبلاد الثانية من نوعها خلال النصف الثاني من العام الجاري، على أمل أن يحقق انتصاراً سياسياً في السودان يمنحه للرئيس الأمريكي قبيل خروجه من البيت الأبيض، وقد وضع عليه أوباما أملاً كبيراً في تحقيق مهامه، ويعتبر دونالد بوث المبعوث الأمريكي الثامن للسودان، والثالث بالنسبة لأوباما، فقد سبقه في عهد أوباما السفيران أسكوت غريشن، برنستون ليمان في مايو 2011، والذى تنحى عن منصبه في ديسمبر من العام 2012، وخلال فترة ليمان لم تستطع الخرطوم الوصول إلى ما وعدت به الأدارة الأمريكية، فهل ستثمر زيارات بوث في انجاح ما فشل فيه سلفه؟ خاصة وأن سيرته تقول إنه يمتلك خبرات واسعة في حل كثير من القضايا وعُرف بأنه دبلوماسي محنك . النشأة ولد دونالد بوث في نيويورك 1952م ودرس مراحله الدراسية فيها، ثم التحق بالكلية الحربية الوطنية وحصل على درجة البكالوريوس في الخدمة الخارجية من جامعة جورج تاون، ودرجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة بوسطن والماجستير في دراسات الأمن القومي من الكلية الحربية الوطنية، متزوج من أنيتا بوث و لديه ثلاثة من الأبناء. محطاته التحق بوث بعد تخرجه بالخارجية وشغل منصب مدير مكتب الوكالات الفنية المتخصصة في إدارة مكتب الخارجية لشؤون المنظمات الدولية، ومديراً لمكتب شؤون إفريقيا الغربية، ونائباً لمدير مكتب شؤون أفريقيا الجنوبية، ومسؤولاً لمكتب الشؤون المصرية، ومكتب شؤون شرق أفريقيا ومستشاراً اقتصادياً في أثينا، ورئيساً لشعبة شؤون التجارة الثنائية في وزارة الخارجية، وسفيراً بجمهورية ليبيريا (2008-2005) و جمهورية زامبيا في الفترة ( 2008 -2010)م وتعين في سفارات بوخارست وبروكسل وليبرفيل، كما عمل سفيراً فوق العادة ومفوضاً للولايات المتحدةالأمريكية لدى جمهورية إثيوبيا الاتحادية الديمقراطية طوال الفترة التى جرت فيها المفاوضات حول القضايا العالقة بين السودان وجنوب السودان، وعمل مع الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي لتسهيل حل المسائل العالقة بين البلدين، بما في ذلك أبيي والمناطق الحدودية المتنازع عليها، وتقلد عدة مناصب في سفارات برومانيا، غابون، بلجيكا، ويعتبر بوث عضواً كبيراً في السلك الدبلوماسي، عمل بشكل لصيق مع المبعوث المنتهية ولايته بريستون ليمان . حنكة وذكاء قال عنه الرئيس الأمريكي باراك أوباما عند تعيينه مبعوثاً لدي السودان إن بوث من أكثر الدبلوماسيين الأميركيين خبرة، ولديه خبرة واسعة في المساعدة على تعزيز السلام ومنع نشوب النزاعات في أفريقيا، ويتميز بمواهبه الدبلوماسية الكثيرة، ومعرفته العميقة للقارة، وله قوة تصميم لا تتزعزع. ووصفه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بوث بأنه المسؤول المحنك في السلك الدبلوماسي، ويحمل بوث ما يقارب من ثلاثة عقود من الخبرة في العمل على حل بعض التحديات الأكثر إلحاحاً في أفريقيا، وآخرها كان منصب سفير في أديس أبابا، بإثيوبيا، ويعتبر أحد وجوه الدبلوماسية الأكثر خبرة في تعزيز السلام والرخاء في جميع أنحاء القارة الأفريقية . استغلال الفرص المحلل السياسي صلاح الدومة يصف شخصية بوث بأنها برزت فيها كل ملامح الشخصية الغربية بصفة عامة والامريكية بصفة خاصة، ويبحث عن المصلحة الأمريكية بأسلوب مجرد من الأخلاق، ويقدم مصلحة أمريكا فوق كل المصالح، وينظر باستعلاء لشعوب الدول الأخرى، وله خبرة طويلة في الشأن الافريقي وذو حنكة وذكاء كغيره من الدبلوماسين . ويضيف أحد الدبلوماسين فضل حجب اسمه أنه إنسان مساير ويتميز بالجدية في عمله، ويعرف جيداً كيف يستغل الفرص للوصول لتفاهم، ويراه مراقبون بأنه قليل الحديث ومن الصعب قراءة رأيه، ويتحكم في تعابير وجهه ويركزعلى الناحية (السايكولوجية) من تعابير الشخص الذي يتحدث معه.