ولد بابكر عوض الله في 2 مارس 1917م بمنطقة القطينة، بولاية النيل الأبيض وتلقى تعليمه الاول هناك ثم التحق بكلية غردون التذكارية(جامعة الخرطوم الحالية) وتخرج في مدرسة الحقوق فيها العام 1940م ،نال ماجستير في القانون وعمل قاضياً وتدرج في سلك القضاء حتى تولى منصب رئيس المحكمة العليا ورئيس القضاء (1965-1969م) اختير عضواً في أول برلمان سوداني قبل الإستقلال وتم اختياره رئيسا للبرلمان( مجلس النواب) 1954م-1957م كان المدني الوحيد الذي شارك في الإنقلاب العسكري الذي قاده العقيد جعفر محمد النميري في 25 مايو 1969م أصبح عضواً بقيادة (ثورة مايو) ووزيراً للخارجية ثم العدل 1969 – 1971م . رئيس مجلس الوزراء مايو - أكتوبر 1969م نائب رئيس مجلس قيادة ثورة مايو ورئيس الوزراء عرف بشخصيته الوطنية، المتوازنة والفقه القانوني الرشيد والحس العقلي وشيم الانصافوعرف بحبه وولائه لمصر ويظهر ذلك عندماعزم على الاستقالة من رئاسة الوزراء عام 1970 فأثناه صديقه جمال عبد الناصر عن ذلك. إن من أكبر أخطاء بابكر عوض الله السياسي أنه كان عفوياً ويتعامل بالنوايا الحسنة مع مكر الساسة، ولا يعرف المؤامرات والدسائس، وكان يتعامل بردود الأفعال واستقالته من رئاسة القضاء رغم ما حوته من أدب رفيع، وعلم غزير، وتثبيتا للمبادئ، ودفاعاً عن الحق، إلا أنها كانت تعاملاً بردود الأفعال، وشابتها العجلة، مما أعطى الفرصة للأزهري رئيس مجلس السيادة لقبولها في نفس اليوم، وتسليمه خطاب قبولها وهو في المطار مغادراً.. حادثة ثانية تؤكد ما ذهبنا اليه فقد أنبرى مدافعاً عن الحزب الشيوعي وارتباطه بالسلطة في مؤتمر صحفي في أوربا، عقب عودته من نيويورك بعد القائه خطاب السودان في الأممالمتحدة، فلم يراع حدة الصراع في مجلس قيادة الثورة وفي الشارع السوداني حادثة ثالثة في ساحة القصر ومن المنصة التي احتشدت أمامها الجماهير لاستقبال جعفر نميري عقب عودته من مؤتمر القمة والاردن سنة 1970 خاطب مولانا ذلك الجمع إن كان الولاء لمصر سبة فأنا العميل المصري الأول بالسودان!! وقد أذيع ذلك القول الذي جانبه التوفيق في نشرة الساعة الخامسة كاملاً، إلا أنه عدل وجمل في نشرة الساعة السابعة من راديو أم درمان، وكانت ساحة القصر وقتها تضج بالهتاف، والتهافت والتشاحن بين مؤيدي القومية العربية والآخرين (أممية لا قومية)، كل ما ذكرنا يفيد أن الرجل لم يكن من رجالات السياسة رغم أنه رأس أول برلمان سوداني،وكان يعتقد أنه خدم بلاده حينما خطط وشارك الضباط الأحرار في ثورتهم (إنقلاب 25 مايو)، وصاغ بيانها الأول، تم تنحيته من العمل السياسي فعاش في مصر منذ عام 1972م وتوفي فيها عن 99 عاماً . رحمه الله رحمة واسعة