سحبت لجنة ود الشيخ البساط من تحت أقدام الاتحاد وجردته من مهمة الإشراف على منتخب الشباب. اللجنة المسنودة بقرار رئاسي صادر من القصر، لم تنتظر أو تدعو قادة الاتحاد، بل شرعت فعلياً في تنفيذ مهامها، فيما تركت الهمهمة والاحتجاج الصامت لقادة لا يملكون تفويضاً للعمل. استنكر بعض أعضاء الاتحاد قرار تعيين زيكو واعتبروه شطباً لسياده الاتحاد على جمهورية كرة القدم بالبلاد، لكنهم عبروا عن ذلك بصوت خفيض لأنهم يعرفون جيداً مآلات الغضب الرسمي لدى السلطة التي مدت حبال الصبر للتوليفة الحاكمة. على استحياء عبر الاتحاد عن استنكاره لخطوة إقاله الطاقم الإداري التي تملك لجنة ود الشيخ حيثيات مقنعة لاتخاذها، وتكون بذلك قد دخلت اللحم الحي، واستهدفت الاتحاد في كوادره المزروعة بعناية فائقة ومن دون مؤهلات شاذة عن الآخرين. نفذت لجنة ود الشيخ انقلاباً ناعماً بات معه الاتحاد منزوع الصلاحيات مسلوب الإرادة في أمر الشباب الذي تأهل للنهائيات. لا نجد مبرراً لاستقالة مبارك سليمان فهو ليس معنياً بمن يقرر أو من ياتي للعمل الإداري، تنحصر مهمته داخل الملعب وينبغي أداءها كما يجب دون النظر لمن يجلس على دسك القرار الإداري. محاوله لاثبات موقف وتسجيل بطولة في غير مكانها، ومن قبل تجاوزه الاتحاد نفسه، وعين مازدا مشرفاً عليه، مع أنه هو من صنع الشباب. وتجاوزوه في السفر في التكريم الذي أقامه جهاز الأمن والمخابرات الوطني. الاتحاد لا يستطيع المجاهرة بالرفض ويكتفي بأضعف الإيمان، وهي الهمهمات الضعيفة ..يحاول تجنب المواجهة المباشرة مع السلطة في هذا المنعطف الحساس والتوقيت والدقائق وجملة من المخالفات المالية طرف وزارة العدل وديوان المراجع. لو كان المتدخل وزارة الرياضة لصدعونا بالحديث عن الفيفا والاستنجاد بها، وحصانة القرار الفني، ولكن اللجنة معينة من القصر وما أدراك ما القصر. الاتحاد يدير النشاط بقانون القوة لا قوة القانون، فالتفويض الممنوح من الجمعية العمومية سقط عنه منذ نهاية يوليو، ولا يوجد مسوغ قانوني لتحكمه في إدارة النشاط وفي منح نفسه عمراً إضافياً بلا وجه حق. دعم الوزارة للاتحاد بمبلغ مائة ألف جنيه لا يشكل خبراً، فالوزارة هي المسئولية إداريا ومالياً عن المنتخبات، والاتحاد عليه الاجتهاد فنياً في الإعداد. المبلغ زهيد وضعيف وضئيل للغاية ولا يمثل قفزةً أو تطوراً ولا يكفي للنثريات. لجنه ود الشيخ تعد اختباراً لصمود الاتحاد بل تعد مقدمه لعهد جديد. وتعني أنها إعلان مبكر لنعي فترة الخراب والدمار والفشل. لجنه ود الشيخ تمهّد لتغيير شامل على مستوى الاتحاد، وطالما أن القادة قبلوا وابتلعوا قراراتها فهذا يعني أنهم أضعف من الدخول في أي مواجهات مستقبلية. تدخل رئاسه الجمهورية لدعم منتخب الشباب وتكليف لجنة ود الشيخ للغرض تعني تلقائياً أن مؤسسه السياده غير راضية عن أداء الاتحاد، وعليهم حفظ ماء وجوههم والمغادرة بكرامة.