ظلت الدولة تقوم بمحاولات مستمرة للعمل على كبح جماح سوق الأضاحي الذي ترتفع فيه الأسعار كلما إقترب موعد عيد الأضحى المبارك، في وقت سارعت فيه السلطات بإطلاق الحملة القومية لجمع الجلود، مستهدفة ثلاثة ملايين و500 ألف جلد سليم، قبل أن تتمكن الفئات الضعيفة من توفير (خروف الضحية)، في خطوة تميل لتلك الفئة قام إتحاد العمال بولاية الخرطوم بتوفير الأضاحي للعمال بالتقسيط، و في الجانب الآخر بادرت الولاية بطرح أسلوب بيع الأضحية بالكيلو الحي، وذلك بعد تحديد (40) للكيلو ... الفكرة كانت وليدة العام الماضي، ولكن المؤشرات لا تفيد بأن التجربة قد أتت أكلها. تمرير الفكرة لكن يبدو أن الحكومة تصر على تمرير الفكرة في عامها الثاني، حيث أعلن وزير الزراعة والثروة الحيوانية بولاية الخرطوم د. محمد صالح جابر عن توفير معدات الوزن لبيع خراف الأضاحي الحية للمواطنين، وقال خلال تفقده المعدات الخاصة بالوزن أمس بمحلية شرق النيل، إن جهوداً قد بذلت لتطبيق المواصفات الفنية، وتوفير الأوزان الحقيقية لخراف الأضاحي، وأضاف الوزير أن تجربة بيع الأضاحي بالكيلو تهدف لضمان التعامل المباشر بين المنتج والمواطن، دون إتاحة الفرصة لتدخل الوسطاء والسماسرة وأشار إلى أن معدات وزن الخراف الحية صناعة محلية تشجيعاً للتصنيع الزراعي، وستُعمّم التجربة على كافة محليات ولاية الخرطوم لتعم الفائدة. * توقعات الولاية ومن ثم تم طرح (23000) رأس موزعة بين الخرطوم وبحري، ما يعني أن الحكومة أكثر تمسكاً بقرار بيع خراف الأضاحي لمواطني الولاية بالوزن، فيما حددت وزارة المالية بولاية الخرطوم عدة أسواق لعملية البيع الجديدة منها موقع بري و بحري ميدان المولد بجانب (شارع الهواء) بالخرطوم بالقرب من السوق المركزي، وقال مدير إدارة حماية المستهلك بقطاع الاقتصاد التابع لوزارة المالية بالولاية عمر هارون ل(آخر لحظة) أن عملية البيع بدات فعلياً أمس، متوقعاً إزدياد حركة البيع في الأيام المقبلة، منوهاً إلى فرق السعر بين الأسواق العادية والمخفضة، مؤكداً أن تحديد (40) جنيه للكيلو الحي سيوفر أضحية بسعر في متناول أيدي المواطنين. خسارة التجار و بالمقابل لم يتوقع مربي المواشي بجنوب كردفان الشمو النور نجاح تجربة البيع بالوزن بالعاصمة، مرجعاً الأمر إلى أن عملية التربية تحتاج إلى مراعي واسعة وبيئة خاصة، حتى تنشأ (البهيمة) بصورة سليمة، ويصبح (لحمها رخص) الأمر الذي لا يتوفر في العاصمة، ومن المؤكد أن الجهات المختصة ستتجه إلى مناطق الإنتاج بالولايات، و قال إن سعر الخروف في سوق أبو جبيهه يبدأ ب(1200) جنيه و ينتهي ب(2000) جنيه للرأس الواحد، وأضاف إذا أضفنا أسعار الترحيل والأرباح، فإن الأسعار ستزيد الأمر الذي سيفضي في نهاية الأمر الى خسارة التجار. وفي المنحى ذاته رفض عدد من بائعي الخراف بأسواق المواشي في أم درمان بيع الخراف بالكيلو واعتبروا التجربة بمثابة خسارة كبيرة لهم، وقال التجار إن بيع الكيلو ب(40) جنيها لا يمكنهم من تعويض تكاليف الترحيل والعلف، مشيرين لخروج كثير من الطرق بسبب الخريف بجانب تربية الخراف في الفترة السابقة، وصرف الكثير من الأموال على تربيتها وتسمينها والعناية بها، و كشف جولة ل(آخر لحظة) في سوق المولد ببحري عن عدم وجود أي مظاهر للبيع بالوزن . وقال المواطن محمود سيد ل (آخر لحظة) لا وجود للبيع بالوزن في سوق بحري قائلاً(الكلام دا بقولوا لكن ما شفنا بعينا) ورحب في نفس الوقت بفكرة بيع بالوزن، معتبراً ان تحديد (40) جنيه للكيلو، تقلل من الصرف، حيث في العادة يضطر المواطن لدفع مبالغ كبيرة للخراف تفوق (2.500) وطالب الحكومة بضبط ومراقبة الأسعار، وختم حديثه بالقول عن نفسي أستطيع أن أشتري الخروف في حدود مليون و (200) جنيه. فوضى الأسعار اما المواطن يعقوب صالح فقد أشاد بالفكرة قائلا عن طريق بيع الكيلو ب(40) جنيه نستطيع أن نستفيد من فارق السعر حيث ينخفض سعر الخروف إلى ما يقارب النصف، وشكا من الفوضى التي لازمت أسعار الخراف، وطالب الدولة بالتدخل العاجل لحسم هذه الفوضى، وقال "مفترض أن لا تضيف الدولة أي رسوم أو جبايات، سواء أكان في الشارع أو محل البيع حتى لا يشتري المواطن الخروف بسعر مرتفع" رفض و إمتعاض لم ترق فكرة الوزن الحي لكثير من المواطنين، فمنهم من تخوف من أن تعاني هذه الخراف من (الهزال) أو أن تكون بها بعض العيوب، فيما يرى الآخرون أن البيع بالوزن لا يسمح لهم بالتفاوض على السعر، وأبدى المواطن الزاكي خلف الله رفضه للفكرة جملة و تفصيلا، وقال ل(اخر لحظة) ينبغي أن لايصل سعر أكبر خروف إلى أكثر من مليون ونصف لأن التجار يضيفوا زيادات على الأسعار نتيجة الرسوم والجبايات المفروضة عليهم، مما يؤثر على المواطن، وقال الخراف الموجودة في السوق الآن تابعة لهيئات ومؤسسات تقوم بتقسيط أسعار الخروف على منسوبيها، أما المواطن العادي فيضطر لدفع سعر الخروف بالكاش، وتحسر في ختام حديثة على المواطن الذي يدفع مبالغ طائلة لشراء الأضحية رغم وجود ثروة حيوانية هائلة في البلاد .