٭ قبل أيام كنا في جلسة ضمت عدداً من الأصدقاء.. تناولنا عدداً من القضايا الراهنه بالبحث (غير المفيد) لأننا نتكلم (ساكت) كلام بدون (فعل).. أشدنا بقرار رفع سن المعاش الإجباري لرجال الشرطة.. الضابط عندما يصل إلى هذه المرحلة المتقدمة من (العمل) و (السن) فإنه يضحي كفاءةً لا يمكن الاستهانة بها وخبيراً وطنياً لن يتوفر مثله.. (هسع)زول زي (عابدين الطاهر) ده بفكوا... والله أخلي شغال لما امسك ( العكاز)!! ٭ قلنا أحوال البلد في حاجة للصرف (أكثر)على الشرطة.. وبالطبع (الأجهزة) الأخرى عشان (ما ازعلوا) ونحن عارفين كويس (زعلهم) كيف) على ضوء أحداث مستشفى أمدرمان..! ٭ اعتقد أن سن التقاعد سترتفع إلى (90) نحن لا زلنا في حاجة لتدعيم فكرة (الأمن) بصورة أحسن من الذي يحدث الآن. ٭ المشهد يبدو غريباً عن المألوف ويحتاج لأكثر من وقفة (احتجاجية)..الاعتداء على الأطباء والمستشفيات يسير في خط بياني متصاعد.. أكثر من خمس مستشفيات شهدث أحداث عنف ضد الأطباء.. هل الأمر صدفة؟ أم ثمة (رابط) ٭ ما حدث في مستشفى أمدرمان المحروس اليوم بقوات الشرطة المدججة بالسلاح يمثل قمة التصعيد ونقلة نوعية تمثلث في هذه الخسارة الفادحة في المعدات والممتلكات.. والخسارة (الأعظم) في دلالات (الحدث) نفسه!! ٭ شاهدت أمس في الواتساب (كاركاتير) لطبيب يحمل (كلاش)على ظهره و(سماعته) على صدر المريض وعيونه بدلاً من تركيزها على الجسد العليل فإنها على (مدخل المستشفى) وفي وضع استعداد تحسباً لأي هجوم غادر..!! ٭ دعونا نعيد ترتيب القصة من جديد.. مريض يتم إسعافه متأثراً بجروح خطيرة.. يدخل المئات معه (مرافقين) على الطريقة السودانية المعروفة.. كلنا سنتخيل حال الحوادث ليلاً، كل شيء يبعث على القلق والغضب.. يحدث ذلك والذهنية المرافقة تختزل في جواها حال المستشفيات الحكومية وانعدام الخدمات المقدمة.. المريض في السودان يشتري كل (حاجة) ويظل (لافي) في حركة مفرغة.. المعمل، الصيدلية البحث عن الطبيب (جاء ما جاء).. الخ المسلسل المعروف.. !! ٭ كل هذا الواقع (المؤلم) لا يعني أن يقوم البعض بأخذ القانون بيده وإتلاف المعدات والأجهزة وترويع المرضى..ولكنه يسمح لنا بأن نقول إن وضع المستشفيات الماثل و (المايل) يوفر بيئة حاضنة للعنف و (الإرهاب) كمان..! العنف الذي أضحى منتشراً داخل المستشفيات لم يبدأ في مستشفى أم درمان ولن ينتهي عندها. ٭ صفحات الصحف ودنيا التواصل الاجتماعي تحتشد بمختلف الصور واللقطات التي تعكس حالة التردي العنيف الذي تشهده المستشفيات الحكومية.. أحوال الأطباء وضعف مرتباتهم وتردي بيئة العمل.. ألا يشكل ذلك عاملاً آخر من عوامل زياده الضغط الذي يولد الانفجار ويزيد من حده التوتر والانفعالات؟! ٭ في حقيقه الأمر أنا حزين.. وليس هذا السودان الذي كنا نعرفه.. لقد استشرى (العنف) بصورة مبالغة وأضحت النفوس متوترة والناس ممكن (تشاكل) لاتفه الأسباب.. وبعد ذلك يحدث ما يحدث..!! * ستختفي رويداً رويداً قيمة التسامح والاعتدال والاتزان والرزانة.. سنتحول لمجتمع (متهور) وقلق و(يثور) لاتفه الأسباب.. ٭ ما يحدث الآن ليس حالة فردية أو أسرية.. إنها أزمة مجتمع.. ما يسيرنا الآن (العقل الجمعي) وباتجاهات تفكير (مغايرة) ولا نعرف (مودينا وين) هذا النوع من التفكير (الخاطئ) و (المخيف)؟!!