جاء صوته حزيناً يعبر عن حيرة حقيقية وهو يحكي عن زواج استمرت فصول حلقاته حوالي العشر سنوات.. لا يكدر صفو هذه العلاقه شيء.. نتج عن هذا الزواج بنتان وولد ملأوا الدنيا سعادة وفرحاً زاد ما بين الأبوين من تقارب فكري وعاطفي.. قال محدثي إنه لم يبخل على زوجته بكل ترف الدنيا، إذ أن وضعه المادي كان ميسوراً.. واستمرت الحياة بينهما بهذه المعطيات الهادئة العادية إلى أن اكتشف صدفة تغيير سلوك زوجته تجاهه.. إذ أنها صارت عصبية جداً وتغيب من المنزل كثيراً بحجة زيارة صديقاتها.. وعدم اكتراثها لأبنائها والاهتمام بتفاصيل حياتهم كالمذاكرة وخلق الجو العاطفي بالجلوس معهم.. مما زاد الأمر حيرة لديه.. وحينما ناقشها أخبرته بأنها تعاني فراغاً اجتماعياً تحاول ملؤه بعد خروج الزوج والأبناء باكراً.. الشيء الذي دعاها للخروج مع صديقاتها كثيراً.. فسكت الزوج حتى لا يكدر صفو حياته.. إلا أن جاء ذلك اليوم الذي اكتشف خيانتها له مع صديقه الوحيد.. عن طريق رسائل وجدها في هاتفها والتي كانت تدل على حب عميق يجمعها به.. حينها ثارت ثائرته.. وقام بضربها وطردها على الرغم من إنكارها بأن هذه الرسائل لا تخصها.. ويقول إنه فقد الثقة في كل النساء وتدهورت حالته الصحية جداً.. فهام على وجهه وحاول استرداد أبنائه إلا أنها رفضت إعطاءهم له.. وهو في حيرة من أمره بأن يستر عليها حتى لا يشوه صورة الأم الرؤوم لدى أبنائه.. وتصير مسخاً مشوهاً للخيانة.. أم أن يطالب بأبنائه عن طريق المحكمة لعدم ثقته في أخلاقها غير الحميدة. ونلاحظ أن الأبناء دائماً يكونون كبش فداء لكثير من الطلاقات بضياعهم بين والديهم فتنشق عصا الحياة المستقرة لديهم.. وتتبعثر معاني الحب الأسري هباء منثوراً على ضريح حياة كانت تسمى زوجية.. فتحيل كل روابط الشرع الرباني إلى أشياء مشوهة يملأ فراغها الانتقام والأنانية. *سوسنة هذه القصة سردتها بكل أمانة على رغبة صاحبها والله المستعان.