المتابع لبرامج القناة الفضائية الجديدة (سودانية 24) يلحظ دون عناء أنها تميل كثيرا لبرامج المنوعات رغم أن طبيعة القناة هي إقتصادية بدرجة كبيرة، وحتى برامج المنوعات تلك لا تحمل جديدا بين موضوعاتها أو طريقة إخراجها ، وهي التي كنا نتوقع أن تكون حدثا في عالم الفضائيات وحديثا للمشاهدين في مختلف مجالسهم ، خاصة بعد الضوضاء التي أحدثها إنتقال بعض المذيعين والمذيعات للعمل فيها، وبالتأكيد تحمل هذه الملاحظات بعض الإشراقات التي تحسب للقناة ، لكن نقف عند الملاحظات الأخرى حتى تستفيد منها إدارة القناة لمعالجة ما يمكن معالجته والتطوير مستقبلا. هناك أيضا برنامج (حال البلد) الذي يقدمه الأخ الطاهر حسن التوم ، وهو برنامج يتناول الكثير من القضايا بكل الجرأة والوضوح التي عرف بهما مقدمه، لكن البرنامج للأسف لم يجد حتى الآن الرواج الذي كان يجده برنامج (حتى تكتمل الصورة) الذي قدمه الطاهر نفسه بقناة (النيل الأزرق) ، ولا ندري هل يعود ذلك إلي ضعف في مشاهدة القناة الوليدة أن مقدم البرنامج فقد شيئا من جرأته و(شطارته) في إختيار القضايا التي يطرحها البرنامج. أما الملاحظة الأخرى فهي في برنامج (صباحات سودانية) وتتمثل في الطاولة التي يجلس عليها المذيع والمذيعة فتبدو الصورة وكأنها منقولة بكاميرا (موبايل) وتذكرنا في كثير من الأحيان صورة نقل المباريات على شاشة قناة النيل النيلين الرياضية التي تعتبر أضعف الشاشات السودانية وأكثرها تجاهلا لجماليات الصورة ، وحقيقة يحتاج استديو (صباحات سودانية) ونظرة فاحصة لمكامن جمال الصورة حتى يكون برنامجا بحق وحقيقة بدلا من (طرد) المشاهدين بكرت الإخراج الأحمر. خلاصة الشوف قناة سودانية تحتاج إلي مراجعة فورية في كل ما تقدم قبل أن يأتي يوم تلحق فيه بقنوات (هارمون) ، (زول) ، (الأمل) و(قوون).