كتابان من أعظم ما كُتب في القرن الماضي تحديداً كُتِبا في العام 1948في أمريكا وجنوب أفريقيا ولا يوجد أي رابط بينهما- الرابط الوحيد بينهما السودان بعد 9 يناير 2011م. الكتاب الأول يحكي عن قصة مقتل يوليوس قيصر بعنوان منتصف مارسthe ides of March للكاتب الأمريكي ثرونتن ويلدر، أهدي هذه القصة إلى الأخ ابن البلد الأصيل الشجاع المشير عمر حسن أحمد البشير لأنه بعد التاسع من يناير 2011م سيكون كعب أخيل في جسد شمال السودان القوى الآن والمحصن في كل أعضائه بتماسك الإنقاذ وخبرتها الأمنية والعسكرية ورجالها المجاهدين الأشاوس. كعب أخيل هذا أسطورة إغريقية تحكي عن قائد اسمه (Achilles) أخيل كان من أشجع وأقوى القادة في التاريخ القديم أرهق الأعداء في محاولة النيل منه وقتله وكان يواجه السهام والسيوف بثبات غريب، تقول الأسطورة إن والدته يوم مولده أرادت أن تحصنه ضد الموت وذلك بغمر جسده في نهر ستايكس المُقدس والذي تمنح قطرات المياه منه الحياة الأبدية لكل أجزاء الجسم التي ابتلت بالماء والده كان اسمه بليوس وثيتس هي والدته. عند وصولها النهر أمسكته من كعب رجله اليسرى وأدخلت جسده بالرأس أسفل في الماء عدة مرات دون أن تتذكر أن تعيد غمره بعد تغيير إمساكه من كعب رجله اليمنى وعادت به ولم يبتل كعب رجله اليسرى لأنّها كانت تغطيه بيدها. في إحدى الحروب بعد أن كبر وصار قائداً منتصراً في كل معركة خاضها أشار أحد الأعداء وكان قد رأى والدة أخيل وهي تدخله في النهر المقدس قبل ثلاثين عاماً دون أن يبتل كعب رجله اليسرى أشار ذلك الرجل بعد أن أرهقهم أخيل بالبلاء الحسن أن يوجه سهم مسموم إلى كعب رجله اليسرى وبالفعل تم ذلك وسقط أخيل بعد أن أصابه سهم كبير مسموم في كعب رجله اليسرى ومات وانتصر الأعداء وصار كعب أخيل (Achilles heel) مثلاً لكل نقطة ضعف في كل جسم قوي. الأخ الشجاع البشير ليس نقطة ضعف في شخصه بل العكس هو قوي يصارع الأجيال لكنّه نقطة ضعف في جسد الإنقاذ والسودان الشمالي القوي بحكم دوره المحوري بعد الانفصال فهو الآن وسوف يكون (المرق والركن البلم النّاس) خاصة القادة فإذا انكسر (المرق) وانهدم الركن لن نجد من (يلم النّاس) وتنشأ الخلافات المدمرة لكل قوي وجميل الآن من أمن وأمان ويتشظى شمال السودان كما سنرى في قصة يوليوس قيصر. هذا هو المخطط العالمي لأن المستهدف تفكك شمال السودان بدينه الإسلامي وليس انفصال الجنوب بدولته الوليدة بعد الانفصال سترتفع وتيرة المحكمة الجنائية وتبدأ خطط القبض خارج وداخل البلاد ثم محاولات أخرى أكثر خطورة مستهدفة الأخ البشير بطرق غير مألوفة. عليه أُناشد الأخ الرئيس البشير أن لا يركن للمألوف ويتوخى الحذر والخوف نعم الخوف لأن الخوف يحتاج إلى شجاعة للخروج من المألوف والمسلمات لأنّه ليس ملكاً لنفسه بعد الآن ومسؤولياتنا كلنا موالين ومُعارضين المحافظة عليه وفي محافظتنا عليه نتوحد تلقائيا في حد أدنى قليل لكنّه خط أحمر إذا سمونا فوقه نُحافظ على السودان الشمالي حتى نعبر المطب الهوائي القادم بعدها يمكن للمعارضة السعي إلى تغيير النظام كما ترى من طرق وأساليب سلمية، المحاولة في الوقت الحالي والقادم حتى نهاية هذا العام تعتبر خيانة وطنية لأنها تتزامن مع مخطط خارجي لا يهمه أمن وحياة المواطن الشمالي. الكتاب الثاني:- أبك، وطني الحبيب (Cry The Beloved Country) للكاتب الجنوب أفريقي ألن باتون أهديه إلى أشقائنا في دولة جنوب السودان الوليدة. الكتاب يتحدّث عن أثر الخوف والرعب والفقر والجوع أيام التفرقة العنصرية وأثر ذلك الخوف من فقدان الأمن بكل جوانبه -أمن الشخص، أمن الغذاء أمن العلاج وأمن التعليم على الحياة ، الخوف يقتل الإبداع، الإنتاج والرغبة في الحياة بكل جمالها ويؤدي إلى التفكك الأسري والانحراف والجنوح وقعود الأمم في ثبات عميق. عليكم التوحد ونشر الأمن والعدل وتنمية الجنوب الحبيب. خاصة البنية التحتية لينعم المواطن الجنوبي بالرفاهية والاستقرار والنماء. خطر ببالي في هذه الأيام أن أعيد قراءة كتابين قرأتهما قبل أكثر من 40 عاماً وهما كتاب الكاتب الجنوب أفريقي ألان باتون «أبك بلدي الحبيب» (Cry The Beloved Country) والثاني كتاب «منتصف مارس» the ldes of March للكاتب الأمريكي ثرونتين ويلدر والغريب أن الكتابين كتبا ونشرا في العام 1948 ولا صلة بينهما. كتاب منتصف مارس يحكي عن يوليوس قيصر (Julius Caesar) الإمبراطور الروماني الذي قتل بواسطة أقرب أعوانه في يوم 15 / 3 / 44 ق م، كنت أحسب أن عملية الولادة القيصرية سُميت عليه ولكن العكس سمي هو عليها لأن جده ولد عن طريق فتح البطن والتي كانت معروفة منذ ذلك الوقت وكلمةCaesarean العملية القيصرية مشتقة من الكلمة اللاتينية Caedere وتعني القطع بآلة حادة، الكتاب يحكي عن عظمة الإمبراطور يوليوس قيصر المولود في 13 / 7 / 100 ق م والمقتول في 15 مارس 44 ق م لعب قيصر دوراً بارزاً في تحويل الدولة الرومانية إلى إمبراطورية عظمى بشجاعته وبطولاته في قيادة الجيوش الرومانية وانتصاراته الباهرة في الفترة من العام 60 ق م حتى العام 49 ق م في تحالف قوي مع أقوى اثنين من السياسيين هما كراسوس وبومبي شكلوا حكماً قوياً اشتهر بالحكم الثلاثي لكنّه اختلف معهما وانفرد بالسلطة بعد حرب أهلية في العام 49 ق م أصبح بعدها القائد الأوحد للإمبراطورية الرومانية، بعد توليه السلطة منفرداً قام بإصلاحات كبيرة جذرية في المجتمع والحكم وأدخل نظام الحكم المركزي البيروقراطي. البروقراطية مشتقة من كلمتين (Bureaucracy) Bureau المكتب وaucyacy الحكم وهي حكم المكاتب. لما ضاق أقرب قادته وأصدقائه منه ومن دكتاتوريته قرروا التخلص منه عندما يأتي ليُخاطب البرلمان وكان على رأسهم أقرب الناس وأحبهم إليه. بروتس بدأ تنفيذ المؤامرة عندما وصل يوليوس قيصر إلى البرلمان يوم 15 / 3 / 44 ق م حاول صديقه أنطونيو إخطاره بالمُخطط ولكن المتآمرين توقعوا ذلك من أنطونيو وكلفوا أحدهم بتعطيله والحيلولة دونه ومقابلة يوليوس قيصر وعلم أنطونيو بذلك وهرب. تقدم إلى يوليوس قيصر أحد القادة واسمه تيلص سمبر بطلب مكتوب لإصدار عفو عن شقيقه في المنفى ولكن القيصر دفعه بيده وما كان من تيلص سمبر إلا أن أمسك القيصر بتلابيبه بكل قوة وسدد له طعنة خفيفة في عنقه مما دعا القيصر للالتفات بسرعة نحوه والإمساك به وهنا صاح تيلص سمبر طالباً النجدة حيث أدركه أكثر من 60 عضواً سددوا 23 طعنة في جسد يوليوس قيصر والذي قبل أن يموت رأى أعزّ أعوانه مع المتآمرين يُسدد له طعنة حينها قال قولته المشهورة «حتى أنت يا بروتس» (Et ta Brute) بالروماني أو (You too. Brutus) بالإنجليزية، ويقال إنّه وقبل أيام من مقتله صادفه في احد مواكبه عرّاف أصر أن يسمع يوليوس قيصر قائلاً بصوت عالٍ «احذر منتصف مارس» وعندما كان يوليوس قيصر في موكبه الأخير في طريقه إلى البرلمان لمح العرّاف وخاطبه قائلاً منتصف مارس اليوم قد وصل ولم يحدث شيء، ردّ العراف قائلاً نعم وصل اليوم منتصف مارس ولكنّه لم ينته بعد (Yes, the Ides of March came but not yet gone) بعد مقتل يوليوس قيصر بدأت الإمبراطورية الرومانية في التفكك والاضمحلال ونشبت اضطرابات وانشقاقات في السلطة الحاكمة إذ كان يوليوس قيصر يتمتّع بحب الطبقة الوسطى والطبقة الدنيا من الشعب التي ثارت ضد طبقة الأروستقراط الذين تآمروا عليه وقتلوه، حاول مارك أنطونيو ابن عم بوليوس قيصر استثمار غضبة عامة الشعب للتخلص من طبقة الأوروستقراط وحكم روما لكنّه فوجئ بوصية يوليوس قيصر باختيار حفيده قابوس أوكتافيون لخلافته. هاجم جمهور الشعب في روما قاتلي يوليوس قيصر مثل كاسيوس وبروتس في منازلهم وحرقوها وطردوهم من روما والذين شكلوا مجموعات مٌسلحة متمردة أدت إلى حرب أهلية شاملة عرفت بحرب التحرير الأهلية أوكتافيون الذي حدده يوليوس قيصر كان يبلغ 18 عاماً عند مقتل قيصر ولكنّه كان يتمتع بقدرات قيادية عالية تمكن أنطونيو بالتحالف مع أوكتافيون من القضاء على التمرّد بقيادة كاسيوس وبروتس في اليونان وتم في 27 / 11 / 43 ق م إنشاء الحكم الثلاثي الثاني من أنطونيو، أوكتافون وقائد قوات الفرسان صديق يوليوس قيصر الحميم القائد ليبيدس الذي قاد إصلاحات جذرية في الحكم بدأت بالعزل السياسي والاجتماعي لكل الفاسدين والمتآمرين قاتلي يوليوس قيصر وتصالح الحكم الثلاثي الثاني مع عامة الشعب بالإصلاحات الكبيرة في نظام الحكم ومشاركة عامة الشعب في البرلمانات وأجهزة الحكم التنفيذية بإعمال البروقراطية السليمة. يجدر بنا هنا أن نشير إلى فهم خاطئ تماماً للبروقراطية والتي كما أسلفنا تعني حكم المكاتب البروقراطية لا تعني أبداً تعطيل العمل بل تعني تجويد العمل وانسيابه عبر المكاتب دون الحاجة إلى متابعة الشخص المعني حاملاً أوراقه من مكتب إلى مكتب وبذلك تنتهي الوساطة، المحسوبية، الفساد، الرشاوي وأخيراً تعطيل عمل المكاتب، البروقراطية السليمة تعني تحديد وقت محدد لإنجاز عمل محدد. مثلاً في أمريكا وفيها قمة البروقراطية السليمة تجديد جواز السفر في أسبوعين يتم ذلك تماماً في الوقت المحدد بأسبوعين لا يزيد ولا ينتهي لذلك يجب أن لا نصف الشخص الذي يجيد عمله بالبروقراطي كصفة سالبة. وجود أفراد حاملين أوراقهم في دواوين الحكومة من مكتب إلى مكتب يعني الفشل الذريع في قضاء حوائج النّاس وفشل النظام الإداري والتنفيذي في الدولة. مرحباً بالبروقراطية السليمة. الكتاب الثاني. ابك بلدي الحبيب Cry the Beloved Countryللكاتب الجنوب أفريقي ألن باتون يقع في256 صفحة تم نشره في العام 1948 قبل أشهر من الإقرار الرسمي بالتفرقة العنصرية في قانون صدر في 1948 حيث ساد الخوف والاضطهاد للمواطنين السود حتى انتصر مانديلا وأصبح رئيساً لجنوب أفريقيا في 10 / 5 / 1994 بعد حصول حزبه المؤتمر الوطني على 63% من أصوات الناخبين العشرين مليون. تبدأ قصة أبك، بلدي الحبيب من قرية صغيرة في جنوب أفريقيا عندما تلقى راع أسود يدعى استيفن كومالو من قس كنيسة في جوهانسبرج اسمه سيما نقو رسالة تطلب منه الحضور إلى جوهانسبرج لإنقاذ شقيقته قيرترود التي امتهنت البغاء والدعارة وأدمنت صنع وشُرب الخمر. حضر كومالو إلى جوهانسبيرج للبحث عن ابنه أبسالوم كومالو والذي أرسله لإحضار عمته وإعادتها إلى القرية. وجدها في حالة مزرية ومعها طفل غير شرعي وهي في خمارة في حالة سكر وافقت على العودة معه إلى القرية تركها حتى يبحث عن ابنه أبسالوم. وجد أن ابنه كان في إصلاحية بتهمة الاغتصاب والحمل سفاحاً، أفرج عنه ليقبض عليه في جريمة قتل بدافع السرقة. تمت محاكمته بالإعدام شنقاً وتنتهي القصة في فجر يوم من الأيام تم فيه تنفيذ حكم الإعدام على ابنه وعاد إلى شقيقته ليأخذها لكنّه وجدها فارقت المدينة وهربت من شقيقها وكان الخوف هو سيد الموقف في كل مدن جنوب أفريقيا لينهي ألن باتون قصته بقطعة نثرية رفيعة تعكس الحال ذلك الوقت بقوله: «أبك، بلدي الحبيب على الطفل الذي لم يولد بعد وهو وريثنا في الخوف، دعيه لا يحب ترابك كثيراً، ولا يضحك عميقاً عندما تداعب المياه أنامله الرقيقة ولا أن يصمت ويتأمل ملياً مغيب الشمس التي تودع بإحمرار مثل النار في الشفق دعيه ألا يطرب شجياً مع عصافيرك وألا يمنح قلبه كاملاً لجبالك ووديانك الجميلة ذلك لأن الخوف سوف يسرق منه كل ما أسعده من ما رأى». والله الموفق مهندس مستشار